من جهتها، توعدت إيران الخميس إسرائيل بضربة "موجعة" إذا هاجمت أهدافا "في إيران أو في المنطقة"، ردا على الهجوم الصاروخي الذي نفذته طهران على الأراضي الإسرائيلية في الأول من تشرين الأول/أكتوبر. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "غارة إسرائيلية استهدفت مستودعا للسلاح" تابعا لحزب الله في مدينة اللاذقية، معقل الرئيس بشار الأسد. ومنذ بدء النزاع في سوريا العام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في هذا البلد، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله الحليف لطهران ودمشق. لكنه نادرا ما يستهدف هذه المدينة الساحلية السورية. وتتهم إسرائيل حزب الله بنقل سلاح من سوريا الى لبنان. ودعا الجيش الإسرائيلي السكان الخميس إلى إخلاء منطقة في البقاع في شرق لبنان المتاخمة لسوريا، وهي أحد معاقل حزب الله التي يقصفها منذ توسيع حملة استهداف الحزب اللبناني في 23 أيلول/سبتمبر. من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أنها قصفت بقاذفاتها الاستراتيجية من طراز بي-2 خمسة مستودعات ذخيرة تحت الأرض تابعة للمتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مساحات واسعة من اليمن، وينفذون منذ أشهر هجمات ضد إسرائيل والسفن التي يعتبرون أنها مرتبطة بها، ويقولون إن ذلك يأتي دعما للفلسطينيين في غزة. ونفّذت إسرائيل وواشنطن هذه الضربات غداة عشرات الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان والتي أودت بحياة 22 شخصا، بحسب وزارة الصحة، 16 منهم في النبطية، بينهم رئيس بلدية المدينة أحمد كحيل. وأشار الجيش الإسرائيلي خصوصا إلى أنه استهدف "العشرات من أهداف حزب الله" قرب النبطية في جنوب لبنان حيث أطلق هجوما بريا "محدودا" في 30 أيلول/سبتمبر. "موجعة" بعد إضعاف حماس في غزة، حيث تتواصل الحرب التي اندلعت إثر الهجوم غير المسبوق للحركة الفلسطينية على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، نقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها العسكرية إلى الجبهة اللبنانية ضد حزب الله. وتقول إسرائيل أيضا إنها تستعد للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني. ردا على ذلك، حذر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قائلا "إن ارتكبتم خطأ وهاجمتم أهدافا لنا في المنطقة أو في إيران فسنوجه مجددا ضربة موجعة لكم". وأتى كلام سلامي خلال مراسم تشييع اللواء في الحرس الثوري عباس نيلفروشيان في اصفهان (وسط)، بعد مقتله مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 أيلول/سبتمبر. ومساء الأربعاء، أفادت قوة السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) المنتشرة عند الحدود بين لبنان وإسرائيل مرة أخرى عن "إطلاق نار مباشر ومتعمد على ما يبدو" على أحد مواقعها، قالت إن مصدره "دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي". وكان البيت الأبيض كرر للتو طلبه من إسرائيل عدم تعريض حياة المدنيين وقوات حفظ السلام والجنود اللبنانيين للخطر. من جانبه، أعلن حزب الله الخميس أنه أطلق صواريخ على قوات إسرائيلية في منطقة شبعا الحدودية المتنازع عليها بالقرب من هضبة الجولان السورية التي ضمتها إسرائيل. كذلك، أعلن قصفه بصواريخ موجهة دبابتين اسرائيليتين أثناء وجودهما على مرتفع اللبونة في جنوب لبنان، ما أدى الى احتراقهما. وأكد الحزب في وقت سابق أن مقاتليه يخوضون "اشتباكات عنيفة مع قوات العدو الإسرائيلي في محيط بلدة القوزح من مسافة صفر بِمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة". وبحسب الجيش الإسرائيلي، تم إطلاق "حوالى 90 قذيفة" على إسرائيل الأربعاء، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح طفيفة، بحسب أجهزة إنقاذ. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن تدمير ما لا يقل عن "28 منشأة لإمدادات المياه" يشكل "كارثة على جميع الأطفال في لبنان" وتؤثر على "أكثر من 360 ألف شخص" معظمهم في الجنوب، ما يعرض الأطفال لأمراض مثل الكوليرا والتهاب الكبد. "لن يهزم" على مدى شهر تقريبا، قُتل ما لا يقل عن 1373 شخصا في لبنان، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية. وقد سجلت الأمم المتحدة ما يقرب من 700 ألف نازح. وتقول إسرائيل إنها تريد إبعاد حزب الله عن حدودها ووضع حد لإطلاق الصواريخ المتواصل منذ بداية الحرب في غزة، من أجل السماح بعودة نحو 60 ألف نازح إلى شمال إسرائيل. لكن رغم الضربات القاسية التي تلقاها الحزب اللبناني، أكد نائب أمينه العام نعيم قاسم أنه "لن يهزم" أمام إسرائيل. وكرر قاسم أن "الحل" لإنهاء الحرب هو "وقف إطلاق النار". "خطر" مجاعة في غزة في قطاع غزة المحاصر والمدمر، تشن القوات الإسرائيلية هجوما على جباليا (شمال) منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر، مشددة على أن حماس تحاول إعادة تشكيل قواتها في المنطقة. وأكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أن ما يقرب من 400 ألف شخص محاصرون في المنطقة، حيث "أصبح من المعقد للغاية" تقديم المساعدات الإنسانية. واتهم "بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية باستخدام المجاعة سلاح حرب". قُتل ما لا يقل عن 42438 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، في الهجوم الإسرائيلي في قطاع غزة، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. وأدى هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل 1206 أشخاص في إسرائيل، غالبيتهم من المدنيين، وفق إحصاء لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية تشمل الرهائن الذين ماتوا أو قتلوا في الأسر في غزة.
مشاركة :