واشنطن رويترز حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجمعة من أن الوصول للمكتب البيضاوي “ليس أحد برامج تلفزيون الواقع” في انتقاد واضح للمرشح الجمهوري المفترض للرئاسة دونالد ترامب الذي يسعى لخلافته في المنصب. ولاشك أن ترامب يتوق لخوض معركة كهذه مع أوباما في سعيه لحشد التأييد لنفسه داخل الحزب. وخلال حملات الانتخابات التمهيدية للحزب في الولايات حقق الملياردير ترامب الكثير من النجاح في الرد على هجمات منافسيه واكتشف أن شعبيته تتصاعد كلما كال لهم الانتقادات. وفي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض طالب أوباما الصحافة والشعب بتقييم التصريحات الأخيرة لترامب لكنه لم يشر لقضايا أو تعليقات بعينها. وقال أوباما في إشارة لمشاركة ترامب ذات مرة في برنامج لتلفزيون الواقع “هذه ليست تسلية. هذا ليس أحد برامج تلفزيون الواقع”. ولا يزال قادة جمهوريون بارزون بينهم بول ريان رئيس مجلس النواب يبدون قلقهم بشأن ترامب، الذي أصبح مرشحاً مفترضا للحزب هذا الأسبوع حين انسحب منافساه تيد كروز وجون كيسيك عقب انتصاره الكاسح في ولاية إنديانا. وكتب حاكم فلوريدا السابق جيب بوش الذي انسحب من أمام ترامب خلال سباق الانتخابات التمهيدية في صفحته على فيسبوك إنه لن يصوت لترامب. وقال بوش “دونالد ترامب لم يظهر بشخصية قوية. إنه لا يبدي احتراماً للدستور كما أنه ليس محافظا أصيلاً. لهذه الأسباب لا يمكنني دعم ترشحه”. وأضاف بوش أنه لن يدعم كذلك المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون. وانضم السناتور الجمهوري البارز لينزي جراهام الذي لم يوفق في مسعاه للترشح للرئاسة إلى قائمة الشخصيات الرافضة لدعم ترامب. والجمعة وجه ترامب سهامه لكلينتون مسلطاً الضوء على استخدامها البريد الإلكتروني الشخصي حين كانت وزيرة للخارجية. وتقول كلينتون إنها لم ترسل أو تستقبل عبر هذا الحساب أي رسائل إلكترونية مصنفة رسائل سرية. ويحقق مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) لمعرفة إن كانت كلينتون خالفت أي قوانين. وقال ترامب في مقابلة تلفزيونية مع برنامج (فوكس آند فريند) الذي يحظى بنسبة مشاهدة عالية “فضيحة البريد الإلكتروني يجب أن تطيح بها لكني لا أعتقد أن هذا سيحدث لظني أنها تحظى بالحماية من الديمقراطيين”. وحاول ترامب التركيز على أن كلينتون والديمقراطيين يعانون من خلافات داخلية. وقال “إذا نظرتم لما ستقوم به، سوف تقوم بأعمال سيئة للغاية فيما يتعلق بالوظائف وستتسبب في خفض أجور العمال”. ويواجه ترامب نفسه مأزقاً لتوحيد الحزب. وقال ريان وهو أبرزشخصية جمهورية تشغل منصبا بالانتخاب في الولايات المتحدة، إنه لن يدعم ترامب في مؤشر على قلق قيادات الحزب من موقف المرشح الملياردير من قضيتي الهجرة والتجارة. وقال ترامب عبر موقع تويتر صباح الجمعة إنه سيواصل الرد على ريان. وأضاف “بول ريان قال إني ورثت شيئا شديد الخصوصية وهو الحزب الجمهوري. هذا خطأ، لم أرثه بل فزت به بحصولي على ملايين الأصوات”. وخلال تجمع انتخابي في ولاية وست فرجينيا الليلة الماضية كال ترامب الانتقادات لكلينتون بسبب المبالغ الكبيرة التي تقبلها هي وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون لصالح مؤسسة كلينتون فونديشن. ووصف ترامب المؤسسة بأنها “احتيال”. ويرفض بيل وهيلاري كلينتون الانتقادات الموجهة للمؤسسة ويعتبرانها انتقادات ذات دوافع سياسية.
مشاركة :