بعد تأكيدات إسرائيلية لاغتيال يحيى السنوار، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على أن إسرائيل "ستطارد" أعداءها "وتقضي عليهم"، بعد إعلان الجيش أنه يتحقق من مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار في عملية بقطاع غزة. وأعلنت هيئة الإذاعة الإسرائيليى اغتيال السنوار رسميًا، بينما كتب غالانت عبر منصة إكس "لا يمكن لأعدائنا أن يختبئوا. سنطاردهم ونقضي عليهم". اغتيال قادة حماس يأتي هذا بينما قال الجيش الإسرائيلي اليوم إنه يتحقق من احتمال مقتل يحيى السنوار، أحد العقول المدبرة لهجوم السابع من أكتوبر الذي أشعل فتيل حرب غزة. ولاحقًا أكدت هيئة البث الإسرائيلية مقتل السنوار. وقتلت إسرائيل عددًا من قادة حماس في غزة وقيادات بارزة في حزب الله اللبناني من بينهم الأمين العام للجماعة حسن نصر الله في ضربات قوية للجماعتين. تم إجراء فحص DNA أولي للجثة وجاءت نتيجته إيجابية على أنها لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية يحيى السنوار. وفيما سبق قال جيش الاحتلال الإسرائيلي والشاباك في بيان مشترك، اليوم الخميس، إنه يتم فحص احتمال اغتيال رئيس المكتب السياسي يحيى السنوار، خلال الهجوم الذي وقع في جباليا. وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت سابق، مجزرة على مدرسة أبو حسين التي تؤوي نازحين في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة. ووقع أكثر من 17 شهيدًا وعشرات المصابين في الهجوم الذي استهدف المدرسة. معلومات هامة عن يحيى السنوار من مواليد عام 1962. اعتقلته إسرائيل عدة مرات. حكم عليه بأربع مؤبدات قبل أن يفرج عنه بصفقة تبادل أسرى عام 2011، وعاد إلى نشاطه في قيادة كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس). انتخب رئيسا للحركة في قطاع غزة عام 2017 ومرة أخرى عام 2021، وفي 2024 انتخب رئيسا للمكتب السياسي للحركة بعد اغتيال إسرائيل سلفه إسماعيل هنية. تعتبره إسرائيل مهندس عملية طوفان الأقصى يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، فأعلنت أن تصفيته أحد أهداف عمليتها "السيوف الحديدية" على القطاع، والتي جاءت ردا على عملية طوفان الأقصى. النشاط السياسي ليحيى السنوار كان ليحيى السنوار نشاط طلابي بارز خلال مرحلة الدراسة الجامعية، إذ كان عضوا فاعلا في الكتلة الإسلامية، وهي الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين. شغل مهمة الأمين العام للجنة الفنية ثم اللجنة الرياضية في مجلس الطلاب بالجامعة الإسلامية بغزة، ثم نائبا لرئيس المجلس ثم رئيسا للمجلس. ساعده النشاط الطلابي على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في حركة حماس بعد تأسيسها عام 1987 خلال انتفاضة الحجارة. أسس مع خالد الهندي وروحي مشتهى -بتكليف من مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين– عام 1986 جهازا أمنيا أطلق عليه منظمة الجهاد والدعوة ويعرف باسم "مجد". وكانت مهمة هذه المنظمة الكشف عملاء وجواسيس الاحتلال الإسرائيلي وملاحقتهم، إلى جانب تتبع ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيلية، وما لبثت أن أصبحت هذه المنظمة النواة الأولى لتطوير النظام الأمني الداخلي لحركة حماس. الاعتقالات وحياة السجن اعتقل لأول مرة عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي وكان عمره حينها 20 عاما، ووضع رهن الاعتقال الإداري 4 أشهر وأعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه، وبقي في السجن 6 أشهر من دون محاكمة. وفي عام 1985 اعتقل مجددا وحكم عليه بـ8 أشهر. في 20 يناير/كانون الثاني 1988، اعتقل مرة أخرى وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، وصدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عاما). خلال فترة اعتقاله تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون لدورتين تنظيميتين، وساهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2004. تنقل بين عدة سجون؛ منها المجدل وهداريم والسبع ونفحة، وقضى 4 سنوات في العزل الانفرادي، عانى خلالها من آلام في معدته، وأصبح يتقيأ دما وهو في العزل. حاول الهروب من سجنه مرتين، الأولى حين كان معتقلا في سجن المجدل بعسقلان، والثانية وهو في سجن الرملة، إلا أن محاولاته باءت بالفشل. في سجن المجدل، تمكن من حفر ثقب في جدار زنزانته بواسطة سلك ومنشار حديدي صغير، وعندما لم يتبق سوى القشرة الخارجية للجدار انهارت وكشفت محاولته، فعوقب بالسجن في العزل الانفرادي. وفي المحاولة الثانية في سجن الرملة استطاع أن يقص القضبان الحديدية من الشباك، ويجهز حبلا طويلا، لكنه كشف في اللحظة الأخيرة. تعرض لمشاكل صحية خلال فترة اعتقاله، إذ عانى من صداع دائم وارتفاع حاد في درجة الحرارة، وبعد ضغط كبير من الأسرى أجريت له فحوصات طبية أظهرت وجود نقطة دم متجمدة في دماغه، وأجريت له عملية جراحية على الدماغ استغرقت 7 ساعات. حرم خلال فترة سجنه من الزيارات العائلية، وصرح شقيقه غداة الإفراج عنه أن الاحتلال منعه من زيارة يحيى 18 عاما، كما أن والده زاره مرتين فقط خلال 13 عاما.
مشاركة :