وافقت ألمانيا، اليوم الخميس، الموافق 24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، على صادرات عسكرية لإسرائيل بقيمة تزيد عن 100 مليون دولار، وفقًا لبيانات صادرة عن وزارة الخارجية الألمانية. وكشفت البيانات أن ألمانيا وافقت على صادرات أسلحة بقيمة 94,052,394 يورو (101.61 مليون دولار) إلى إسرائيل منذ أغسطس/ آب الماضي، وذلك وفقًا لرد الحكومة على تحقيق برلماني أجرته النائبة المنتمية إلى اليسار، زيفيم داديلين، بحسب رويترز. وجاءت الموافقات الجديدة في أعقاب انخفاض كبير في صادرات الأسلحة إلى إسرائيل في النصف الأول من العام الجاري. وقال المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، اليوم الخميس، إنه قدم استئنافًا إلى المحكمة الإدارية في فرانكفورت نيابةً عن أحد سكان غزة، سعيًا لوقف المزيد من صادرات الأسلحة. وجاء في الاستئناف أن الأسلحة الألمانية تساهم في إلحاق الضرر بالمدنيين في غزة. ويقول المدعي في القضية، وهو من سكان غزة وفقد زوجته وابنته في الغارات الجوية الإسرائيلية، إن استمرار شحنات الأسلحة يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر، داعيًا ألمانيا إلى التوقف عن إرسال المزيد من الأسلحة. وقال المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان إن القضية تركز على موافقة ألمانيا على الصادرات العسكرية التي يمكن استخدامها في الصراع، ومنها مكونات الدبابات من شركة الدفاع الألمانية «رينك جروب إيه جي» التي تزود إسرائيل بمكونات الدبابات من طراز ميركافا. ولم يتسن لرويترز الحصول على تعليق بشأن القضية من شركة «رينك جروب إيه جي» أو من وزارة الاقتصاد الألمانية. يأتي ذلك بالتزامن مع قضية رفعتها جماعات لحقوق الإنسان بسبب التخوف من استخدام الأسلحة في الحرب الجارية على المدنيين في قطاع غزة. يُشار إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مورد أسلحة لأوثق حلفائها في الشرق الأوسط، تليها ألمانيا، ثم إيطاليا. وفي مايو/ أيار الماضي، علقت الولايات المتحدة إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل تتضمن قنابل ثقيلة وخارقة للتحصينات تستخدمها في حربها على قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 35 ألف فلسطيني تقريبا حتى الآن. وتحدى الرئيس الأميركي جو بايدن بهذا التعليق قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مواصلة الهجوم العسكري على مدينة رفح في جنوبي قطاع غزة، رغم اعتراضات واشنطن بالنظر إلى وجود أعداد كبيرة من النازحين هناك. وأوقفت كندا وهولندا إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل بسبب مخاوف من احتمال استخدامها بطرق تنتهك القانون الدولي الإنساني، ما يؤدي إلى سقوط قتلى من المدنيين وتدمير المناطق السكنية في غزة. ألمانيا زادت الصادرات الدفاعية الألمانية إلى إسرائيل بنحو عشرة أمثالها إلى 326.5 مليون يورو (351 مليون دولار) في 2023 مقارنة بالعام السابق، إذ تتعامل برلين مع طلبات الحصول على تراخيص هذه الصادرات كأولوية بعد حرب إسرائيل على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الذي أعقبته حرب غزة. وغير أنه منذ بداية هذا العام، ومع تصاعد الانتقادات الدولية لحرب إسرائيل في غزة، أقرت الحكومة الألمانية على ما يبدو عددا أقل بكثير من صادرات الأسلحة الحربية إلى إسرائيل. وقالت وزارة الاقتصاد في العاشر من إبريل نيسان ردا على استفسار في البرلمان من مشرع يساري إن الحكومة لم تسمح حتى ذلك الحين سوى بشحنات قيمتها 32449 يورو فقط. وأفادت وكالة الأنباء الألمانية، التي كانت أول من ينشر هذه البيانات، بأن ألمانيا تزود إسرائيل أساسا بمكونات أنظمة الدفاع الجوي ومعدات الاتصالات. وشملت الأسلحة المصدرة ثلاثة آلاف سلاح محمول مضاد للدبابات و500 ألف طلقة ذخيرة للأسلحة النارية الآلية أو نصف الآلية. وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن معظم التراخيص مُنحت لتصدير المركبات البرية وتكنولوجيا تطوير الأسلحة وتجميعها وصيانتها وإصلاحها. وتشير بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إلى أن ألمانيا قدمت نحو 30 بالمئة من المساعدات العسكرية لإسرائيل في الفترة من عامي 2019 إلى 2023. الولايات المتحدة قال مسؤولون أميركيون إن واشنطن علقت شحنة أسلحة إلى إسرائيل مكونة من 1800 قنبلة تزن كل منها ألفي رطل (907 كيلوغرامات) و1700 قنبلة تزن كل منها 500 رطل. وقال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة اتخذت القرار بسبب مخاوف من «استخدام القنابل التي تزن ألفي رطل ومن مدى التأثير الذي قد تحدثه في المناطق الحضرية المزدحمة (مثل رفح)…». ووقعت الولايات المتحدة وإسرائيل في 2016 مذكرة تفاهم ثالثة مدتها عشر سنوات تغطي الفترة من 2018 إلى 2028 وتنص على تقديم 38 مليار دولار في صورة مساعدات عسكرية، و33 مليارا على شكل منح لشراء عتاد عسكري، وخمسة مليارات دولار لأنظمة الدفاع الصاروخي. وتلقت إسرائيل 69 بالمئة من مساعدات الولايات المتحدة العسكرية لها في الفترة من 2019 إلى 2023، وفقا لبيانات أصدرها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام في مارس/ آذار. وإسرائيل هي أول دولة في العالم تشغل المقاتلة إف-35، التي تعد أكثر الطائرات المقاتلة تقدما من الناحية التكنولوجية على الإطلاق. وتمضي إسرائيل في شراء 75 طائرة من هذا الطراز، وقد تسلمت 36 منها العام الماضي ودفعت ثمنها بمساعدة أميركية. كما ساعدت الولايات المتحدة إسرائيل على تطوير وتسليح نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي القصير المدى، الذي طُور بعد حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله. وأرسلت الولايات المتحدة مرارا مئات الملايين من الدولارات إلى إسرائيل للمساعدة في إعادة التزود بالصواريخ الاعتراضية. وتساعد واشنطن أيضا في تمويل تطوير نظام «مقلاع داود» الإسرائيلي المصمم لإسقاط الصواريخ التي تطلق من مسافة 100 إلى 200 كيلومتر. إيطاليا أكد مصدر بوزارة الخارجية في التاسع من مايو/ أيار أن إيطاليا، وهي واحدة من أكبر ثلاثة موردين للأسلحة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة وألمانيا، أوقفت منح موافقات جديدة على التصدير منذ بداية حرب غزة. وقال المصدر لرويترز «كل شيء توقف، وتم تسليم آخر الطلبيات في نوفمبر/ تشرين الثاني». ويحظر القانون الإيطالي تصدير الأسلحة إلى الدول التي تخوض حروبا وإلى تلك التي تُعد منتهكة لحقوق الإنسان الدولية. وقال وزير الدفاع جويدو كروزيتو في مارس/ آذار إن إيطاليا مستمرة في تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، لكن الطلبيات الموقعة من قبل فقط بعد التحقق من أن الأسلحة لن تستخدم ضد المدنيين في غزة. وأرسلت إيطاليا في ديسمبر/ كانون الأول وحده أسلحة قيمتها 1.3 مليون يورو إلى إسرائيل، أي ما يعادل ثلاثة أمثال الكمية التي أرسلتها في الشهر نفسه من 2022. وقدمت إيطاليا نحو واحد بالمئة من المساعدات العسكرية لإسرائيل، التي تشمل طائرات هليكوبتر ومدفعية بحرية، في الفترة من عامي 2019 إلى 2023، وفقا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. بريطانيا لا تعد بريطانيا أحد أكبر موردي الأسلحة لإسرائيل، وعلى عكس الولايات المتحدة، لا تمنح الحكومة البريطانية أسلحة لإسرائيل مباشرة وإنما تمنح الشركات تراخيص لبيع مكونات في الغالب تدخل ضمن سلاسل التوريد الأمريكية لقطع مثل طائرات إف-35. ومنحت بريطانيا العام الماضي تراخيص تصدير لبيع معدات دفاعية لإسرائيل بما لا يقل عن 42 مليون جنيه إسترليني (52.5 مليون دولار). وكانت التراخيص مخصصة لبنود تشمل ذخائر ومركبات جوية مسيرة وذخائر أسلحة صغيرة ومكونات طائرات وطائرات هليكوبتر وبنادق هجومية. وقال رئيس الوزراء ريشي سوناك للبرلمان اليوم الخميس إن بريطانيا تطبق أحد أكثر أنظمة مراقبة التراخيص صرامة في العالم، وتراجع دوريًّا التوصيات بشأن مدى التزام إسرائيل بالقانون الإنساني. وأضاف «فيما يتعلق بتراخيص التصدير، لم يتغير الوضع بعد التقييم الأخير». ودعت بعض أحزاب المعارضة اليسارية الحكومة إلى إلغاء تراخيص التصدير ردا على ارتفاع عدد القتلى في غزة وإلى نشر المشورة القانونية التي أوصلت إلى تقييم بأن صادرات الأسلحة يمكن أن تستمر. كندا قالت الحكومة الكندية في 20 مارس/ آذار إنها أوقفت تراخيص تصدير أسلحة إلى إسرائيل منذ الثامن من يناير/ كانون الثاني، وإن التجميد سيستمر حتى تضمن أوتاوا أن الأسلحة ستستخدم بما يتوافق مع القانون الإنساني. وتقول جماعات حقوق الإنسان الدولية إن العديد من قتلى القصف والهجمات البرية الإسرائيلية في غزة كانوا من المدنيين. وسمحت كندا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول بإصدار تراخيص جديدة بقيمة 28.5 مليون دولار كندي (21 مليون دولار) على الأقل بما يتجاوز قيمة التراخيص التي سمحت بها في العام السابق. هولندا أوقفت الحكومة الهولندية شحن قطع غيار لطائرات إف-35 إلى إسرائيل من المستودعات في هولندا في فبراير/ شباط، بعد أن خلصت محكمة استئناف في حكمها إلى وجود خطر من استخدام قطع الغيار في انتهاك القانون الإنساني. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :