عبد الله بن مساعد.. رجل المهمات الرياضية الصعبة

  • 5/8/2016
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

صار الأمير عبد الله بن مساعد، رئيس مجلس إدارة «الهيئة العامة للرياضة» بعد تعديل مسماها القديم «الرئاسة العامة لرعاية الشباب» أمام مسؤوليات أكثر نحو قيادة الرياضة السعودية إلى مستوى كبير من التطلعات التي تترقبها القيادة السعودية، والمتوافقة مع الرؤية السعودية الجديدة. ووضعت القيادة السعودية ثقتها في الأمير عبد الله بن مساعد، بعد صدور الأمر الملكي بتعيينه رئيسا لـ«الهيئة العامة للرياضة»، مع جملة من الأوامر الملكية الصادرة أمس، والباحثة عن استمرار مسيرة التنمية والتطوير في البلاد، والتي تأتي لمواكبة «رؤية السعودية 2030» والانسجام معها. ويبدو الأمير عبد الله بن مساعد أكثر الرياضيين شغفا بتخصيص الرياضة، وتحويلها من قطاع مستهلك إلى أحد الروافد الاقتصادية للبلاد؛ نظير ما تملكه الرياضة من موارد ثمينة ومنتج بإمكانه جلب أموال طائلة، كما هو السائد في البلاد المتقدمة كرويا، إضافة إلى ما تقدمه من فرص عمل بالآلاف للشباب السعودي. وتسلم الأمير عبد الله بن مساعد ملف خصخصة الأندية السعودية قبل أن يصبح رئيسا عاما لرعاية الشباب، التي كان يرأسها الأمير نواف بن فيصل، والذي كلفه بتولي ملف خصخصة الأندية ورئاسة الفريق المختص للرفع إلى المقام السامي بما يتوصل إليه من نتائج، قبل أن يواصل اهتمامه بهذا الملف المهم جدا بعد صدور الأمر الملكي بتعيينه رئيسا للرئاسة العامة لرعاية الشباب في يونيو (حزيران) 2014. علاقة الرئيس الجديد للهيئة العامة للرياضة بالمنافسة الرياضية بدأت معه منذ الصغر، متابعا شغوفا لا يفارقها ولا يترك أخبارها «أي كرة القدم» يقول عن ذلك في كتابه «ألف ميل في خطوة واحدة»: «عرفت الرياضة منذ سنوات عمري الأولى، وشغفت بها، وأعطيتها قسما مهما في حياتي»، قبل أن يدخل ذلك العالم العاشق له رجلا مساهما من خلال تواجده عضو شرف هلاليا، ومن ثم رئيسا للهلال لفترة لم تدم طويلا، وأخيرا استمر مهندسا للصفقات وعقود الرعاية التي نجح في جلب أضخم عقد رعاية بين نادي الهلال وشركة موبايلي للاتصالات. ويضيف الأمير عن علاقته مع الرياضة بعد تجاوز مرحلة الطفولة: «لكن الاهتمامات افترقت وتفرعت، وبدأت مع الزمن أنظر إلى الرياضة في السعودية ليس من زاوية نظرة المحب إلى هوايته المفضلة، بل من زاوية رجل الأعمال، بدأت أتساءل عن الأسباب التي تجعل الرياضة لدينا عبئا ماليا ثقيلا على الدولة، وتجعلها في دول أخرى مصدرا رديفا للضرائب، وحقل نشاطات متنوعة يولد مئات الألوف من فرص العمل، وانتهيت إلى الاعتقاد بأننا لا نزال ندير الرياضة كما ندير الاقتصاد القديم، كأنها مربوطة إلى زمن فات لا نستطيع الانعتاق منه للانطلاق للمستقبل». الأمير عبد الله بن مساعد، المالك لنظرة مغايرة تماما في صناعة النجاح والابتعاد عن المحبطات كافة، أصبح اليوم يستند إلى رغبة جادة على مستويات رفيعة في القيادة السعودية بتحويل الرياضة، بصورة عامة، إلى أحد الروافد الاقتصادية للبلاد، ومعاملتها بصفتها أحد مصادر الدخل التي تساهم أيضا في توليد فرص العمل للشباب. ولد الأمير عبد الله في 1965 ميلادي، وأمضي طفولته في العاصمة اللبنانية بيروت حتى بلغ العاشرة من عمره ليعود إلى الرياض، ويكمل دراسته في المرحلتين المتوسطة والثانوية بمدرسة الفيصلية، ثم الرياض. بعد ذلك التحق بكلية الهندسة بجامعة الملك سعود، حيث درس في قسم الهندسة الصناعية وتخرج فيها بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى. واصل مسيرته التعليمية لينال درجة الماجستير في التخصص ذاته «علوم الهندسة الصناعية» من جامعة الملك سعود في عام 1993. في عالمه الخاص والبعيد عن الرياضة، يعد الأمير عبد الله بن مساعد رجل أعمال ناجحا بعد تأسيسه «الشركة السعودية لصناعة الورق» التي صارت اليوم من أنجح الشركات في هذا الجانب. ميوله واتجاهاته المالية ودراسته في علم الهندسة الصناعية منحته نظرة اقتصادية إيجابية للأمور كافة التي يعمل فيها. من خلال تلك التركة العلمية والخبرات اتجه الأمير الشاب للاستثمار في كرة القدم الإنجليزية بعد امتلاكه 50 في المائة من أسهم نادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي، الذي يشارك في دوري الدرجة الثانية في إنجلترا، وتعد تلك الخطوة نظرة اقتصادية ذات بعد زمني ليس بالقريب. ورغم ابتعاده بصورة رسمية عن الارتباط بـ«الشركة السعودية للورق» واستثماره في نادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي بعد صدور الأمر الملكي السابق بتعيينه رئيسا عاما لرعاية الشباب، إلا أنها تبدو محطات مهمة في مسيرة الأمير عبد الله بن مساعد وعلاقته بالرياضة والاستثمار التي تحضر اليوم بصفتها أحد متطلبات لغتنا الجديدة في التعامل مع الرياضة في المرحلة المقبلة. ومنذ سنوات طويلة يحضر اسم الأمير عبد الله بن مساعد بوصفه إحدى النوافذ المشرقة في الرياضة السعودية من خلال مشاركته في أبرز الملفات، وأهمها في لعبة كرة القدم، التي اقترب منها كثيرا خلال ارتباطه بنادي الهلال عضو شرف داعما، ثم رئيسا، حيث شارك ضمن فريق تطوير كرة القدم السعودي الذي تم تكوينه بعد الخروج من كأس العالم 2002 برئاسة الأمير الراحل عبد المجيد بن عبد العزيز، إضافة إلى ارتباطه بملف خصخصة الأندية وقبلها ملفات الاستثمار التي فتحت آفاقا جديدة ومصادر دخل لم تكن حاضرة لغالبية الأندية السعودية، وهي المتوقع صدورها خلال الموسم الكروي الجديد. «مرحلة جديدة تبشر بمستقبل رياضي أفضل، جهاز رياضي أقوى، مجتمع ممارس للرياضة، رياضة تنافسية على مستوى رفيع، منشآت عصرية وحديثة، عمل مركز، نشكر ولاة الأمر، وبإذن الله تكون الهيئة في مستوى تطلعاتهم» بهذه الكلمات علق الأمير عبد الله بن مساعد على الأمر الملكي بتعيينه رئيسا للهيئة العامة للرياضة، واعدا بمواكبة هذا التغيير وتحقيق ما تصبو إليه «رؤية السعودية 2030».

مشاركة :