وكتب وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو عبر منصة إكس "هذا البلد (لبنان)، صديق فرنسا، هو على شفير الانهيار... من واجبنا أن نتحرك، ولذلك قامت فرنسا بهذه المبادرة". وبعد عام على تبادل القصف عبر الحدود على خلفية الحرب في قطاع غزة، دخلت إسرائيل والحزب اللبناني المدعوم من إيران في مواجهة مفتوحة اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر. وكثّفت الدولة العبرية غاراتها الجوية على مناطق لبنانية خصوصا معاقل الحزب في الجنوب والشرق والضاحية الجنوبية لبيروت، وأطلقت عمليات برية "محدودية" في المناطق الحدودية في 30 منه. وأسفر ذلك عن مقتل أكثر من 1500 شخص بحسب السلطات اللبنانية، ونزوح ما يزيد عن 700 ألف بحسب الأمم المتحدة. وأكد الإليزيه الأربعاء أن أولوية المؤتمر هي الاستجابة لنداء الأمم المتحدة بجمع أكثر من 400 مليون دولار لمساعدة النازحين في ظل الحرب. وقالت الرئاسة الفرنسية إن "الأولوية هي... الاستجابة لهذا النداء"، مضيفة "عملنا على محاولة الحصول على أقصى قدر ممكن من المساهمات". ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر "70 دولة و15 منظمة دولية"، وفق بارو الذي أوضح أن "كل من دعوناهم سيحضرون". ولا تشمل قائمة المدعوين إسرائيل أو إيران الداعمة لحزب الله. وقالت آنييس لافالوا من مركز "إيريمو" الفرنسي لأبحاث الشرق الأوسط إن ماكرون "يقوم بدوره من خلال تنظيم قمة لإظهار أنه لا يتخلى عن الشعب اللبناني، لكنني لا أتوقع الكثير منها". من جهته، رأى الباحث في مركز CERMAN في جنيف حسني عبيدي أن المؤتمر "ينعقد على الأقل"، معتبرا أنه "الحركة الدبلوماسية الوحيدة" مذ طرحت باريس وواشنطن في أيلول/سبتمبر الماضي، اقتراحا لوقف نار موقت بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. لا حل عسكريا ويفتتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المؤتمر غداة لقائه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي. وسيدلي الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش بكلمة عبر الفيديو، على أن تتمثل كندا بوزيرة خارجيتها ميلاني جولي، والولايات المتحدة وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي زارت بيروت الأربعاء، أنها ستحضر مؤتمر باريس "للبحث مع شركائنا الدوليين، الغربيين كما العرب، في سبل التوصل الى حل سياسي لهذا الوضع". كما أكدت الحاجة الماسة الى "ضمان أن المساعدات تصل مباشرة الى سكان لبنان في الأسابيع والأشهر المقبلة"، مشددة على أن "هذا النزاع لا يمكن أن يتمّ حله بالوسائل العسكرية فقط". واعتبر مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان أن المؤتمر "مناسبة مهمة لتعبئة الدعم السياسي والاقتصادي العاجل للشعب اللبناني وسيادة البلاد". من جهته، أكد بارو لإذاعة "ار تي ال" أن باريس تقف إلى جانب لبنان. وأوضح "الهدف أولا إعادة تأكيد ضرورة وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل دبلوماسي وإنهاء الأعمال العدائية، وحشد المساعدات الإنسانية من أكبر عدد ممكن من البلدان ودعم المؤسسات اللبنانية، وفي مقدمتها الجيش اللبناني". وأطلقت وكالات الأمم المتحدة في الأول من تشرين الأول/أكتوبر نداء لجمع هذا المبلغ من أجل تقديم مساعدات عاجلة لمئات آلاف النازحين جراء الضربات الإسرائيلية على مناطق لبنانية عدة. وأفاد الإليزيه الأربعاء بأن العمل على جمع المساعدات "مستمر حتى اليوم". وعلى الصعيد الدبلوماسي، تدفع فرنسا نحو حل على أساس قرار مجلس الأمن 1701 الذي أنهى حرب العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، ونصّ على تعزيز انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية. واعتبر بارو أن هذا القرار "يتيح، من ناحية، ضمان سيادة لبنان ووحدته، ومن ناحية أخرى، إعطاء ضمانات أمنية لإسرائيل حتى يتمكن الستون ألف شخص الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر في شمال إسرائيل من العودة إليها".
مشاركة :