من البث التلفزيوني إلى حقوق الرعاية: كيف يحقق المستثمرون أرباحًا من الأندية الرياضية؟

  • 10/19/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

- شهدت الرياضة الأمريكية في عام 2019 تحولاً كبيراً مع السماح للدوريات الرياضية الكبرى، مثل دوري البيسبول ودوري كرة السلة ودوري الهوكي، بفتح أبوابها أمام الاستثمارات المؤسسية. - ومع انضمام دوري كرة القدم الأمريكية لهذه الموجة في أغسطس الماضي، باتت الفرصة سانحة للمستثمرين لضخ أموالهم في قطاع يتمتع بشعبية واسعة واستقرار طويل الأمد، مع توقعات بنمو متسارع في المستقبل القريب. ما هو الاستثمار في الرياضة؟ - يُعد الاستثمار في الرياضة أحد أسرع القطاعات نموًا في مجال الأسهم الخاصة، حيث يُقدّر حجم السوق الرياضي العالمي بأكثر من 500 مليار دولار. للاطلاع على المزيد من المواضيع الرياضية - في السابق، كانت ملكية الفرق الرياضية مقتصرة على فئة نخبوية، لكن تخفيف القيود في السنوات الأخيرة فتح المجال لشركات الأسهم الخاصة للاستثمار في هذا القطاع الواعد. - أصبحت الاستثمارات المؤسسية تشمل شراء حصص أقلية في الفرق الرياضية الكبرى حول العالم، سواء في أمريكا الشمالية أو أوروبا. - ولا تقتصر هذه الفرص على الدوريات التقليدية فقط، بل تمتد لتشمل رياضات مثل الفورمولا 1، والدوري الهندي الممتاز، وحتى الدوريات النسائية الناشئة مثل الدوري الوطني لكرة القدم النسائية. - تسعى صناديق الأسهم الخاصة، من خلال استثماراتها في المجال الرياضي، عادةً إلى اقتناء حصص أقلية في الأندية الرياضية، دون السعي للسيطرة عليها، وذلك بهدف الاستفادة من الزيادة المتوقعة في قيمة هذه الأندية، والمشاركة في العوائد المالية المتنامية التي تحققها. - وتتنوع مصادر الدخل المتأتية من ملكية الأندية الرياضية بشكل كبير، حيث تشكل حقوق البث التلفزيوني والإعلاني أحد أهم مصادر الإيرادات في هذا القطاع. كيف يحقق مالكو الفرق الرياضية الدخل؟ - تتعدد مصادر الدخل لمالكي الفرق الرياضية المحترفة. إذ تعد حقوق وسائل الإعلام الوطنية والمحلية من أبرز مصادر الإيرادات، خاصة في الدوريات الكبرى مثل دوري كرة السلة الأمريكي ودوري البيسبول. - يُضاف إلى ذلك مبيعات التذاكر، والامتيازات، وحقوق الرعاية، وعقود الإعلانات، فضلًا عن الأرباح من انتقالات اللاعبين، واستضافة الأحداث الكبرى. التقاطع بين الرياضة والإعلام والترفيه: فرص لا محدودة - تزايدت القيمة التجارية للرياضة بشكل ملحوظ بسبب الطلب المتزايد على المحتوى الرياضي المباشر، في عام 2022، بلغت قيمة صفقات حقوق الوسائط الرياضية أكثر من 50 مليار دولار، وهو ما يعكس الشعبية الجارفة للأحداث الرياضية على مستوى العالم. - وفي عام 2023، كان 48 من أصل 50 عرضًا الأكثر مشاهدة في الولايات المتحدة عبارة عن أحداث رياضية. ما هي الفوائد المحتملة للاستثمارات الرياضية؟ - تاريخيًا، حققت ملكية الفرق الرياضية عوائد إيجابية طويلة الأمد، مع تقلبات أقل من فئات الأصول التقليدية. وبفضل تدفقات الإيرادات المتكررة من حقوق الإعلام والرعاية، نجت الفرق الرياضية من تقلبات الأسواق الاقتصادية. - توفر الاستثمارات الرياضية أيضًا تنوعًا في المحافظ المالية، نظرًا لانخفاض ارتباطها بالاستراتيجيات الاستثمارية الأخرى. الاستثمار في الرياضة: عوائد مالية وارتباطات عاطفية - لا يقتصر الاستثمار في الرياضة على العوائد المالية فقط، بل يتيح للمستثمرين فرصة الانخراط في قطاع مليء بالشغف. - كما توفر الاستثمارات الرياضية أيضًا الفرصة للتأثير على تنمية المجتمع الإقليمي، حيث تلعب الفرق غالبًا دورًا مهمًا في الاقتصادات والثقافة المحلية. - يمكن أن يجعل هذا المزيج من العاطفة الشخصية والتأثير الملموس الاستثمار الرياضي جذابًا بما يتجاوز عائداته المالية. المخاطر والتحديات - تُعتبر الأندية الرياضية كيانات اقتصادية معقدة، حيث تتشكل قيمتها من مزيج متنوع من مصادر الإيرادات التي تم ذكرها سابقًا، فضلاً عن استثمارات في الأصول العقارية وأندية أخرى وأنشطة تجارية مساندة. - ينطوي هذا التعقيد الجوهري على مخاطر متعددة، مما يجعل فهم محركات القيمة على مستوى كل نادٍ وعلى مستوى الدوري بأكمله أمرًا بالغ الأهمية. - أما على مستوى الدوري، فيتوجب على المستشارين تقييم المخاطر المرتبطة بمصادر الإيرادات والتكاليف الرئيسية، مثل عقود حقوق البث التلفزيوني الوطنية ومفاوضات العقود الجماعية. - كما يجب الأخذ في الاعتبار أن كل نادٍ يعمل ككيان تجاري مستقل، مما يترتب عليه اختلاف في الأرباح من نادٍ لآخر، وقد يصل الأمر إلى وجود أندية تعاني من خسائر. - وعلى الرغم من أن إيرادات البث التلفزيوني الوطنية عادة ما يتم توزيعها بالتساوي بين الأندية، إلا أن كل نادٍ يتمتع بمرونة في إدارة مصادر إيرادات أخرى، مثل حقوق البث التلفزيوني المحلي وإيرادات التذاكر ورعاية الملاعب. - وبالتالي، فإن كفاءة الإدارة وقدرة كل نادٍ على جذب الجماهير تلعب دورًا حاسمًا في تحديد أدائه على المدى الطويل. - من بين المخاطر الأخرى التي تواجه ملكية الأندية الرياضية، نجد خطر نقص السيولة، خاصةً في ظل ارتفاع حواجز الدخول وصعوبة العثور على مشترٍ مناسب. - من الضروري أيضًا فهم المخاطر المشتركة بين الاستثمارات في هذا المجال، والتي تشمل نقص السيولة، وانخفاض الشفافية، وتقلبات السوق، ومخاطر أسعار الفائدة، وتأثير منحنى التعلم، ورسوم الإدارة والحوافز، وغيرها. - والشاهد هنا أنه في ظل الشعبية المتزايدة للرياضة والاندماج العميق بين الرياضة والإعلام، يشكّل الاستثمار في الأندية الرياضية فرصة واعدة للمستثمرين الباحثين عن عوائد مالية طويلة الأجل، ومزيج فريد من الأرباح والشغف. - ورغم المخاطر والتحديات التي قد تواجهها الاستثمارات في هذا القطاع المعقد، فإن التنوع في مصادر الإيرادات، والاستقرار الناتج عن صفقات حقوق البث، يجعلان من الرياضة وجهة استثمارية جذابة لا تقتصر على الجانب المالي فقط، بل تمتد لتشمل الأثر الاجتماعي والثقافي الذي تقدمه الفرق الرياضية لمجتمعاتها.

مشاركة :