يتوجه المدير الفني لفريق آرسنال الفرنسي أرسين فينغر إلى ملعب (الاتحاد) اليوم لمواجهة مانشستر سيتي آملاً الفوز أو على الأقل تحقيق نتيجة إيجابية تبقيه في المركز الثالث في ترتيب جدول الدوري الإنجليزي، الذي يضمن له التأهل المباشر إلى دوري أبطال أوروبا. وأعرب فينغر عن تخوفه من زيادة أعداد جماهير آرسنال المحتجة على نتائج آرسنال هذا الموسم والتي تطالبه بالرحيل. ورفض أرسين فينغر وصف الاحتجاجات ضده بأنها «رغبة عدوانية حقيقية»، مكتفيًا بالقول إنها أشبه «بخوف المحب على حبيبه» وذلك بعد أن رفع مشجعون لافتات تدعوه للاستقالة من تدريب آرسنال. ومضى فينغر ليقول كالمعتاد إنه يتولى منصبًا عامًا وعليه أن يتعايش مع الآراء والأحكام، وكانت هناك لحظة مثيرة عندما سُئِل عن شعوره لمعاملته على هذا النحو. أجاب: «سآتي إلى جريدتك وأقوم بالاحتجاج نفسه، وأسألك عن إحساسك». تصريحات فينغر جاءت قبل مواجهة مانشستر سيتي خارج أرضه وسط صراع الفريقين على المركز الثالث، وبعد المباراة أمام نوريتش سيتي في الجولة السابقة، التي فاز فيها نوريتش 1 - صفر، وأبدت الجماهير خلالها احتجاجها داخل وخارج استاد الإمارات بسبب عدم نيل الفريق للقب المحلي منذ 12 عاما ورفعت لافتات في الدقيقة 12 من عمر اللقاء وقبل 12 دقيقة على النهاية. إلا أن فينغر قلل في تصريحات عقب اللقاء من حجم الاحتجاجات، مضيفًا أنه ينوي المضي قدما على أمل تحقيق النجاح لآرسنال. وأضاف: «نحن في موقف يمتد منذ فترة طويلة، ويتمثل في اعتقاد جماهيرنا بقدرتنا على الفوز بلقب الدوري. الأمر أشبه بخوف المحب على ناديه أكثر من كونها رغبة عدوانية حقيقية»، وتابع: «كانت الأجواء غريبة. البعض كان يحتج.. نعم.. لكن الأغلبية كانت تساند الفريق. أنا آسف حقًا لعدم قدرتي على إدخال السعادة على نفوسهم جميعًا. نواصل العمل بقوة لتحقيق ما نصبو إليه». وانقسمت الجماهير في الاستاد في مواجهة نوريتش لفريقين؛ الأول يساند فينغر، والثاني يعارض استمراره مع الفريق. ورفع أحدهم لافتة تقول: «فينغر: 12 عامًا من الأعذار.. رانييري: تسعة أشهر.. البطل» في إشارة إلى كلاوديو رانييري مدرب سيتي الذي فاز فريقه بلقب دوري إنجلترا. ورفعت جماهير آرسنال المحتجة - التي انتظرت 12 عاما على أمل الفوز بلقب الدوري الممتاز - لافتات احتجاج ضد فينغر في الدقيقة 12 وقبل 12 دقيقة على نهاية اللقاء. لكن غالبية المشجعين بدوا معارضين لفكرة الاحتجاج، حيث تصدوا لظهور اللافتات لأول مرة بالهتاف «يوجد أرسين فينغر واحد». ورفع الكثيرون لافتات تعبر عن مساندتهم للمدرب الفرنسي. وقال أحدهم: «فخور بأرسين وأشعر بالخزي بسبب الجماهير». أحس فينغر بأنه آن الأوان لإجراء تغيير. بعد 56 دقيقة من الملل، أخفق خلالها آرسنال في توجيه ولو تسديدة واحدة على المرمى، تخلى المدرب عن عادته وأجرى ما كان لا بد أن ينظر إليه كتغيير مبكر غير اضطراري. رد الجمهور الموجود على ملعب الإمارات بشكل إيجابي عندما كان داني ويلبيك يبدو مستعدا للنزول، لكن التهليل تحول إلى صافرات استهجان عندما تبين أن أليكس إيوبي هو من سيتم استبداله. وبمعنى آخر، فإن أوليفييه غيرو كان مستمرا في اللعب. إلى حد ما كان أداء غيرو محبطًا بشدة، وكانت هناك لحظة لخصت كل هذا. تعرض المهاجم المتأخر لدفعة قوية عندما حاول السيطرة على إحدى الكرات في الدقيقة 48، ثم دفعة أقوى، ثم بعد هاتين الدفعتين سقط أرضًا من دون أي تدخل من مدافعي الخصم. احتسب حكم المباراة ركلة مرمى، وتنهد الجمهور صاحب الأرض ارتياحًا لعدم تعرض اللاعب لعقوبة لادعائه أن مدافعًا دفعه أرضًا. بعد ذلك بدقائق، كان قد أخطأ تمامًا في تهيئة الكرة برأسه لزملائه داخل منطقة الجزاء، وكانت هناك أصوات غاضبة في المدرجات عندما سقط أرضا بعد كرة عالية مشتركة مع قلب دفاع نورويتش سيتي، سباستيان باسونغ. ترنح غيرو قليلا قبل أن يقفز من جديد وكان غاضبا بشدة. ومع هذا، فبعد دخول ويلبيك مباشرة، كان جيرو هو من هيأ الكرة الرأسية التي جاء منها هدف الفوز. نجح ويلبيك في أن يسكنها الشباك ليسجل هدفه الخامس في 15 مباراة، منذ عودته من إصابة الركبة التي أبعدته 9 أشهر ونصف الشهر، وكان بمقدور فينغر أن يستمتع بهذه اللحظة التي أثبتت صحة تغييراته. كان هذا أفضل ما يمكن أن يحدثه هذا التغيير، وكان الاعتقاد السائد هو أن فينغر ما زال في جعبته المزيد. كانت ليلة غريبة بالنسبة إلى فينغر، حتى ولو كان الفوز قد هدأ نسبيًا من احتجاج الجماهير ضده. أقر الرجل بأنه كان يتوقع الأسوأ من المشجعين. قال بعد الفوز 1 - 0: «من خلال ما وصلني، كان الملعب كله ليكتسي بلون لافتات الاحتجاج البيضاء». لكن ما حدث أن بضع مئات قليلة من المشجعين وقفوا في الدقيقة 12 بلافتاتهم التي تقول: «حان وقت التغيير»، وكان فينغر قد قال في وقت سابق إن استاد الإمارات يواجه خطر التحول إلى «بيئة سلبية» مع توقع غياب عدد كبير من حاملي التذاكر الموسمية عن اللقاءات المقبلة. وفي ظل وجود توتنهام هوتسبير غريم آرسنال في شمال لندن في المركز الثاني وامتلاكه فرصة حتى الأسبوع الماضي في إحراز اللقب ازداد عدم رضا الجماهير عن الفريق، ودعاهم فينغر إلى الوقوف خلف اللاعبين. وقال فينغر: «أريد أن تشعر جماهيرنا بالسعادة، وأتأثر عندما لا يكونون كذلك. لا يرغب المرء في اللعب في بيئة سلبية»، وأضاف: «نحن مسؤولون عن أداء الفريق، وصحيح أنه في هذه اللحظة ليس في أفضل حالة له. أتمنى في المواسم المقبلة أن يلعب آرسنال دائما على المراكز الثلاثة الأولى وأتمنى ألا يقل حماس الناس».
مشاركة :