وصول صحافيين محتجزين في سوريا منذ عشرة أشهر إلى إسبانيا

  • 5/9/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

وصل ثلاثة صحافيين إسبان مستقلين كانوا قد اختطفوا في سوريا العام الماضي إلى مدريد، أمس، وبدوا في صحة جيدة بعد عشرة أشهر في الأسر. واختفى الرجال الثلاثة (أنطونيو بامبليجا وخوسيه مانويل لوبيز وأنخيل ساستري) في يوليو (تموز) الماضي بعد بضعة أيام من عبورهم الحدود إلى سوريا من تركيا. وكانت وجهتهم مدينة حلب لتغطية القتال الدائر هناك. وكان في استقبال الصحافيين الثلاثة أفراد من أسرهم، وبعض المسؤولين، لدى خروجهم من الطائرة تحت أمطار غزيرة في قاعدة توريون دي أردوز الجوية، على مشارف مدريد. وأظهرت لقطات تلفزيونية مصورة وزعتها الحكومة أحد الرجال ينهار باكيا لدى احتضانه أحد أقاربه. وكان الصحافيون الثلاثة استقلوا طائرة من جنوب تركيا، بعد تواتر أنباء عن إطلاق سراحهم، مساء أول من أمس، ونقلت «رويترز» عن صحيفة «إل باييس» الإسبانية أن جبهة النصرة (جناح تنظيم القاعدة في سوريا)، التي تعتبرها الأمم المتحدة والولايات المتحدة جماعة إرهابية، اختطفت الصحافيين واحتجزتهم. ورفضت وزارة الخارجية الإسبانية ومكتب رئيس الوزراء التعليق، ولم توضح الحكومة بعد كيف تم إطلاق سراح الصحافيين، لكن وكالة الأنباء القطرية قالت السبت إن السلطات القطرية ساعدت في تحريرهم. وكانت قطر توسطت من قبل في إطلاق سراح أجانب تحتجزهم «جبهة النصرة». وأعلنت رئيسة منظمة مراسلون بلا حدود في إسبانيا مالين أزناريز، في بيان: «نحن سعداء ومرتاحون لإمكانية الاحتفال بالإفراج عن أنطونيو باملييغا وخوسيه مانويل لوبيز وأنخيل ساستري». ونقلت «مراسلون بلا حدود» عن والدة باملييغا، ماريا دل مار رودريغيز فيغا، قولها: «عندما تحدثت إليه عبر الهاتف، كان الأمر رائعا. ما زال يملك الصوت نفسه حين كان طفلا، وطلب مني بشكل متكرر أن أسامحه لما جعلني أعانيه»، مضيفة أنها ستحضر لابنها طبقه المفضل، وهو السبانخ مع صلصة البيشاميل. وكانت الحكومة الإسبانية أعلنت في رسالة مقتضبة، مساء السبت، الإفراج عن الصحافيين الثلاثة. وأكدت الحكومة أن هذا الإفراج تم «بفضل جهود كثير من الموظفين، وتعاون دول حليفة وصديقة، ولا سيما خلال المرحلة النهائية، من تركيا وقطر». ولم يكن ممكنا التأكد من دفع فدية للخاطفين. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الصحافيين الثلاثة شوهدوا للمرة الأخيرة قبل تعرضهم للخطف في حي المعادي في حلب، في 13 يوليو 2015، الذي تسيطر عليها فصائل مقاتلة. وأكد المرصد أن الصحافيين كانوا على متن شاحنة صغيرة وقد اقتادتهم مجموعة مسلحة إلى جهة مجهولة. وفي 21 يوليو، انتشر نبأ اختطاف الصحافيين الثلاثة، لكن عائلاتهم طلبت من وسائل الإعلام التحلي بـ«الصبر» و«الاحترام»، من خلال عدم تخصيص تغطية واسعة لهذا الموضوع حفاظا على سلامة المخطوفين. ولم يغب عن رئيسة اتحاد جمعيات الصحافيين الإسبان بال غونزاليس أن تذكر بالمهمة الشاقة التي يؤديها الصحافيون المستكتبون في مناطق النزاع و«بالأجور الزهيدة التي يتلقونها مقابل المخاطر الجسيمة» التي يعرضون أرواحهم لها. وحين قرر الصحافيون الثلاثة التوجه إلى سوريا كانوا يعلمون أنهم يقصدون أخطر بلد في العالم على الإطلاق بالنسبة إلى الصحافيين، بحسب قائمة «مراسلون بلا حدود» التي أحصت مقتل عشرات الصحافيين في سوريا منذ اندلاع النزاع عام 2011. وكان الصحافيون الثلاثة يراسلون عددا من وسائل الإعلام الإسبانية، ولا سيما صحف «آ بي ثي»، و«لا راثون»، وقناة «كواترو» التلفزيونية، وإذاعة «أوندا سيرو». أما أنتونيو «توني» بامبلييغا (33 عاما)، فقد ساهم في تغطية النزاع في سوريا (نصوص وصور وفيديو) لحساب وكالة الصحافة الفرنسية حتى عام 2013، وكذلك فعل المصور خوسيه مانويل لوبيز (45 عاما) الذي فاز بجوائز عدة على لقطاته، ولا سيما بفضل صوره المؤثرة لضحايا الحرب في سوريا، كما في بلاد أخرى. من ناحيته، بدأ أنخيل ساستري (35 عاما) حياته المهنية مراسل فيديو في أميركا اللاتينية، وهو خبير في التنقل في مناطق النزاعات، لا سيما سوريا. وكان ثلاثة صحافيين إسبان آخرين خطفوا في سوريا، في سبتمبر (أيلول) 2013، قبل أن يطلق سراحهم في مارس (آذار) 2014. وهؤلاء الصحافيون الذين كانوا رهائن لدى تنظيم داعش، هم مراسل صحيفة «إل موندو» خافيير إسبينوزا، والمصور المستقل ريكاردو غارسيا فيلانوفا، ومراسل صحيفة «إل بيريوديكو» مارك مارخينيداس. وصنفت منظمة «صحافيون بلاد حدود» سوريا، التي تشهد حربا أهلية مستمرة منذ خمس سنوات، باعتبارها ثاني أخطر دولة على الصحافيين في عام 2015، بعد العراق.

مشاركة :