شهدت مدينة طنجة مؤخراً تطوراً مُبشراً في ملف التدهور البيئي لواديي مغوغة وسواني، اللذان لطالما شكّلا مصدر قلق للساكنة. فقد السلطات المحلية و الترابية عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية لتهيئة وتنظيف الجزء الأخير من هذين الواديين، بميزانية ضخمة تُقدر بـ 250 مليون درهم. و يُعتبر هذا المشروع حسب اتفاقية الشراكة الذي توصل بها موقع القناة الثانية ثمرة تعاون مثمر بين عدة جهات فاعلة، تضم كلاً من: وزارة الداخلية، ووزارة التجهيز والماء، ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، ومجلس جماعة طنجة، شركة التنمية المحلية طنجة تطوان أشغال التوزيع، ووكالة حوض اللوكوس المائي، . ولضمان السير الجيد للمشروع، سيتم تشكيل لجنة متابعة برئاسة والي الجهة، للإشراف على جميع مراحل التنفيذ. و ستشمل أشغال إعادة التأهيل، حسب ذات البلاغ تنظيف مجاري الواديين، وتحسين ظروف الجريان، وتهيئة الضفاف، مما سيُساهم في تحسين جودة المياه والحد من التلوث. ويأتي هذا المشروع في إطار الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري والأمن المائي، التي تهدف إلى إعادة استعمال المياه المعالجة لسقي المناطق الخضراء. وفي سياق متصل، أكد رئيس المجلس الجماعي لطنجة في جواب عن سؤال كتابي تقدم به كل من بلال اكوح و زكرياء أبو النجاة المستشارين الجماعيين بذات الجماعة أن مؤسسة التعاون بين الجماعات "البوغاز" مسؤولة عن مراقبة ومعالجة مخلفات الشركات الصناعية. وشدد على ضرورة التزام المناطق الصناعية بإنشاء وحدات معالجة قبلية خاصة بها، قبل ربطها بشبكة التطهير، تجنباً لتلويث شبكة الصرف الصحي. كما أوضح أن لجنة مختلطة، تضم ممثلين عن مختلف الجهات المعنية، تتولى مراقبة مدى التزام الشركات بهذه الشروط، واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين. من جانبها، تقوم شركة "أمانديس"حسب رئيس المجلس بدوريات ميدانية على مدار السنة، وأخذ عينات من قنوات الصرف الصحي، للكشف عن أي مخالفات. وفي حال ثبوت تصريف مخلفات صناعية دون معالجة، تُوجه إنذاراً للشركة المعنية، وتُطالبها بمعالجة مياهها العادمة داخلياً قبل تصريفها. و تجدر الإشارة إلى أن مدينة طنجة تتوفر على محطتي معالجة ثلاثية (بوخالف 1 و 2)، ومحطة معالجة قبلية بالميناء، مع مشروع إنشاء محطة رابعة. وهذا يُعزز جهود المدينة في مجال الاقتصاد الدائري وإعادة استعمال المياه المعالجة. من جهة أخرى أشادت حركة الشباب الأخضر بهذه المبادرة القيّمة، مُعتبرةً إياها خطوة رائدة في مجال التنمية المستدامة، وأعربت عن أملها في تعميم هذا المشروع على جميع الوديان الموجودة بالمدينة، مؤكدة على لسان رئيسها زكرياء أبو النجاة أن مشروع إعادة تأهيل واديي مغوغة وسواني يُجسد التزام السلطات المغربية بتحسين جودة الحياة والحفاظ على البيئة. و أملة تعميم المشروع مستقبلا على كافة الوديان الموجودة بالمدينة و مجددة في الشأن ذاته استعدادها الكامل للتعاون ودعم كافة المبادرات التي تخدم المواطن وتساهم في تحسين البيئة المحلية.
مشاركة :