تحقيق: عايدة عبدالحميد الألم والأمل كلمتان متشابهتان في الحروف، مختلفتان في المعاني تمام الاختلاف، إحداهما تعني العذاب والأخرى تعني العكس تماماً، تعطي التفاؤل، وما بين هذا وذاك استطاع برنامج ألم وأمل الذي يبث على الهواء مباشرةً عبر تلفزيون وإذاعة الشارقة، تقديم المساعدة لأكثر من 2500 حالة تم عرضها أمام الجمهور بشكل مباشر، من بينها 1605 حالات تحت الهواء. ويمثل البرنامج منذ انطلاقته في الرابع من فبراير/شباط 2006، مبادرة إنسانية تحمل رسالة هادفة لتعزيز الخدمة المجتمعية، وتقديم العون والمساعدة للمرضى وللمحتاجين والمعسرين، والتفاعل مع الحالات الإنسانية المعروضة أمامه. وحصل البرنامج على إشادات واسعة، ولا يزال يواصل عطاءه في مد يد العون للمحتاجين لأكثر من عقد من الزمان، تقف وراء نجاح برنامج ألم وأمل جهود مخلصة عدة، ولإلقاء المزيد من الضوء على مسيرة البرنامج المضيئة، التقت الخليج عدداً من المسؤولين في مؤسسة الشارقة للإعلام، وفريق عمل البرنامج، وعدداً من الحالات المرضية التي تم علاجها عبر ألم وأمل. في بداية حديثه لنا تقدم د. خالد المدفع مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، بأسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان إلى مقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقال، إن توجّهات إدارة المؤسسة مستمدة من توجيهات صاحب السمو الحاكم، والتي لولاها ما كان لمثل هذا البرنامج أن يرى النور، ويحقق كل هذه النجاحات. وأشار إلى أن البرنامج بدأ منذ تأسيسه باسم ألم وأمل في الرابع من فبراير/شباط لعام 2006 بداية جيدة، نظراً لحداثته وتميزه عن بقية المحطات التلفزيونية المحلية الأخرى بفكرة إنسانية تحمل رسالة هادفة تقدم خدمة مجتمعية للنفع العام. ومر البرنامج بمراحل تطور خلال الأعوام الماضية أهمها: انضم إلى البث الإذاعي مع البث التلفزيوني لخدمة المستمعين والمشاهدين معاً، وتأسست لجنة طبية رسمية مكونة من أطباء متخصصين لسرعة الاطلاع على التقارير الطبية الخاصة بالحالات المتقدمة وفرزها حسب الأولوية، كما حصل على دعم أفراد المجتمع والهيئات وهو مستمر في نجاحه حتى عامه العاشر. ووجه الشكر لجميع المشاركين في البرنامج من الأطباء ووسائل الإعلام المختلفة، خاصة أهل الخير الذين لولا مساهماتهم وتبرعاتهم ومشاركاتهم ما كان للبرنامج أن يستمر ويتميز. وأشار د. المدفع إلى أن البرنامج شهد توسيع دائرة العلاج لتشمل المراكز الصحية خارج الدولة إلى جانب المحلية منها، ومتابعة حالاتهم عن طريق سفارات الدولة في الخارج. نوافذ الخير من جهته قال المذيع علي الشريف مقدم البرنامج: إن البرنامج حاز تقديراً كبيراً عبر تفاعل الجمهور مع الحالات المرضية الإنسانية، وما قدمته الشخصيات المستضافة ذات المستوى العالي من الخبرة والدراية في معالجة المرضى، عبر تقديم النصح والإرشاد اللازمين، والعمل على تخفيف الآلام وتحويلها إلى آمال. وأشار إلى أنه لا يقيس ألم وأمل بمدة أو زمن، وأضاف: شهادتي فيه مجروحة؛ لأنه يمثل جزءاً من كياني، ويحتل مكانة مهمة في حياتي، وعندما أكون مريضاً، قد أعتذر عن نشرة الأخبار، لكنني لا أقدم اعتذاراً عن البرنامج، ولأول مرة أفصح عن شيء يخصني في عملي، وهو أنني لا أقوم بإعداد أية أسئلة أو تحضير كلمة عن الحالات التي أستضيفها، فهناك إلهام يأتيني خلال شرحي ومناشدتي لمساعدة المرضى طوال فترة الحلقة. ووصف ألم وأمل بأنه بمثابة أحد أبنائه، وشرح: عندما بدأت أقدمه كانت ابنتي في الروضة، وهي الآن تستعد للدخول إلى الثانوي، وهناك تفاصيل كثيرة ومواقف ومشاهد لا تنسى، وأستذكر منها هنا، مشهد طفلة عندها فشل في النخاع، ولم يكن هناك متبرع، وعندما ذهبنا لتصويرها،كانت نظراتها توحي بأشياء كثيرة، وكنت أشاهد والدتها تبكي لحظتها، وحاولت الطفلة أن تسكت أمها وتطمئنها بأنها بخير. وتم تسفيرها إلى مدينة الحسين الطبية في الأردن، وعقب ذلك بأيام اتصل بي والدها، وقال لي إن أنوار توفيت، ولحظتها لم أحبس دموعي، وكانت صورتها ضمن إعلان البرنامج، وفوجئت بوالدتها بعد فترة تتصل بي، وتطالبني وهي تنتحب بأن أحذف صورتها، وبالفعل قام المخرج محمود عباس بإزالة الصورة، لكنها بقيت في ذاكرتي حتى الآن. إجراءات من جهته قال خالد عبدالرحمن النومان مخرج البرنامج: إن هناك تحديات عديدة تواجه البرنامج، ولكن جهود فريق البرنامج وعلى رأسهم المذيع علي الشريف ويحيى البدري معدّ البرنامج، وإلهام محمود آل شنان منسقة البرنامج، والمحاسب الخاص به وليد عبدالمجيد، والباحثة سارة الدبيحي، كان له كبير الأثر في نجاحه واستمراريته. وأضاف: إن مراحل البرنامج تتطلب إعداد تقرير تلفزيوني عن وضع الحالة الصحية والاجتماعية، وعرض الحالة في حلقات البرنامج وجمع التبرعات لها، ومخاطبة الجهة المعنية لمباشرة إجراءات علاج المريض داخل الدولة أو خارجها، وإعداد تقرير البحث الاجتماعي واعتماده من قبل اللجنة الإدارية، ومتابعة الحالة بعد العلاج وتصويرها إذا أمكن. وبدورها أكدت إلهام حمود آل شنان المنسقة الإدارية للبرنامج، أن فريق العمل يعتبر، منذ أن تسلم مهمة العمل في هذا البرنامج، أنه عمل إنساني خالص، حرصنا على أن نجمع فيه بين الحرفية والدقة والتحمل وابتغاء الأجر من عمل الخير، إذ تحول فريق العمل إلى خلية طوارئ تعمل على مدار الساعة، وتراقب جميع الحالات التي ترد إليه لنقلها فوراً إلى المتابعين، ولا تنتهي المتابعة بمجرد انتهاء البث، لكننا نتابع الشخص إلى أن يصبح في أيدٍ أمينة ويستعد للعلاج. علامة فارقة إن ألم وأمل استطاع أن يكون علامة فارقة في تواصل الخيرين مع مختلف الحالات الإنسانية، وهي تتطلب دعماً عاجلاً للتخفيف عنهم في معاناتهم الصحية، ليتمكنوا من مزاولة حياتهم بشكل طبيعي وفي حالة صحية مستقرة. هذا ما أشار إليه يحيى البدري معدّ البرنامج، وأوضح أن هناك تحديات عديدة تواجهنا عند تصوير المريض في منزله، ونحن نراعي خصوصية الحالات المرضية، ولا نخدش إنسانية أية حالة، وهناك مواقف إنسانية تواجهنا، ونقوم بتسهيل مهمة الجميع من أجل المصلحة العامة. وأضاف أن مدة التقرير 4 دقائق، مختزلة ومؤثرة، لإيصال المعلومة للمشاهد، وهناك تحديات فنية، تتمثل في أن يكون تقريرنا خالياً من الفجوات الطويلة، ويتفاعل مع المستمع والمشاهد معاً، والأهم مصداقية البرنامج. دراسة الحالات من جهتها قالت سارة الدبيحي الباحثة الاجتماعية للبرنامج: نقوم في البرنامج بدراسة الحالات، وتصويرها ومعرفة ظروفها الصحية والاجتماعية، كما يتم التواصل مع الأطباء الذين يتابعون الحالة، وهناك تعاون وثيق مع الأطباء الذين لهم مبادرات أخرى، تتمثل في تقديم فقرات تثقيفية متعلقة بالحالات المرضية. بدوره قال وليد عبدالمجيد المحاسب الذي يشرف على الأمور المالية للبرنامج: نحرص في البرنامج على إيصال المبالغ المالية إلى الجهات المعنية، سواء في المستشفيات المعالجة أم شركات الأدوية داخل الدولة، أما فيما يخص الحالات التي يتم علاجها خارج الدولة، فإننا نقوم بالتنسيق مع سفارات دولة الإمارات في تلك الدول والملحق الصحي فيها، والذي يقوم بدوره بتسلم المبالغ المطلوبة والإشراف على تسليمها إلى الجهات المعنية بعد التأكد من انتهاء العلاج. حالات إنسانية ومن أصحاب الحالات الإنسانية التي ساهم البرنامج في توفير العلاج لها قال أحمد خالد ولي أمر عمار، إحدى الحالات التي استفادت بزراعة الكلى من خلال البرنامج: إن للخير والعطاء أهله الذين يمدون يد العون والمساعدة ليصل المريض إلى بر الشفاء، جزى الله البرنامج وكل القائمين عليه خير الجزاء عن كل حالة إنسانية عولجت. وذكرت أم مجدي، أنه تم علاج ابنتها الكبرى على نفقة البرنامج قبل عام، في الأردن، عقب إصابتها بمرض نادر في الدم، وخضعت للعديد من الفحوصات والعلاج على أيدي كبار الاستشاريين، وتم شفاؤها والحمد لله. حالات استثنائية أشار د. خالد المدفع إلى أن هناك حالات استثنائية قدمها البرنامج، وبلغت جملة التبرعات خلال الحلقات التي قدمها برنامج ألم وأمل على قناة الشارقة الفضائية خلال أغسطس/آب 2011، وقدمها المذيع علي الشريف عن الحالة الإنسانية المؤثرة للمريضة المصرية بسمة، والتي تحتاج لزراعة رئة في ألمانيا 8.1 مليون درهم. وذكر أن إدارة التلفزيون تلقت رسالة من جمعية الشارقة الخيرية لمساعدة المريضة عبر البرنامج، وتم استثناء الحالة، لأننا لا نقدم الحالات التي تتجاوز الـ 250 ألف درهم، وبالفعل تم بث البرنامج، وعبره قدم أهل الخير هذا المبلغ لإجراء العملية الجراحية لزراعة الرئة للمريضة، والتي لا يمكن إجراؤها داخل الدولة. الفكرة درجت العادة أن يتقدم المعدون بأفكار برامجية لإدارة البرامج، وفي هذا السياق تقدم نجم الدين هاشم معد البرنامج في تلفزيون الشارقة، بفكرة برنامج ألم وأمل والتي وجدت استحساناً من إدارة البرامج، ولقد كانت الفكرة شاملة تستهدف المحتاجين في شتى المجالات، ولكن تم توظيف البرنامج للحالات الصحية، وكان محمود عباس أول مخرج له. جوائز حصل البرنامج على جائزة الشارقة للعمل التطوعي 3 مرات خلال الأعوام (2007-2010 -2013) وجائزة سلطان بن خليفة العالمية للثلاسيميا، كما حصل على جائزة أفضل فريق إعلامي بمؤسسة الشارقة للإعلام. التواصل مع البرنامج ألم وأمل برنامج مباشر أسبوعي خيري إنساني، يعتمد على أصحاب الأيادي البيضاء، يستهدف الحالات المرضية لجميع القاطنين في الدولة. ويستعرض الحالات المرضية لأشخاص قهرتهم الظروف المعيشية فلم يستطيعوا تحمل تكاليف العلاج ما دفعهم لطرق أبواب أهل الخير لطلب المساعدة، وقد أسهم متابعو البرنامج منذ انطلاقه بعلاج الكثير من الحالات. للتواصل مع البرنامج على الأرقام الآتية: محلي 600551600. دولي 00971600551616. للطلبات والاستفسارات: أرقام المكاتب المباشرة: 0097165667712/ 0097165663349. والتحويلات الداخلية: 0097165011211 أو 0097165011180. موبايل: 00971501637000 رقم الفاكس: 0097165661107. البـريد الإلكترونــي للبرنامج: Alam.amal@smc.ae حقائق وأرقام يتبع البرنامج سياسة السرعة في تلقي العلاج، وقد تصل قيمة المساعدة للحالة الواحدة في البرنامج إلى 500 ألف درهم في حالات خاصة. عدد السفارات والقنصليات التي يتعامل معها البرنامج خارج الدولة 15 سفارة. وصل مجموع المستشفيات والمراكز الطبية التي يتم التنسيق معها داخل الدولة أكثر من 30 مستشفى ومركزاً طبياً. بينما بلغ عدد شركاء البرنامج من الشركات والصيدليات داخل الدولة أكثر من 35 شركة وصيدلية.
مشاركة :