وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن الجولة يتوقع أن تستمر حتى الجمعة، وسيبحث خلالها بلينكن في "أهمية إنهاء الحرب في غزة وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني". ومن المقرر أن يتوجه بلينكن أولا إلى إسرائيل، قبل ان يزور دولا أخرى في الشرق الأوسط. وفي حين لم تحدد الخارجية المحطات الإضافية، سبق لبينكن أن زار في جولات سابقة دولا عربية وخاصة قطر ومصر الوسيطين الرئيسيين في المفاوضات بشأن غزة. وأوضح البيان أن بلينكن سيبحث أيضا الترتيبات التي ستتم لما بعد الحرب، التي تعتبر حاسمة للتوصل إلى اتفاق، وسيسعى إلى "حل دبلوماسي" في لبنان حيث تخوض إسرائيل منذ نحو شهر مواجهة مفتوحة مع حزب الله المدعوم من إيران. ستكون هذه الزيارة الحادية عشرة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من عام، وهي تأتي قبل أقل من ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وحذّر بلينكن في زيارته الأخيرة لإسرائيل في آب/أغسطس من أنها قد تكون "الفرصة الأخيرة" لوقف إطلاق النار بناء لمقترح الرئيس جو بايدن. وكان بايدن أعلن الخميس أنه سيرسل بلينكن إلى إسرائيل، وذلك غداة مقتل السنوار بنيران جنود إسرائيليين خلال عملية عسكرية في جنوب قطاع غزة. وأكدت حماس مقتل رئيس رئيس مكتبها السياسي، مشددة في الوقت ذاته على أنه لن يتم الافراج عن الرهائن المحتجزين لديها قبل "وقف" الهجوم الذي تشنه اسرائيل في غزة. واندلعت الحرب في القطاع الفلسطيني في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عقب هجوم شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب اسرائيل. وفيما تبذل واشنطن مساع متواصلة لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من سنة في قطاع غزة قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، أعلن الرئيس جو بايدن الخميس "حان الوقت للمضي قدما" نحو وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة حماس، مهنئا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على تصفية السنوار. واتفق بايدن ونتانياهو خلال اتصال هاتفي الخميس على "التعاون"، في وقت يخيم توتر بينهما منذ اشهر بشأن إدارة إسرائيل للحرب التي اندلعت إثر شن حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2024. -الانتخابات الأميركية - وقد يؤدي تحقيق اختراق بهذا الشأن إلى دفعة كبيرة لنائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة للانتخابات. وتخوض هاريس منافسة شديدة مع الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب للفوز في الانتخابات الرئاسية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، وهي على يقين بأن الدعم الأميركي لإسرائيل قد يكلفها أصواتا ولا سيما في ميشيغن (شمال)، إحدى الولايات الأساسية والتي تضم مجموعة كبيرة من الأميركيين العرب. وشكلت الحرب عبئا سياسيا على بايدن وإلى حد ما هاريس، وريثته السياسية، حيث تجاهل نتانياهو مرارا الدعوات الأميركية للقيام بالمزيد لتجنيب المدنيين. وتحدث ترامب أيضا مع نتانياهو بشأن مقتل السنوار، مؤكدا أن نتانياهو أثبت أنه كان على حق في تجاهل ضغوط بايدن للحد من العمليات العسكرية. كما اقترح ترامب أنه سيمنح نتانياهو حرية أكبر، قائلا للصحافيين إن بايدن "يحاول إعاقته وربما كان ينبغي له أن يفعل العكس". أيد ترامب إسرائيل بشدة في ولايته الأولى. وعلى عكس على عكس الديمقراطيين، يدعم الناخبون الجمهوريون إسرائيل ونتنياهو بشكل كبير. لكن يبقى أن الحرب في غزة لم تنته، وهو ما أكده نتانياهو، وليس هناك أي مؤشرات تفيد بأن واشنطن لديها وسائل للتأثير على رئيس الوزراء الإسرائيلي. وابدى نتانياهو حتى الآن تصلبا في مواقفه بالرغم من الضغوط الأميركية المتواصلة. وأكد الأسبوع الماضي أن مقتل السنوار "بداية النهاية" للحرب. والولايات المتحدة هي الشريك العسكري والسياسي الأول لإسرائيل وقدمت لها دعما ثابتا، رغم إبدائها قلقا حيال إدارة نتانياهو للحرب وتنديدها بحصيلة الضحايا المدنيين. وتوعدت واشنطن هذا الأسبوع بتعليق قسم من مساعدتها العسكرية إذا لم يسجل تحسن في دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المدمر والمحاصر. وسعى بلينكن أيضا إلى اقناع نتانياهو الذي يترأس ائتلافا هو الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية، بالتوصل إلى تسوية عبر التلويح باحتمال التطبيع مع السعودية.
مشاركة :