تكريس ثقافة التبرع بالأعضاء بحملات توعوية تخاطب الوجدان

  • 1/15/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد لـ «عكاظ» أطباء مختصون أن مشروع مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للأعمال الانسانية لرعاية مرضى الكلى خطوة رائدة تخفف معاناة المرضى الذين يجدون صعوبة في اجراء الغسل الدموي، مشيرين إلى أن هذا المشروع تأكيد لاهتمام خادم الحرمين الشريفين برعاية المواطن، مشددين على ضرورة نشر ثقافة التبرع بالأعضاء وخصوصا من الأقارب لإنقاذ من هم في أمس الحاجة للأعضاء عبر حملات تخاطب الوجدان وتعزز القناعة عند أفراد المجتمع بأهمية التبرع. ورأى الدكتور ناصر الجهني مدير مستشفى الثغر بجدة، أن استمرار حملات التوعية بأهمية التبرع بالأعضاء وخصوصا الكلى يقضي على الكثير من معاناة بعض مرضى الكلى، مبينا أن ايصال الرسالة الإنسانية بأهمية التبرع لدى عامة المجتمع سيسهم في نشر ثقافة التبرع بالأعضاء ولا سيما الكلى. حملات توعوية وبين الدكتور محمد يحيي قطان استشاري النساء والتوليد، أن التبرع بالأعضاء عمل إنساني كبير، إلا أن توعية المجتمع بأهمية هذه الخطوة يحتاج لمواصلة الحملات لحث المجتمع على التبرع بالأعضاء، مشيرا إلى أن زيادة نسبة مرضى الفشل الكلوي في المملكة يحتم على الأوساط الطبية ضرورة تنفيذ حملات توعوية بأهمية التبرع لاسيما وأن التبرع أصبح الآن مفتوحا من غير الأقارب، بعد أن كان محصورا على الأقارب، وذلك وفق ضوابط واشتراطات حددها المركز السعودي لزراعة الأعضاء. أفلام إنسانية من جهته أكد الدكتور ياسر عطية المزروعي استشاري طب وجراحة العيون أن نشر ثقافة التبرع بالأعضاء لا تتوقف على جهة واحدة، بل لا بد من مشاركة الإعلام في هذا الجانب وخصوصا القنوات الفضائية وذلك بأسلوب محبب لتسهيل ايصال فكرة التبرع إلى أفراد المجتمع، لافتا إلى أهمية اعداد أفلام انسانية وثائقية قصيرة تتحدث عن أهمية تبرع الأقارب بالكلى لإنقاذ أقاربهم من مشقة الغسل الدموي، وبين أهمية موافقة ذوي المتوفين دماغيا على التبرع بأعضاء المتوفى احتسابا للأجر والمثوبة وإنقاذ من هم في أمس الحاجة لهذه الأعضاء ولا سيما الفشل الكلوي الذي بدأ يزحف في مجتمعنا بشكل لافت للنظر. تكريس إعلامي وأكد الدكتور ياسر حسن سلامة استشاري طب المجتمع والأسنان، أن التبرع بالأعضاء موضوع انساني مرتبط بصحة وحياة الإنسان سواء المتبرع أو المتلقي، فالمتبرع يبادر انسانيا إذا أدرك أهمية هذه الخطوة في إنقاذ المريض، خصوصا أنه ينتظر بارقة أمل لإنهاء معاناته، وقال «من هنا تتضح لنا أهمية ايصال فكرة التبرع إلى المجتمع وغرس مفاهيم ثقافة التبرع لدى الأفراد، وأقترح مواصلة حملات الصحة بأهمية التبرع». قصص درامية واقترح استشاري النساء والتوليد بصحة الحرس الوطني الدكتور وائل عواد، تنظيم حملات صحية توعوية بمشاركة جميع شرائح المجتمع من خلال المقالات الإعلامية أو الأفلام القصيرة لكشف معاناة مرضى الفشل الكلوي، مع سرد قصص درامية تتناول الجوانب الإنسانية، فكل هذه المعطيات الإعلامية تساعد على تكريس مفهوم أهمية التبرع، خصوصا أن تبرع الأقارب وغيرهم متاح للجميع في مجال الكلى وفق ما حدده المركز السعودي لزراعة الأعضاء. وأبرز استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد الصراع النفسي الذي يعيشه مريض الفشل الكلوي، فيقول «تختلف حياة مرضى الفشل الكلوي عن غيرهم، حيث يعانون من مشكلة الغسل الدموي أسبوعيا ثلاث مرات، وهذا يؤثر على نفسيتهم، خصوصا وأن الأمر يتطلب منهم التوجه لمراكز الكلى، لذا فإن حصولهم على الكلى في الوقت المناسب يمنحهم الأمل والتفاؤل وينهي معاناتهم، ولا سيما الذين يعانون أصلا من ظروف اجتماعية ومادية»، مؤكدا أهمية توعية المجتمع بالتبرع بالأعضاء وذلك من خطط اعلامية وحملات صحية تسهم في ايصال الرسالة الإنسانية إلى كل فرد من أفراد المجتمع. مسؤولية جماعية من جانبه أكد الدكتور رضا متبولي استشاري المسالك البولية وزراعة الكلى بمستشفى الملك عبدالعزيز، أن جهود تكريس الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء لا تقتصر على الصحة فقط بل تشمل كافة القطاعات الصحية الخاصة والجهات الإعلامية، لأن موضوع التبرع بالأعضاء ورغم أنه عمل إنساني إلا أنه يحتاج لحث المجتمع على هذه الخطوة حتى تكون قناعته كبيرة للإسهام في انقاذ مريض ولا سيما مرضى الفشل الكلوي، كما أن هناك أبعادا هامة في هذا الجانب مثل عدم توجه بعض المرضى المقتدرين ماديا إلى الخارج لإجراء الزراعة وهذا بالطبع محفوف بمخاطر عديدة منها تعرض المريض للإصابة بأمراض معدية وخطيرة إضافة لتعرضه للنصب، ما يؤكد أن تبرع الأقارب وغير الأقارب هو الحل الوحيد لإنقاذ هذه الفئة لأن الزراعة تتم تحت ظروف صحية آمنة، كما ان المرضى يكونون تحت المتابعة والعناية الدائمة. وألمح اخصائي الطب النفسي الدكتور محمد اعجاز براشا إلى أن تكريس وعي المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء يحتاج لحملات متواصلة وتعاون الإعلام، وقال «كما هو معروف أن العالم أصبح قرية صغيرة، وبالتالي فإن الوسائل الإعلامية والتقنيات أصبحت الآن حاضرة في كل مكان ومؤثرة في ايصال كل المفاهيم الاجتماعية، وبالتأكيد فإن الوضع يكون اكثر اهتماما اذا كان الأمر متعلقا بإنقاذ المرضى».

مشاركة :