وتضخّ الحملتان مئات ملايين الدولارات في محاولة أخيرة لكسب تأييد أي ناخبين لم يحسموا قراراتهم بعد يمكن أن يقلبوا النتيجة لصالح طرف أو آخر، فيما تظهر الاستطلاعات بشكل متكرر أن المرشّحين متعادلين تقريبا قبل أسبوعين من الانتخابات. ومهما تكن النتيجة، سيسجّل الأميركيون فصلا في التاريخ يوم الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر إذ أنّهم إما سينتخبون أول امرأة على رأس القوّة الأكبر في العالم أو أنهم سيختارون رئيسا سابقا أدين بتهمة جنائية. وأظهرت الاستطلاعات مؤخرا تقدّم ترامب البالغ 78 عاما والذي يعد المرشّح الأكبر سنا عن حزب رئيسي في تاريخ الولايات المتحدة، بفارق ضئيل، ولكن مع هامش للخطأ، وهو أمر لا يعد مريحا جدا للرئيس السابق الذي يترشّح للمرة الثالثة على التوالي للبيت الأبيض. وستجري شبكة "إن بي سي" التلفزيونية مقابلة الثلاثاء مع نائبة الرئيس هاريس التي دخلت السباق في تموز/يوليو بعد قرار الرئيس جو بايدن الانسحاب ودعمها لتحل مكانه. وستعتمد المرشحة التي احتفلت بعيد ميلادها الستين نهاية الأسبوع على أحد أكثر الشخصيات الممثلة للحزب شعبية: باراك أوباما. وسيجري الرئيس الديموقراطي السابق سلسلة تجمّعات انتخابية في ويسكنسن وميشيغان، وهما من بين الولايات السبع المتأرجحة التي تصوّت مرة للديموقراطيين وأخرى للجمهوريين وتحتد فيها المنافسة، إذ يرجّح بأن تحسم النتيجة بموجب نظام الاقتراع العام غير المباشر الأميركي. 15 مليون صوت وسيشارك ترامب الذي يزداد خطابه تشددا يوما بعد يوم في جلسة نقاش مع ناخبين لاتينيين في موقع تابع له في فلوريدا. وسيتوجّه المرشح الجمهوري بعد ذلك إلى كارولاينا الشمالية، وهي ولاية متأرجحة أخرى حيث أقام حملته الانتخابية الاثنين أيضا للمشاركة في حدث يفترض بأن يكرّس للاقتصاد. لكنه نادرا ما يلتزم بموضوع حملاته. وواجه انتقادات على مدى أسابيع بعدما هدد باستخدام الجيش ضد الديموقراطيين الذين وصفهم بأنهم "عدو الداخل". وتحوّل اجتماع متلفز مع الناخبين مؤخرا إلى حدث موسيقي لم يكن مقررا مسبقا إذ تخلى ترامب عن مناقشة الانتخابات ليستمع مطولا على المسرح إلى أغانيه المفضلة يرقص على أنغامها. وبدأت حملة هاريس تكثيف تعليقاتها على قدرته الذهنية والجسدية على الحكم. لكن أنصاره الذين يضعون عادة قبعات تحمل شعاره "أعيدوا لأميركا عظمتها" Make America Great Again يواصلون حضور تجمّعاته بكثافة، مقتنعين بأنه ضحية اضطهاد سياسي أو بأن الديموقراطيين يوجّهون له التهديدات. يسعى الديموقراطيون أيضا إلى كسب الجمهوريين المعتدلين المستائين من لهجة ترامب وفضائحه. وسعت هاريس إلى تصوير نفسها على أنها "محاربة" تسعى إلى قلب صفحة ترامب ونقل السياسة الأميركية إلى مرحلة جديدة. وصوّت أكثر من 15 مليون أميركي عبر البريد الإلكتروني أو شخصيا، بحسب منظمة "مشروع الانتخابات" المستقلة، أي ما يعادل حوالى 10 في المئة من نسب المشاركة الإجمالية المسجّلة عام 2020.
مشاركة :