يشهد معرض «فن أبوظبي 2024» عرض كنز أدبي نادر ومهم للبيع، يتمثّل في مخطوطة مطبوعة بالكربون لرواية الأمير الصغير Le Petit Prince الشهيرة عالمياً، تتضمن تصحيحات مكتوبة بخط يد مؤلفها أنطوان دو سانت إكزوبيري، وتُعدُّ واحدة من ثلاث نسخ أصلية فقط معروفة للرواية، وهي النسخة الوحيدة التي يتم طرحها للبيع العام. وتعرض دار بيتر هارينغتون، دار بيع الكتب النادرة الرائدة في لندن، هذه المخطوطة للبيع مقابل 1.25 مليون دولار أميركي. ويعتقد أن هذه المخطوطة هي المسودة الأولى للرواية العالمية التي تظهر فيها العبارة الشهيرة «لا تتسنى البصيرة لأحد إلا لمن يرى بقلبه، فجوهر الأشياء لا تدركه العين». وتُعدُّ رواية «الأمير الصغير» الكتاب الأكثر ترجمة على مستوى العالم، باستثناء الكتب الدينية، وهي تحظى باحتفاء عالمي، لما تتضمنه من عبارات خالدة وقيم عالمية. وتعود أهمية هذه المخطوطة المطبوعة لكونها توفر دليلاً ملموساً غير مسبوق على الحس الإبداعي الذي امتلكه المؤلف سانت إكزوبيري، حيث تضم تعديلات على كل صفحة من الرواية تقريباً، بما في ذلك ما يعتقد أنه الظهور الأول للعبارة الشهيرة. وتتجسّد قيمة هذه المخطوطة النادرة في السياق المؤثر لظروف كتابتها، حيث كتبها سانت إكزوبيري في نيويورك الذي كان منفياً من فرنسا بعد احتلالها في الحرب العالمية الثانية، وقد أكمل العمل عليها قبل فترة وجيزة من مغادرته للانضمام إلى القوات الفرنسية الحرة. كذلك، تحمل هذه النسخة النادرة قيمة عاطفية كبيرة، حيث لم يعد سانت إكزوبيري من مهمته الاستطلاعية الأخيرة في عام 1944. ولعل ما يجعل هذه المخطوطة استثنائية، هو التعديلات التي كتبها سانت إكزوبيري بخط يده، والتي تكشف عن اهتمامه الدقيق بالتفاصيل وتنقيح كتاباته. ومن بين أبرز التغييرات التي أجراها المؤلف على المسودة، قيامه بإزالة الإشارات إلى نيويورك، والاستعاضة عنها بدلالات ومصطلحات أكثر عالمية، ووضع اللمسات الأخيرة على المقاطع الرئيسة للمسودة. ومن أهم التعديلات أيضاً، الاقتباس الشهير الوارد في الصفحة 57، والذي مر بتنقيحات عدة قبل أن يصل إلى صيغته الأيقونية المعروفة اليوم. ويرافق المخطوطة المطبوعة رسمان أصليان غير مكتملين بالقلم الرصاص لشخصية الأمير الصغير، أحدهما يُظهره ممسكاً بعصا، وقد يكون تصوراً مبدئياً للأمير الصغير، وهو يحرث أرضه، لمنع الاستيلاء على بذور التبلدي (baobab). أما الرسم الآخر فهو مسودة للرسم التوضيحي النهائي للكتاب، وهو رسم للأمير الصغير وهو عائد إلى منزله. وبجوار نسخة المخطوطة النادرة، هناك قطعة أثرية مهمة تحمل قيمة عاطفية غامرة، الشيك المصروف لشراء زي شبيه بزي القوات الجوية الفرنسية الذي طلبه سانت إكزوبيري وارتداه في آخر مرة زار فيها شقة صديقته سيلفيا رينهارد في بارك أفينيو قبل عودته إلى الحرب. والتي ترك حينها لصديقته المخطوطة الأصلية المكتوبة بخط اليد لكتاب «الأمير الصغير»، والموجودة اليوم في مكتبة مورغان في نيويورك. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :