ما وراء أكمة العمدة

  • 5/9/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لك أن تتذكر جميل بثينة وأنت تتلقى نبأ انتخاب صادق خان عمدة لمدينة لندن. لقد جمعت العربية الرائع والمروع في الرائع. نسيت الضاد الحديثة المروع: حدث لعمرك رائع أن تهجري، كما نسي العرب الصدمة والترويع، وانطلقت الحناجر تشدو: ونسيت حقدي كله. التعبير عن الحقد اليوم تدكه فيلة المجتمع الدولي بالقانون الدولي. الديمقراطية التي تنعم بها بريطانيا هي التي أوصلت صادق خان إلى العمادة. ولو ظل في باكستان لكان مجرد عاشق عميد في أحسن الأحوال. والملاكم الذي انتصر في حلبة الانتخابات على منافسيه بالنقط، هو ذلك الذي أسقطت الإمبراطورية البريطانية بلاده ضمن شبه القارّة الهندية بالضربة القاضية، ففصلت باكستان عن الهند، ثم افترقت بنغلاديش عن باكستان بساطور الحرب. أما تسليم مشعل الحرائق إلى واشنطن، فيُسأل عنه السفير الأمريكي السابق في إسلام آباد رايان كروكر (ريان كر وكر: يعد الكر بعد الكر)، أكبر خبير في اشعال الفتن بين المذاهب الإسلامية. تقديراً لإبداعه عينوه أول سفير في بغداد بعد نجاح المحافظين الجدد في التحرير ونشر الديمقراطية. يشهد الله أننا ما رأينا منه إلا كل رائع، بمفهوم جميل بثينة. صادق خان صادق في حديثه عن أن انتخابه انتصار على العنصرية، لكن هل يستطيع أن يقول لنا من هم الذين نشروا الميز العنصري في كل القارات، في أحضان الإمبراطوريات وفي كل المستعمرات؟ بل ما هو السبب الاقتصادي لإلغاء الرق؟ وهل يخفى على الناس أن اكتشاف النفط أقنع الدول الصناعية المتجبرة بأن الآلة أكثر إنتاجية من الآدميين العبيد؟ والأمل المنشود هو الوصول إلى قط من خشب، يصطاد ولا يأكل. الأطرف في هذه الأحابيل هو أن الرأسمالية تجلت في قريحتها قنبلة أشد وأفدح، وهي أن استعباد فئة من البشر أمر لا يليق بمن يدعي الحضارة ذات النضارة، فأقرب المسالك إلى المهالك، هو استرقاق الشعوب والأمم بكاملها، حتى لا يبقى مجال للاتهام بالتمييز، وهكذا يتميز الكل غيظاً، والمصيبة إذا عمت هانت. ألا ترى أن العرب عندما كانت مصيبتهم محدودة، كانوا جميعاً يدعون بالويل والثبور، فلما شملتهم النوائب، هدأت صدمتهم وترويعهم، ونسوا حتى الشجب والتنديد والاستنكار؟ لزوم ما يلزم: النتيجة الأدبية: عمدة ابن رشيق أجدى من عمدة لندن، إذا وجدت من يذكرها. عبد اللطيف الزبيدي abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :