أقر حزب الله اللبناني الموالي لإيران اليوم الأربعاء رسمياً بمقتل هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي للحزب جراء غارة إسرائيلية. ونعى حزب الله في بيان له اليوم الثلاثاء صفي الدين، الذي كان مرشحا محتملا لخلافة حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الذي قتلته غارة إسرائيلية الشهر الماضي بالعاصمة اللبنانية بيروت. وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن أمس الثلاثاء، رسميا مقتل هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله في غارة قبل 3 أسابيع. من هو هاشم صفي الدين؟! ساعد هاشم صفي الدين، الذي أكد حزب الله اليوم الأربعاء مقتله، في إدارة أكبر قوة عسكرية وسياسية في لبنان لفترة وجيزة حتى استهدفته إسرائيل أيضا بعدما قتلت حسن نصر الله أمين عام الجماعة اللبنانية. وكان من المفترض أن يكون صفي الدين خليفة نصر الله. وكان مقتله بمثابة ضربة قاصمة أخرى وجهتها إسرائيل لحزب الله، الذي أصبح جماعة ضعيفة الآن تواجه أكبر أزمة منذ أن كونها الحرس الثوري الإيراني عام 1982 لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي. صفي الدين هو ابن خالة نصر الله ويدير شؤون الجماعة إلى جانب نائب الأمين العام نعيم قاسم، منذ اغتيال إسرائيل نصر الله في 27 سبتمبر أيلول. كما أنه عضو في (مجلس الجهاد) الذي يدير العمليات العسكرية للجماعة. وقال مصدر أمني لبناني في الخامس من أكتوبر تشرين الأول إن الاتصال بصفي الدين انقطع منذ اليوم السابق، وذلك بعد غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في وقت متأخر من يوم الثالث من أكتوبر تشرين الأول. ونقل موقع أكسيوس عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الغارة كانت تستهدف صفي الدين. وبصفته رئيسا للمجلس التنفيذي للجماعة، يشرف صفي الدين على شؤونها المالية والإدارية. ورغم أنه ليس معروفا لدى الإسرائيليين مثل نصر الله، تعد إسرائيل صفي الدين هدفا رئيسيا في جماعة تعتبرها منظمة إرهابية متحالفة مع إيران. ولعب صفي الدين دورا كبيرا في التحدث باسم حزب الله خلال الأعمال القتالية المستمرة منذ عام مع إسرائيل، وألقى خطابات في الجنازات وغيرها من الفعاليات التي تجنبها نصر الله لفترة طويلة لأسباب أمنية. وهو أول قيادي في حزب الله يتحدث علنا بعد أن هاجمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي، مما أشعل فتيل حرب غزة ودفع الجماعة إلى الدخول في صراع مواز مع إسرائيل. وبينما كان المراقبون من أنحاء الشرق الأوسط ينتظرون ليروا ما قد يقدم عليه حزب الله لمساعدة حماس، قال صفي الدين أمام فعالية في الثامن من أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت "الأمة معكم. قلوبنا معكم، عقولنا معكم، أرواحنا معكم. تاريخنا وبنادقنا وصواريخنا معكم. وكلنا عندنا معكم". علاقات قوية مع إيران على غرار نصر الله، يرتدي صفي الدين العمامة السوداء، التي تشير إلى أنه من نسل النبي محمد، كما يوجد تشابه في التكوين الجسدي بينهما. وصفي الدين سليل عائلة شيعية لبنانية معروفة، وولد في جنوب البلاد الذي تسكنه أغلبية شيعية. درس صفي الدين في الحوزات الدينية في مدينة قم الإيرانية قبل أن يعود إلى لبنان في تسعينيات القرن العشرين لتولي مسؤوليات قيادية في الجماعة. وحافظ على علاقات قوية مع داعمي حزب الله في إيران. وابنه رضا متزوج من ابنة القائد الإيراني الراحل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني حتى مقتله في هجوم بطائرة مسيرة أمريكية في بغداد عام 2020. وشقيقه عبد الله يشغل منصب ممثل حزب الله في طهران. وبصفته رئيسا للمجلس التنفيذي، يلعب صفي الدين دورا شبهه البعض بدور رئيس وزراء الحكومة، المسؤول عن مجموعة من مؤسسات حزب الله المشاركة في الرعاية الصحية والتعليم والثقافة والبناء وغيرها من الأنشطة. وقاد جهود إعادة بناء الضاحية الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله في بيروت في أعقاب حرب الجماعة مع إسرائيل عام 2006، عندما دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية مساحات شاسعة من المنطقة. وفي خطاب ألقاه عام 2012، قال صفي الدين إن إعادة الإعمار بعد الحرب كانت "انتصارا جديدا" على إسرائيل. وقال فيليب سميث، الخبير في شؤون الفصائل الشيعية المسلحة المدعومة من إيران أن نصر الله "بدأ في تجهيز المناصب له (لصفي الدين) داخل مجموعة من المجالس المختلفة في حزب الله". ووضعته وزارة الخارجية الأمريكية على قوائم الإرهاب في 2017. وردا على الضغوط الأمريكية على حزب الله في العام نفسه، قال "هذه الإدارة الأمريكية المعاقة والمجنونة بقيادة (الرئيس الأسبق دونالد) ترامب، لن تتمكن من المقاومة، ولن يحصلوا على شيء".
مشاركة :