هايدلبرغ (ألمانيا): «الشرق الأوسط» ربما تتمكن الروبوتات في المستقبل من إخماد الحرائق وإنقاذ الناس من السيارات التي يشب فيها حريق، والكشف عن الألغام الأرضية، لكنها بحاجة إلى تكييف حركاتها وفقا للموقف في جزء من الثانية - في المطر أو الثلج، على أرض مفروشة بالحصى أو أرض موحلة - تماما مثل البشر. هذا هو الهدف من مشروع بحثي دولي جديد يموله الاتحاد الأوروبي. ويهدف هذا المشروع، الذي أطلق عليه اسم «كوريوبوت» تيمنا بـ«كورويبوس أوف إليس»، وهو أول بطل أولمبي (عام 776 قبل الميلاد) - الذي يمتد لثلاث سنوات إلى تعزيز قدرة الروبوتات ثنائية الأرجل والتي تشبه البشر على المشي كالإنسان. ويشارك نحو 40 عالما من أوروبا وإسرائيل واليابان - متخصصين في مجالات الرياضيات والروبوتات والكومبيوتر والعلوم المعرفية - في هذا المشروع الذي يقع تحت إشراف كاتيا مومبور وهي أستاذة الرياضيات في جامعة هايدلبرغ في ألمانيا. ووافق الاتحاد الأوروبي مؤخرا على تخصيص منحة قدرها 4.2 مليون يورو لهذا المشروع الذي هو حاليا في مرحلة البرمجة. وقالت مومبور «إننا نطور أساليب تتعلق بالسيطرة على الحركات وتنظيمها - الحركات التي سيتم بعد ذلك تنفيذها في الروبوتات كبرمجيات»، مشيرة إلى أن معظم الروبوتات التي تشبه الإنسان يمكنها المشي بالفعل بطريقة أو بأخرى. وفي ظل هذه الأساليب ينبغي أن تكون الروبوتات قادرة على المشي بطريقة أفضل والتعلم من تلقاء نفسها في كثير من المواقف. ولا يسعى الباحثون لأن ينتجوا في الروبوتات نسخة مكررة من وسائل التحكم في النظام العضلي الحركي في الإنسان، لكنهم يسعوا لأن يضفوا عليها الخصائص الأساسية لطريقة مشية الإنسان. والاستخدامات المحتملة للروبوتات التي يمكنها السير كثيرة ومتنوعة. وقالت مومبور إنه بعد وقوع حادث محطة فوكوشيما للطاقة النووية في عام 2011، أصبح واضحا بشكل كبير أن الروبوتات القادرة على العمل دون جهاز تحكم عن بعد في مناطق الخطر والقادرة على القيام بأعمال يقوم بها البشر يمكن أن تكون مفيدة للغاية، مشيرة إلى الزلزال الياباني وموجات (المد العاتية) تسونامي التي أضرت بشدة بالنبات، وأدت إلى حدوث عمليات انصهار جزئية داخل مفاعل المحطة النووية. وأضافت «لو تم إحراز تقدم بحثي كبير في مجال (الروبوتات)، لربما كان من الممكن تجنب الكارثة التي أعقبت ذلك». وأشارت مومبور إلى مناطق تشكل خطرا أو يصعب على الناس الوصول إليها كمواقع تشغيل محتملة للروبوتات التي تشبه الإنسان. وقالت إنه يمكن للروبوتات مكافحة الحرائق وإنقاذ الناس بعد وقوع حوادث أو كوارث طبيعية والبحث عن ألغام أرضية وربما السفر إلى المريخ. وأكثر من ذلك فإنه يمكن تطوير أطراف صناعية «ذكية» بمساعدة المعرفة المكتسبة من البحوث التي يتم إجراؤها حول هذه الروبوتات. بل إن الروبوتات التي تبدو مثل الآلات يمكنها على سبيل المثال القيام بالأعمال المنزلية مثل مسح النوافذ والتنظيف بالمكنسة الكهربائية بشكل جيد للغاية. وقال روبرت جاسنر، أحد كبار الباحثين في معهد الدراسات المستقبلية وتقييم التكنولوجيا في برلين، إنه في المقام الأول سيتعين على الروبوتات أن تكون قادرة على التعامل بشكل مستقل مع مواقف غير متوقعة دون التسبب في إيقاع أضرار. وأشار إلى أنه كانت هناك في اليابان بالفعل روبوتات تقوم برعاية المسنين كان بمقدورها رفعهم من على السرير ووضعهم على الكرسي المتحرك وترتيب فراش النوم. وهكذا يمكن تصور دور للروبوتات في جميع مناحي الحياة.
مشاركة :