وقّع مدير عام بلدية دبي، المهندس حسين ناصر لوتاه، عقد ترسية مشروع المرحلة الثانية من محطة معالجة مياه الصرف الصحي في جبل علي، بقيمة مليار و300 مليون درهم، ليواكب المشروعات المستقبلية التوسعية المقبلة، إضافة إلى الأحداث البارزة التي ستشهدها دبي، من أبرزها إكسبو 2020. وبتنفيذ المشروع، تصل محطة جبل علي لتبلغ طاقتها الاستيعابية 675 ألف متر مكعب يومياً، بدلاً من 300 ألف متر مكعب حالياً. وأكّد لوتاه أن المحطة تواكب التوسع المستقبلي المتوقع لدبي، وتخدم شريحة كبيرة من السكان، وتسهم في خدمة مليون و350 ألف شخص، من دون ضغوط أو جهود إضافية تستدعي إجراء توسعات أخرى حتى عام 2025. 3 أهداف أكّد مدير عام بلدية دبي، المهندس حسين ناصر لوتاه، أن توسعات محطة جبل علي تشمل ثلاثة أهداف أساسية، أبرزها: استيعاب التدفق الزائد الناتج عن مناطق إكسبو المزمع تنفيذها، ومواكبة المشروعات التوسعية المقبلة في الإمارة، وتحويل نسبة من الحِمل عن محطة ورسان إلى جبل علي، كونها باتت تعمل فوق طاقتها التصميمية بنحو 27 %. وتابع أن البلدية حرصت على أن تزود المحطة بوسائل ومرافق متطورة، وتقنيات حديثة في مجال معالجة مياه الصرف الصحي، وبذلك تصل كلفتها الإجمالية - مع المحطة الجديدة - إلى مليارين و849 مليون درهم. وشرح أن المحطة الجديدة تتميز بأنها صديقة للبيئة، وتعمل وفق أحدث التقنيات في مجال المعالجة. كما أنها تتيح مركزية التحكم بمحطات الضخ العاملة في الإمارة، وتعمل وفق أحدث التقنيات الصديقة للبيئة في إنتاج السماد دون انبعاثات ملوثة للبيئة. وأشار لوتاه إلى معالجة الحمأة الناتجة حرارياً لإنتاج سماد ذي جودة عالية، يمكن الاستفادة منه في تخصيب الأراضي الزراعية، موضحاً أن المياه المعالجة من الصرف الصحي تستخدم لتقليل الضغط على الموارد المائية، إذ تستخدم للزارعة في الحدائق العامة الكبرى، والحدائق السكنية، وحدائق الأحياء، وفي المتنزهات، والمناطق الطبيعية، وأماكن الترفيه والاستجمام، وتخضير المدينة، وتبريدها وترطيبها وخفض درجة الحرارة في المناطق القريبة من المصانع، أو الأماكن غير المزروعة، عن طريق زراعتها، وتقليل الحرارة عنها بواقع أربع درجات على الأقل، وتستخدم لتثبيت التربة على الطرق غير المسفلتة التي يتطاير منها الغبار، وفي مواقع البناء، ولمنع انجراف التربة في الأماكن المفتوحة، حيث ترش بالمياه المعالجة من محطات الصرف الصحي. وتابع لوتاه أن المياه المعالجة تستخدم في دعم جهود التنوع البيولوجي، إذ توجد لدينا أشجار وزهور مختلفة وطيور متنوعة، يتم الحفاظ على تنوعها عن طريق توفير البنية الأساسية لها من زراعة نباتات مختلفة، وأيضاً في دعم جهود الحفاظ على المحميات الطبيعية التي تتطلب أن يتوافر بها مخلوقات صغيرة، وديدان، وعناكب، وزواحف، في المياه، لتتغذى عليها، ولا يمكن توفير تلك الأنواع من المياه إلا بالمياه المعالجة، التي تكون بتركيز محدد يناسب تلك المخلوقات. كما تستخدم في وقاية المياه السطحية والجوفية من ارتفاع نسبة الملوحة، خصوصاً أن معظم الأماكن المزروعة في الإمارة والمشروعات التطويرية، التي تتضمن مساحات مزروعة شاسعة، تقع على الساحل، وهي معرّضة للتملح، إلا أن سقيتها بالمياه المعالجة من محطات الصرف الصحي تعمل على نزول هذه المياه إلى المناطق الجوفية، وتسهم في تقليل تلك الملوحة، أو عدم ظهورها. وشرح لوتاه أن محطات الصرف الصحي تسهم أيضاً في البنية التحتية لأنظمة شبكات إطفاء الحريق، إذ توفر البلدية 227 فوهة مياه لإطفاء الحرائق، موزعة على مختلف أنحاء الإمارة في حال احتاج الدفاع المدني لإطفاء أي حريق، بدلاً من الاعتماد على الخزانات فقط، مشيراً إلى أن الفوهات تظل في كامل كفاءتها طوال العام حتى في فصول الصيف، إذ تعطى الأولوية في توفير المياه من قبل المحطة، كونها الأكثر أهمية، وتسهم محطات الصرف في ما نسبته 35% من مد شبكة إطفاء الحرائق بالمياه. ويتوقع مستقبلاً زيادة الطلب على المياه المعالجة. وشهدت محطات المعالجة التابعة للبلدية إنتاج سماد من المخلفات الصلبة للمياه. كما يستفاد منها في إنتاج الأعلاف، إذ تنتج المحطات ما يقارب 240 طناً سنوياً، في استزراع بساط الحشيش الأخضر الذي يستخدم في ما بعد بساطاً أخضر للحدائق والملاعب والشوارع وغيرها، وتزرع سنوياً 18 ألف متر مربع منها.
مشاركة :