بوقوينو 01 شعبان 1437 هـ الموافق 08 مايو 2016 م واس نوه معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي بما أسهمت وقامت به المملكة العربية السعودية في بناء معظم المساجد والمراكز الإسلامية ودعمها في البلاد الغربية وحرصها على دعم المناشط الإسلامية في العالم ونصرة الإسلام والمسلمين في شتى أنحاء المعمورة, مشيداً في ذات الوقت بما تبذله سفارة خادم الحرمين الشريفين في البوسنة والهرسك، من جهوده وتعاون وما تضطلع به في خدمة مسلمي البلقان تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - المتواصلة في هذا الشأن. وقال معاليه في كلمته التي ألقاها اليوم في افتتاح ندوة " المراكز الإسلامية في أوروبا والأمريكيتين وروسيا" التي تقيمها الرابطة بمركز الأميرة الجوهرة الثقافي في بوقوينو: إن الجاليات المسلمة في البلاد الغربية، مرت بمراحل عديدة تعاقبت فيها الأجيال، وتراكمت التجارب، وتقلبت الظروف، وتتميز الجاليات المسلمة في الوقت الحاضر عمن سبقها بمؤهلاتها العلمية، والوعي الديني، والحرص على المحافظة على الهوية الإسلامية، وإيجاد أطر تربط بعضهم ببعض، وتساعدهم على أمورهم الدينية والاجتماعية، فأنشئوا الجمعيات والاتحادات والمؤسسات والمراكز والمجالس. وأفاد أن الهيئات والمؤسسات الإسلامية تواجه العديد من مشكلات عاقتها عن القيام بالمأمول منها في خدمة الجاليات دينياً واجتماعياً، ومن ذلك اختلاف اللغات والانتماءات الوطنية الأصلية والتعصب للمذاهب والأحزاب والجماعات، ونشاط الفرق والطوائف المنحرفة علاوة على الأثر السلبي الذي تحدثه حوادث الإرهاب التي تسيء إلى المسلمين، والضغوط النفسية التي يسببها إعلام الأحزاب والمنظمات القومية المتطرفة، وتصعيد موجة التخويف من تزايد الوجود الإسلامي في الغرب, مؤكداً أنه على الرغم من هذه المشكلات، فقد تحقق الكثير من الخير للجاليات المسلمة عبر هذه الهيئات والمؤسسات، بتوفيرها أماكنَ وأجواء ملائمة للقاء والتعارف والتواصل، وإقامة الصلوات والجُمع والأعياد، وتلقِّي الدروس والمحاضرات التي تعلم الدين وتحث على التمسك به وتوثيق صلة المسلمين بعضهم ببعض، وترشد إلى حسن تعاملهم مع غيرهم، ومساعدة الأسر في تعليم الناشئة أساسيات الدين واللغة العربية، وإنشاء المكتبات الإسلامية، وتنظيم الدورات التعليمية في اللغة العربية والعلوم الشرعية. وأبان معاليه أن الاعتماد على الطاقات البشرية المتميزة في الإدارة والتنظيم، يكسب المراكز الإسلامية قوة وتميزاً في أداء رسالتها سواء في خدمة الجاليات المسلمة والدفاع عن حقوقها، أو في التعريف بالإسلام وتصحيح الصور المغلوطة عنه، وتعزيز العلاقات مع غير المسلمين كما أن الاعتناء بالمراكز الإسلامية في التخطيط والتجهيز والإدارة والصيانة، تنعكس بإيجابياتها على ما تقدمه من برامج دينية واجتماعية وثقافية، وعلى إقبال أبناء الجاليات عليها، وحرصهم على التعاون معها، وتثير إعجاب من يزور المركز من غير المسلمين، وتصحيح الصورة المغلوطة لديهم عن المسلمين ودينهم وحضارتهم. وحث الدكتور التركي المراكز والمؤسسات الإسلامية على إيجاد علاقة متينة بمجتمع الجاليات المسلمة، تتميز بالانفتاح عليها، والاهتمام بشؤونها في مختلف مواقعها، والتعرف على حاجاتها ومشاركتها همومها وتطلعاتها، والتعاون معها على حل مشكلاتها، ومساعدتها بما يمكن في الفتاوى والإرشادات الشرعية، وتوجيه شبابها توجيهاً سليماً، والاستفادة من خبرتهم ومواهبهم في البرامج والمشاريع المختلفة, لافتا النظر إلى أن التوعية الدينية في الجاليات المسلمة، على اختلاف شرائحها، من أهم المهمات المنوطة بالمراكز الإسلامية حيث يجب أن تركز على إبراز عالمية الإسلام، وما اشتمل عليه من خير ورحمة للبشرية، وأن انتشاره في كثير من الشعوب والبلدان، كان بسبب السمو الخلقي والإنساني، الذي أبداه المسلمون الأولون، في التعامل مع غيرهم. // يتبع // 18:20ت م spa.gov.sa/1498390
مشاركة :