في موازاة ذلك تصدرت المرشحة البالغة من العمر 52 عاما الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أقيمت في الوقت ذاته، لكنها تستعد لدورة ثانية صعبة بعد نحو أسبوعين. وبعد فرز نحو 99 بالمئة من الأصوات، تتقدم الموافقة على الانضمام الى الاتحاد الأوروبي بنسبة 50,28% إثر هذا الاقتراع الذي طغت عليه اتهامات بالتدخل الروسي وهو ما نفاه الكرملين "بشكل قاطع". وندد الكرملين الإثنين بحصول "مخالفات" في فرز الأصوات. وطالب الناطق باسمه ديمتري بيسكوف بـ"أدلة" بشأن "الاتهامات الخطيرة" التي وجهتها ساندو بشأن تدخل قوى أجنبية. خلافا للتوقعات، كانت شريحة الرافضين تتقدم على مدى ساعات لكن تصويت المغتربين أتاح قلب المعادلة. وفي أول رد فعل ليلا، نددت الرئيسة المنتهية ولايتها "بهجوم غير مسبوق على الديموقراطية" ووعدت "بعدم الرضوخ لذلك". وألقت باللوم على "مجموعات إجرامية تعمل مع قوى أجنبية معادية لمصالحنا الوطنية، هاجمت بلادنا بدفع ملايين اليوروهات ونشر أكاذيب ودعاية" بهدف "إغراق بلادنا بعدم اليقين وعدم الاستقرار". دورة ثانية صعبة وسئل الناخبون في الاستفتاء عما اذا كانوا يوافقون على تعديل الدستور لجعل العضوية في الاتحاد الأوروبي هدفا لمولدافيا التي بدأت في حزيران/يونيو مفاوضات الانضمام الى التكتل القاري. وأجري الاستفتاء بمبادرة من ساندو التي قطعت العلاقات مع موسكو وتقدمت بطلب انضمام إلى الاتحاد الأوروبي عقب غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022. وهي تريد تحديد "مصير" هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تعد 2,6 ملايين نسمة. لكن رهانها جاء بنتائج عكسية. وحتى في حال فوز الـ"نعم" في نهاية المطاف، فإن الفارق الضئيل، وعلى رغم أنه لن يضع مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي موضع شك، لكنه "يضعف بشكل ما الصورة المؤيدة لأوروبا بين السكان وقيادة مايا ساندو"، بحسب ما قال الخبير السياسي الفرنسي فلوران بارمنتييه المتخصص في شؤون المنطقة لوكالة فرانس برس. وأصبحت ساندو عام 2020 أول امرأة تتولى المنصب الأعلى في الدولة. وخلال أربع سنوات، أصبحت هذه الخبيرة الاقتصادية السابقة في البنك الدولي والتي عرفت بانها مناهضة للفساد، شخصية أوروبية من الصف الأول. في بيئة جيوسياسية معقدة، وبينما تتواصل حرب أوكرانيا وتواجه جورجيا اتهامات بسلوك منحى سلطوي مؤيد لروسيا، أعطت مولدافيا بعض الأمل لبروكسل، كما يؤكد الخبير بارمنتييه. وبعد نكسة الدورة الأولى، فإن فوز ساندو في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر غير مضمون. بحصولها على حوالى 42% من الأصوات، هي تتقدم بشكل كبير على الكسندر ستويانوغلو، المدعي العام السابق البالغ 57 عاما والمدعوم من الاشتراكيين المؤيدين للروس، والذي سجّل نتيجة أفضل من المتوقع بحصوله على 26% من الأصوات. لكن بامكان هذا المرشح أن يعتمد على الناخبين الذين صوّتوا في الدورة الأولى لصالح المرشحين الصغار، إضافة الى "الفخ الرهيب المتمثل بشعار +الجميع ضد ساندو+ والذي قد يلعب ضدها"، بحسب بارمنتييه. وكان ستويانوغلو دعا خلال حملته إلى "استعادة العدالة" في مواجهة سلطة مستعدة، بحسب المعارضة، لانتهاك الحقوق، وطالب بسياسة خارجية "متوازنة" للاتحاد الاوروبي حيال روسيا. فساد وتضليل وأقبل سكان مولدافيا على المشاركة في التصويت الأحد، وبينهم المتحدرون من منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية، التي تضم حامية للجنود الروس. وقالت أولغا سيرنيغا، الخبيرة الاقتصادية البالغة 60 عاما، التي التقتها فرانس برس في كيشيناو "جئت لأصوت للازدهار والسلام ورفاه البلاد". بالمقابل تخوّف آخرون على غرار الخبير القانوني الستيني غينادي الذي رفض كشف كامل هويته، من تحوّل مولدافيا نحو "الغرب"، معتبرا أن الحكومة الحالية "فاقمت الوضع" في حين يُغرِق التضخم الذي بلغ مستويات قياسية قسما من الشعب في الفقر. بين عمليات الفساد والتضليل، نفذت الشرطة 350 مداهمة في الأشهر الماضية وأوقفت مئات المشتبه بهم على خلفية اتهام متهمين بالسعي لتعطيل العملية الانتخابية لحساب موسكو. تم الكشف عن نظام ضخم لشراء أصوات استهدف حوالى ربع الناخبين. بحسب مجموعة الأبحاث "ووتش دوغ"، أنفقت روسيا حوالى مئة مليون دولار للتأثير على الاقتراع. ويقف وراء ذلك رجل الأعمال والسياسي السابق إيلان شور الفارّ من وجه العدالة والمقيم في موسكو بعد إدانته بالاحتيال. وسخر شور عبر شبكات التواصل الاجتماعي من "هزيمة" ساندو و"فشلها".
مشاركة :