سلطان بن سلمان: حصرنا 800 مسجد تاريخي ونعمل على إعادة تأهيلها

  • 5/9/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، إنه قد تم حصر نحو 800 مسجد تاريخي على مستوى مناطق المملكة، مؤكدا تخصيص خطة للعناية بها، بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية، وتنفذ بالشراكة مع إمارات المناطق، والأمانات، والبلديات، والمؤسسات المهنية والخيرية، إضافة إلى المتبرعين من المجتمع المحلي. وأكد الأمير سلطان بن سلمان خلال حديثه للصحافيين عقب حضوره ورشة "العناية بالمساجد التاريخية" في الرياض أمس، أن العمل مستمر لاستكمال الحصر والتوثيق للمساجد التاريخية في المرحلة الثانية، التي ستكون أعمق وأكثر من حيث التفاصيل، موضحا أنهم يعملون على إعادة تأهيل المساجد التاريخية في المملكة والعناية بها، وإظهار قيمتها الدينية والحضارية والعمرانية. وقال: "نحن ننظر من ضمن برنامج المسارات السياحية الذي تقوم به الهيئة أن يكون هناك مسار لزيارة القرى التراثية، وأن يكون المسجد التاريخي هو المحطة الأولى لزيارة القرية، بدأنا مع المواطن في القرى والمواقع التراثية، ونعلن أننا مستعدون مع وزارة الشؤون الإسلامية بدعم من يريد إحياء مسجد تاريخي في بلدته التراثية ونتبنى مشروعه". وأشار رئيس الهيئة إلى أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الوطني يمثل برنامجا شاملا يحتوي على الطموحات والتطلعات المتعلقة بالتراث الوطني، مشيرا إلى أن البرنامج درس بعناية وتبنته الدولة ودرس من جميع الوزارات وعرض على جميع المواطنين وعلى هيئة كبار العلماء، ولم يبق أحد لم يسهم في هذا البرنامج الذي كما أعلنا سابقا يشمل منظومة من المتاحف الكبيرة الرائدة حيث نطمح أن تكون المملكة متحفا إسلاميا مفتوحا. وأضاف: "نحن لا نركز فقط على المتاحف الإسلامية التي تحوي قطع الفن الإسلامي مثلما هو موجود في متاحف أخرى تقتني هذه الفنون من مناطق العالم، ولكن نحن في المملكة لدينا أكثر بكثير من الفنون الإسلامية فلدينا مخزون كبير من مواقع وشواهد الحضارات الإسلامية، إضافة إلى أننا نملك ثروة كبيرة جدا وهي تاريخ الإسلام وبداية نشوئه وانطلاقه وهو ما ستعكسه سلسلة متاحف التاريخ الإسلامي التي استكملت الهيئة جميع دراساتها ورفعتها إلى الدولة منذ أكثر من خمس سنوات". وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله أعطى جل اهتمامه للمساجد والمواقع التاريخية، مؤكدا أن الهدف من ترميم المساجد التاريخية ليس معماريا تصميميا وإنما إعادة الحياة للمساجد وتهيئتها للعبادة التي هي أهم وظائفها. الأمير سلطان بن سلمان خلال إلقاء كلمته. وقال في كلمته: "أعطى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز جل اهتمامه للعناية بالمساجد وبشكل أوسع بالتراث الحضاري الوطني، وبدا ذلك من خلال عدد من المشاريع ومنها جامع الإمام تركي بن عبدالله ما يؤكد إيمانه بأن المساجد هي محور للتاريخ والتقاء الناس، كما أعاد قبل شهرين وبأمر سام كريم لتأكيد تبني الدولة لمشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الوطني، ولذلك ننطلق بأسس على رأسها العناية بالمساجد التاريخية والمحافظة عليها". وأوضح، أن الهيئة عملت منذ أكثر من خمس سنوات على عدد من المسارات التي تعنى بالمتاحف الإسلامية، منوها بأن الهيئة أسست برنامجا للعناية بالمساجد التاريخية ضمن مركز التراث العمراني، وعملت مع وزارة الشؤون الإسلامية من خلال اتفاقية تعاون تعد الأولى التي وقعتها الوزارة للعناية بالمساجد التاريخية. وقال: "تطورت هذه الاتفاقية لتشمل تأسيس وحدة إدارية في الوزارة للعناية بالمساجد التاريخية، والتوسع في العمل على مستوى المناطق لتعمل فروع الهيئة والوزارة تحت رعاية أمراء المناطق للتجاوب مع الطلب الكبير الذي يلقاه البرنامج من المواطنين المحبين بالفطرة للخير والعناية بأعمال البر كما يعرفون بحبهم لتراثهم". من جانبه، قال الدكتور الشيخ صالح آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، إنه عندما بدأ الإسلام كان المسجد هو المرتكز والهوية، والاهتمام بالمساجد من الناحية الحضارية والفكرية هو اهتمام بالهوية من منطلق أن هذه المساجد القديمة كانت المرتكز التي بنيت عليه المملكة، مبينا أن التعليم بدأ في المملكة بالمسجد، واجتماع الناس في أعيادهم في المسجد. وفي السياق نفسه، أوضح الشيخ عبد الله المطلق، عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، أن المساجد التاريخية تحكي تاريخا في فترة من الفترات، وأن العناية بها عناية للتاريخ، وليس عناية فقط بالمباني والجدران. وقال: "التاريخ سيظل شاهدا لكن إذا وثقت المعلومات وأصلت ودونت سينقلها الآباء للأبناء وتبقى مفخرة تفتخر بها هذه الأمة، وتقديم المعلومات الموثقة للأجيال القادمة عن تراث الآباء والأجداد في أجمل حقبة من العمر وهي العبادة، لأن الإنسان يبذل يوميا للمسجد من عمره قرابة ساعتين، يخرج من بيته ومن مزرعته ليلقي همومه عند باب المسجد ورواد المسجد هم أهل الله والعناية بهذه السويعات والبناء المعد له من الأجيال القادمة".

مشاركة :