محلل إسرائيلي: الجيش لا يسمح لنا بكشف مواقع نشاطه جنوب لبنان

  • 10/23/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عاموس هارئيل، المحلل العسكري في صحيفة هآرتس العبرية: - الجيش لا يستطيع إعلان زوال خطر الصواريخ لامتلاك حزب الله عشرات الآلاف منها - الجيش يستعد لبضعة أسابيع أخرى فقط من الغزو البري في جنوب لبنان - من المتوقع أن يستلزم ختام النشاط العسكري المكثف التوصل إلى تسوية سياسية بوساطة أمريكية كشف المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هارئيل، الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي لا يسمح بنشر أسماء المناطق التي تنشط فيها قواته في الداخل اللبناني، باستثناء أنها "تقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود". وأعلن الجيش الإسرائيلي منذ بدء محاولات الغزو البري قبل نحو شهر، أنه دفع بـ 5 فرق عسكرية إلى جنوب لبنان، غير أن بياناته في الفترة ذاتها تركز على الغارات الجوية. ومنذ ذلك الحين، ينشر الجيش الإسرائيلي يوميا العديد من الصور ومقاطع الفيديو لجنوده داخل جنوب لبنان، ومع ذلك فهو يمتنع عن ويمنع نشر أسماء القرى اللبنانية التي ينشط فيها. وتبرز مقاطع الفيديو التي ينشرها مراسلون عسكريون إسرائيليون يصحبهم الجيش في جولات ميدانية، دمارا واسعا ألحقته هجماته بقرى عديدة جنوبي لبنان. وقال عاموس في تقرير كتبه خلال زيارة ميدانية لجنوب لبنان برفقة الجيش، إن حجم الدمار الذي لحق بالبلدة القديمة في قرية شيعية لبنانية (لم يذكر اسمها) ليست بعيدة عن الحدود الإسرائيلية "هائل". وأضاف: "يسمح الجيش الإسرائيلي للمراسلين بمرافقة قواته في لبنان طالما ظل ضباب الحرب قائما، ولا يُسمح لنا بنشر أسماء القرى أو القطاعات التي تعمل فيها القوات، باستثناء حقيقة أن هذه المناطق تقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود". وكان الجيش الإسرائيلي أعلن سابقا أنه يريد إبعاد عناصر حزب الله إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد 30 كيلومترا عن الحدود بين الجانبين، لكنه لم يوضح إلى أي عمق وصل منذ بدء محاولات الغزو البري. * "الغزو البري لأسابيع فقط" ونقل هارئيل عن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي، لم يسمهم، قولهم: "نحن نستعد لبضعة أسابيع أخرى فقط من النشاط البري في جنوب لبنان، حتى اكتمال المهمة الموكلة إلينا". وبحسب ما نقل عنهم فهذه المهمة هي "تمشيط وتدمير البنية الأساسية العسكرية لحزب الله قرب الحدود وفي قرى خط التماس، حيث المجتمعات الشيعية الواقعة على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال من السياج". وقال هارئيل إن "الجيش يلحق أضرارا جسيمة بالقرى التي كانت بمثابة حاجز دفاعي لحزب الله بهدف منع توغل قوات الدفاع الإسرائيلية، فضلاً عن الانتشار الهجومي، قبل غزو محتمل للجليل من قبل قوات الحزب"، وفق المزاعم الإسرائيلية. * تسوية سياسية هارئيل استدرك أنه "من المتوقع أن يستلزم ختام النشاط العسكري المكثف التوصل إلى تسوية سياسية، بوساطة أمريكية". واعتبر أن "الجيش سيتمكن قريبا من إعلان نجاح كبير في إبعاد خطر التوغل إلى شمال إسرائيل فضلاً عن الحد من خطر إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات على الأراضي الإسرائيلية". غير أنه استدرك بالقول إن "ما لا يستطيع الجيش أن يفعله هو أن يعلن أن خطر الصواريخ والصواريخ ذات المسار الحاد قد زال". وأضاف هارئيل: "هذا في الواقع يشكل خطرا صارخا على شمال البلاد بالكامل، حتى منطقة الوديان والضواحي الجنوبية لمدينة حيفا". وتابع: "تقدّر هيئة الأركان العامة للجيش أن ثلثي ترسانة حزب الله الصاروخية قد دمرت، لكن هذا لا يزال يترك عشرات الآلاف من الصواريخ وقذائف الهاون قصيرة المدى، وآلاف الأسلحة المتوسطة والبعيدة المدى كتهديد محتمل". وتابع أن "متوسط ​​القصف اليومي نحو 200 صاروخ على الشمال، وبضعة صواريخ على الوسط، وعدد كبير من الطائرات المسيّرة هي بالواقع أقل من توقعات الجيش قبل الحرب، لكنه لا يزال يعطل الحياة تمامًا في الشمال ويفرض روتينًا لصافرات الإنذار في وسط البلاد". ورأى أنه "من الواضح أن حزب الله والإيرانيين يعتزمون شن حرب استنزاف. والإنجاز العسكري لا يكفي لفرض واقع جديد؛ بل إن الأمر يتطلب أيضا ترتيبا سياسيا". * "تدمير أنفاق لحزب الله" وادعى هارئيل أنه "في القرى والمناطق الحرجية القريبة من الحدود، يفجّر الجيش بشكل منهجي الأنفاق إلى جانب المجمعات القتالية والقيادية، فوق وتحت الأرض". وقال: "في عمليات البحث هذه، تم اكتشاف نفق واحد، بالقرب من (مستوطنة) موشاف زرعيت، اخترق بضع عشرات من الأمتار داخل الأراضي الإسرائيلية". وأردف: "معظم الأنفاق الأخرى التي تم العثور عليها هي أنفاق تصل إلى بضع مئات من الأمتار من الحدود، والتي كانت تهدف إلى تمكين الانتشار لتوغل مفاجئ لن يكتشفه الجيش". وزعم هارئيل أن "الفارق الرئيسي بين غزة ولبنان هو الغياب التام للمدنيين في منطقة القتال، ففي لبنان، على عكس أجزاء من غزة، كان لدى السكان الوقت الكافي للهروب والمكان الذي يذهبون إليه، وعندما دخل الجيش الإسرائيلي القرى، لم يكن هناك أي مدنيين تقريبا". * 3 أسابيع من محاولات غزو بري وفي 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن متحدث الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، في بيان، بدء هجمات برية "محدودة ومكثفة" ضد البنية التحتية لـ"حزب الله" الذي نفى آنذاك حدوث أي توغل. ومنذ ذلك اليوم يحاول الجيش الإسرائيلي التوغل في جنوب لبنان، مستخدما 5 فرق عسكرية هي 210 و98 و91 و36 و146، وتضم كل منها لواءين أو أكثر. وأعلن الجيش، الجمعة، استدعاء لواء احتياط إضافي للانضمام إلى المهام العملياتية على جبهة لبنان، بعد أن أعلن مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، استدعاء 4 ألوية احتياطية لتعزيز عملياته الحدودية. وحتى الساعة لم تعلن أي جهة رسمية لبنانية تمكن القوات الإسرائيلية من التمركز في أي قرية بجنوب البلاد. في المقابل، يستمر "حزب الله" في التصدي للقوات الإسرائيلية التي تحاول التوغل عبر 3 محاور أساسية، حيث تدور اشتباكات ضارية بين الطرفين، ما يسفر عن قتلى وجرحى. وتشمل محاور الاشتباك: القطاع الشرقي وتمتد عند قرى رب ثلاثين والعديسة والطيبة وكفركلا، والقطاع الأوسط في يارون ومارون الراس وبليدا وميس الجبل وعيتا الشعب، والقطاع الغربي بالناقورة واللبونة وراميا. وفي 2 أكتوبر الجاري، أعلن "حزب الله" في بيان، عن أول اشتباك بري مع الجيش الإسرائيلي، وقال إن "مقاتليه تصدوا لقوة إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة العدَيسة الحدودية في قضاء مرجعيون، وأجبروها على التراجع بعد تكبد عناصرها خسائر كبيرة". ومنذ ذلك الحين، تعمل عناصر "حزب الله" على التصدي لمحاولات التوغل الإسرائيلية داخل القرى الجنوبية، وأعلن مرارا تدمير آليات وإسقاط قتلى وجرحى بين القوات الإسرائيلية، وأقرّت تل أبيب ببعض هذه الخسائر. وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله"، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية ما لبثت أن أتبعتها بغزو بريا في جنوبه. وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و546 قتيلا و11 ألفا و862 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلا عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية. ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين. وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :