جائزة نوبل في الفيزياء 2024 تذهب للذكاء الاصطناعي

  • 10/19/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في مايو من عام 2023، تصدّر اسم جيفري هينتون، المعروف بلقب "الأب الروحي للذكاء الاصطناعي"، عناوين الصحف عندما استقال من وظيفته في غوغل ليتمكن من التحدث بحرية أكبر عن مخاطر التكنولوجيا التي كان رائدًا فيها. واليوم، يعود مرة أخرى إلى الواجهة الإعلامية بعد الإعلان عن فوزه وزميله، العالم الأميركي جون هوبفيلد، بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2024 تقديرًا لاكتشافاتهما واختراعاتهما في مجال التعلم الآلي، التي مهدت الطريق لازدهار الذكاء الاصطناعي. ظهرت أجهزة الكمبيوتر الإلكترونية في الأربعينيات، حيث تم اختراعها لأغراض عسكرية وعلمية لإجراء حسابات طويلة ومرهقة تستغرق وقتًا طويلاً. ثم في الخمسينيات، برزت حاجة جديدة تتمثل في جعل أجهزة الكمبيوتر تحاكي ما يجيده البشر، من خلال التعرف على الأنماط. بدأ علماء الرياضيات وعلماء الكمبيوتر بتطوير برامج تستند إلى القواعد المنطقية، واستمروا في اتباع هذا النهج حتى الثمانينيات. في الجانب الآخر، بذل علماء الأحياء والطب جهودًا حثيثة للتعرف على الأنماط الحيوية، من خلال دراسة النظم البيولوجية التي تشكلها الخلايا العصبية في الكائنات الحية. وقد بنوا نماذج توضح كيفية تعاون الخلايا العصبية في الدماغ، مما جعل أعمال الرواد الأوائل في هذا المجال مرجعًا للبحوث اللاحقة لدراسة الشبكات العصبية الحيوية والاصطناعية. شهدت الثمانينيات اختراقات كبيرة في مجالات الشبكات العصبية المتكررة والتغذية (التزود بالبيانات)، مما أدى إلى توسع وتطور سريع وهائل في مجال الشبكات العصبية الاصطناعية (ANN). سرعان ما أعقبت هذه الاختراقات المنهجية تطبيقات ناجحة، بما في ذلك التعرف على الأنماط في الصور واللغات والبيانات، مثل طريقة الشبكات العصبية الالتفافية متعددة الطبقات، التي استخدمتها العديد من البنوك الأميركية لتصنيف الأرقام المكتوبة بخط اليد على الشيكات منذ منتصف التسعينيات. تغير الوضع في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتمكن العلماء من تنفيذ نماذج ناجحة من الشبكات العميقة والكثيفة والمعقدة، مما أفسح المجال لما يُعرف الآن باسم التعلم العميق. في بعض التطبيقات، أصبح من الممكن أيضًا دراسة الخصائص الكمومية للمواد والصفات الفيزيائية والكيميائية والتنبؤ بها، مما جعل تطوير تمثيلات الشبكات العصبية الاصطناعية يمكّن من تحقيق دقة أعلى في النماذج التنبوءات المناخية، على سبيل المثال، من دون الحاجة إلى زيادة قوة الحوسبة. تتراوح التطبيقات المعقدة من تحليل نتائج تجارب المصادم الكبير في سيرن، إلى دراسة الفلك، والتنبؤ بهياكل ثلاثية الأبعاد لتركيب البروتينات التي تتكون منها الحمض النووي، إلى أبسط التطبيقات مثل التعرف على الصور واللغة والقيادة الذاتية للسيارات الكهربائية، وتتربع الشبكات العصبية الاصطناعية في جوهر هذه التطبيقات. التكنولوجيا التي عمل عليها الثنائي تمتلك إمكانيات ثورية هائلة في مجالات تتراوح من الاكتشاف العلمي المتطور إلى الإدارة الأكثر كفاءة. ومع ذلك، أثارت هذه التكنولوجيا الناشئة كذلك مخاوف من إمكانية تفوق الآلات على البشرية في المستقبل القريب. الأعمال التي طورها العالمان تستند إلى أسس العلوم الفيزيائية، حيث أظهرا طرقًا جديدة لاستخدام أجهزة الكمبيوتر لمساعدتنا وتوجيهنا في مواجهة العديد من التحديات التي تواجهها البشرية. وكما جاء في بيان جائزة نوبل: "ببساطة، بفضل عملهما، تمتلك البشرية الآن عنصرًا جديدًا في صندوق ممكناتها، والذي يمكننا اختيار استخدامه لأغراض مفيدة".

مشاركة :