انتقد رئيس المفوّضية الأوروبية جان كلود يونكير ازدواجية مواقف بعض الدول الأوروبية في شأن الهجرة وتداعياتها. وقال في حوار تلفزيوني على هامش ندوة عُقدت في قصر «كامبيدوليو» في مقر بلدية روما، أن «العديد من الدول الأوروبية كانت تصفّق لنا عالياً عندما كنا نقول في عام 2014 بأن مشكلة الهجرة ليست مشكلة ايطالية فحسب، بل هي مشكلة أوروبية»، وأضاف: «لكننا نكتشف اليوم أن ليس كل المصفّقين آنذاك، كانوا متّفقين معنا فعلياً». وعُقدت ندوة روما غداة قمّة جمعت رئيس الحكومة الايطالي ماتيو رينزي مع المستشارة الالمانية آنغيلا مركل، وأعرب الزعيمان في ختامها عن اتفاقهما على العديد من الملفات الاستراتيجية، خصوصاً في ما يتعلّق بالصراعات الدائرة في الشرق الأوسط وملف الهجرة، ما دعا أجهزة الإعلام الى إطلاق القناعة بميلاد «قطب إيطالي – ألماني» موازٍ للقطب الألماني - الفرنسي واقتراب اكثر ما بين روما وبرلين، بعدما فقدت الدعوات الشعبوية المناهضة لـ «هيمنة» المانيا على القرار الأوروبي، تحديداً في مجال الاقتصاد والمال. وقال رئيس البرلمان الاوروبي مارتين شولتس في ندوة روما ان رئيس الحكومة الايطالي «محق في دعوته القيادات الاوروبية إلى عدم اللهاث وراء ما يردّده الشعبييون في أوروبا، لأن النسخة الأصلية، ستكون دائماً أفضل من المستنسخة». وأضاف شولتس: «يعتقد الكثيرون من أعضاء المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي أن في الامكان ايجاد حلول داخلية لمشكلة ذات طابع كوني، لكن ذلك أمر مستحيل». وزاد: «في ما مضى كان الزعماء الأوروبيون يصلون الى بروكسيل مطالبين بوحدة الموقف الأوروبي، اما اليوم فإنهم يأتون وهم يرددون بأن عليهم الذود عن مصالح بلدانهم». وهنا يكمن الخطأ الكبير برأي رئيس البرلمان الأوروبي «لأن استنساخ ما يردده الشعبويون» لن يُفضي إلى تحقيق حلول لهذه المشكلة. ونوّه شولتس إلى أن «اوروبا الموحّدة، اليوم عبارة عن منظومة متكاملة من 28 دولة وتمثل القوة الأكبر في العالم، وعليها الانطلاق من مبدأ الدفاع عن المصالح المشتركة بدلاً من النظر المتواصل بقلق الى نتائج استطلاعات الرأي التي تُجرى في اوقات الجولات الانتخابية اللاحقة». على صعيد آخر، قال نائب الناطق باسم الحكومة الألمانية إن ألمانيا تتوقع أن تلتزم تركيا باتفاقها مع الاتحاد الأوروبي في شأن كبح تدفق المهاجرين على الاتحاد على رغم تنحي رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الذي أبرم الاتفاق. وأعلن رئيس الوزراء التركي الخميس تنحيه عن زعامة «حزب العدالة والتنمية» الحاكم ومن ثم تنحيه عن رئاسة الوزراء مما أثار تساؤلات في شأن اتفاق الهجرة مع الاتحاد الأوروبي. وقال نائب الناطق باسم الحكومة الألمانية جورج سترشتر: «عملت المستشارة (مركل) في شكل جيد جداً مع رئيس الوزراء التركي داود أوغلو وكل المسؤولين الأتراك ونتوقع استمرار هذا التعاون الجيد والبناء مع رئيس الوزراء الجديد». وأضاف في مؤتمر صحافي: «سوف ننفذ التزاماتنا ونتوقع أن تنفذ تركيا أيضاً التزاماتها. هذا ليس اتفاقاً بين الاتحاد الأوروبي والسيد داود أوغلو لكنه اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا». في غضون ذلك، أعلنت قوة خفر السواحل الإيطالية عن قيام سفن البحرية الايطالية بإغاثة 166 مهاجراً في عرض البحر، وقال بيان لها بأن «سفن البحرية الإيطالية بيرغاميني وبيتّيكا» وغريكالي، أسعفت المهاجرين الذين كانوا على متن قارب مطاطي عانى من الصعوبات في عرض البحر.
مشاركة :