أي شخص يستخف بما حققه بايرن ميونيخ في البوندسليجا هذا الموسم في أعقاب الخروج من المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا عليه أن يلقي نظرة على بوروسيا دورتموند. قدم دورتموند موسمًا قويًّا في مستهل مشوار توماس توشيل في منصب المدير الفني للفريق، والنقاط الـ77 التي حصدها قبل جولة واحدة من نهاية الموسم كانت ستقوده إلى لقب البطولة في 16 من آخر عشرين موسمًا. ولكن بايرن ميونيخ تفوق على دورتموند بفارق ثماني نقاط؛ إذ سجل الفريق تحسنًا ملحوظ على مستوى مجموع النقاط في العام الأخير لمدربه الإسباني بيب جوارديولا. ورغم أن الفريق انخفض أداؤه بعض الشيء مقارنة بالموسمين الماضيين لكنه شق طريقه بنجاح نحو التتويج بلقب البوندسليجا للمرة الرابعة على التوالي في إنجاز غير مسبوق. دورتموند يستحق أيضًا لقب البطل وقالت صحيفة «فرانكفورتر الجمينه تسايتونج» أمس الأحد: «خارج النادي ينظر إلى هذا اللقب بحالة من اللامبالاة. الأمر ظالم بعض الشيء؛ لأن اللقب الثالث تحت قيادة جوارديولا كان يتطلب تقديم أفضل أداء خلال فترة ولايته؛ لأن دورتموند قدم موسمًا كان يستحق فيه أيضًا لقب البطل». وقال القائد فيليب لام: «الرقم القياسي كان هدفنا الأسمى». وأشارت صحيفة «سود دويتشه تسايتونج» إلى أن «جوارديولا أعاد تشكيل عقلية الفريق في الموسم الأول له. لقد قام بثورة تكتيكية، لم تشهدها البوندسليجا من قبل». ووفقًا لصحيفة «سود دويتشه تسايتونج» في الموسم الأخير، أصبح جوارديولا «براجماتيا»؛ إذ بات الفوز بأكبر عدد من الألقاب أهم بالنسبة له من تطوير الفريق بشكل أكبر. المسيرة بدأت بالفوز بثلاثية المسيرة بدأت بالفوز بثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا في موسم 2013/ 2012 في نهاية عصر المدرب يوب هاينكس؛ ما رفع سقف طموحات الجماهير مع انطلاق عصر جوارديولا، خاصة بعد مسيرته الملهمة مع برشلونة الإسباني. تقدم جوارديولا بالشكر إلى هاينكس عقب الفوز على ملعب انجولشتات 2/ 1 أمس الأول السبت قائلاً: «يوب، هذا اللقب من أجلك». كما أشاد بفريق دورتموند قائلاً: «التهنئة لبوروسيا دورتموند على هذا الموسم الاستثنائي. لقد كان منافسا هائلاً». وتعهد كارل هاينز رومينيجه رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ بإقامة «حفل جدير بالاحترام»، في الوقت الذي انشغل فيه النقاد بالمقارنة بين اللقب الأخير للفريق في البوندسليجا والخروج من المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي. بايرن ودوري أبطال أوروبا السيطرة المطلقة لبايرن على الألقاب المحلية بجانب الوصول إلى نهائي دوري الأبطال في 2010 و2012، ثم الفوز باللقب في 2013، رفعت سقف الطموحات بشأن قدرة جوارديولا على مواصلة النجاح، ليس فقط على المستوى المحلي، ولكن أيضًا القاري. وكتبت صحيفة «فرانكفورتر الجمينه تسايتونج»: «دوري أبطال أوروبا أو لا شيء. هذا أمر سخيف. لا يوجد مدرب في العالم يمكنه أن يضمن الفوز بهذا اللقب. جوارديولا كان يعرف هذا؛ ولهذا تعهد فقط بأن يقدم أفضل أداء ممكن» عندما تسلم المهمة. وقال رومينيجه: «كان سيصبح أسبوعًا مثاليًّا لو وصل الفريق إلى نهائي دوري الأبطال»، لكنه أكد أن جوارديولا تحترمه الجماهير، ولكن لا تعشقه. في بعض الأحيان يتعرض لانتقادات لاذعة.
مشاركة :