فيما أزالت السيول نحو 60 مزرعة على امتداد وادي مرفوض جنوب الطائف، وأصبحت أثراً بعد عين، ولم يتبق منها سوى أعجاز نخل خاوية، باشرت لجنة مشكلة في محافظة الطائف، تترأسها إدارة الدفاع المدني في المحافظة، أعمالها لحصر الأضرار التي ألحقتها السيول، على المزارع الواقعة في مواقع متفرقة من المحافظة، باتجاه الجنوب، والمرتفعات السياحية، وذلك جراء هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها خلال الأيام الماضية، ولا تزال يتواصل هطولها بشكل متوسط إلى خفيف حتى البارحة الأولى. وأكد لـ"الاقتصادية" عضو في اللجنة، وجود لجنة قائمة الآن من أجل حصر الأضرار، وتقديرها، بالنسبة للمزارع الواقعة جنوب الطائف، مشيراً إلى أن اللجنة تم تشكيلها من عدة جهات، على رأسها الدفاع المدني، إذ إنها الجهة الرئيسة في المهمة، بالإضافة إلى عضوية الزراعة. وبين أن اللجنة بدأت أعمالها في مزارع منطقة الشفا السياحية منذ فترة تزيد عن أسبوعين أو ثلاثة، بصفتها أولى المناطق المتضررة، وذلك منذ هطول الأمطار، موضحا أنها لا تزال حتى الآن تعمل على حصر الأضرار. وكانت أمطار الطائف، قد أبرزت وفقاً لتقرير نشرته "الاقتصادية" في وقت سابق، ضعف المشروعات، التي تم تنفيذها في قرى جنوب المحافظة، حيث نجم عن ذلك عزل عدد من القرى عن العالم، وأزالت السيول نحو 60 مزرعة على امتداد وادي مرفوض جنوب الطائف، وأعادت مواقعها إلى الوراء، لما قبل 60 سنة. ووفقاً لمعلومات حصلت "الاقتصادية" عليها من مصدر مسؤول، فإن بعض قرى جنوب الطائف يمر بها ثلاثة أودية، تحتم إنشاء جسر ليعبر من خلاله السكان عند هطول الأمطار، إلا أن المشروع الذي تم تنفيذه هناك عبارة عن طريق معبد، تكلفته المالية 11 مليوناً و800 ألف ريال، ولا يتجاوز طوله 500 متر، يمر ببطن وادٍ، ولم يستطع الصمود طويلا أمام قوة مياه السيول الجارفة. وأوضح المصدر أن السيول اقتلعت أيضاً الآبار المبنية من الخراسانة، حيث أصبحت المزارع أثراً بعد عين، ولم يتبق منها سوى أعجاز نخل خاوية، وآبار مطمورة بالية، كما أن انقطاع الكهرباء والاتصالات زاد من حجم، وفداحة المأساة، ولا سيما أن قرى جنوب الطائف تقع على تلال صخرية، تحيط بها الأودية من جميع الاتجاهات، ويتعذر الوصول إليها في حال جريان الأودية إلا عن طريق الجو.
مشاركة :