التطور الكبير والمذهل الذي طرأ على عالم الصحافة والإعلام قلب الكثير من الموازين وغيّر في أساسيات بث ونشر الأخبار العادية والعاجلة، والتغيير طال جميع التفاصيل التقنية والتكنولوجية التي تغيرت بشكل كلي، وما كان يحتاج إلى فريق عمل كبير وأدوات تقنية تحتاج إلى سيارة أو عربة خاصة لنقلها بات يختصر اليوم بهاتف محمول أو كاميرا صغيرة تنقل الحدث بدقة عالية وعلى الهواء مباشرةً ودون جهد كبير. ولعل هذه التقنيات جعلت من مهمة الصحفي أو المذيع أسهل وجعلته أقرب إلى الحدث والإنسان معاً، وليس ببعيد عنا منتدى الإعلام العربي في دورته الخامسة عشر والذي ينطلق غداً تحت شعار : الإعلام... أبعاد إنسانية. ولنورد لكم مثالاً عن التطور الهائل الذي طال مهنة الإعلام نلقي الضوء على صورة تبادلها أخيراً رواد مواقع التواصل الاجتماعي قيل إنها لمذيع سوداني يقرأ الأخبار على التلفزيون الرسمي في عام 1963، أي بعد سنة واحدة فقط من بدء البث التلفزيوني في السودان، وتظهر الصورة المذيع وهو يقف في الهواء الطلق أمام الميكروفون ويمسك بيديه ورقة عادية يقرأ منها الأخبار. والمثير للضحك أن هناك خبراً عاجلاً أتى بينما يتم البث على الهواء مباشرةً، ولضعف الإمكانيات التقنية في ذلك الوقت، لم يجد زملاؤه وسيلةً لإيصال ذلك الخبر العاجل إلا أن يزحف أحدهم مستلقياً على ظهره متوارياً من الكاميرا ويسلمه الورقة التي كتب عليها هذا الخبر باليد. بينما يستطيع المذيع الآن وببساطة شديدة قراءة الأخبار العادية والعاجلة التي تبث يومياً من خلال النظر إلى شاشة أمامه تسمى شاشة التلقين Teleprompter ويقرأ جميع الأخبار دون أدنى جهد، حيث يعمل هذا الجهاز على مبدأ أن أقوى نقطة في الكادر التلفزيوني هي عيني المذيع لأنها تحقق الاتصال بينه وبين المشاهد.
مشاركة :