أعلنت شركة تقنية ناشئة عن تحقيقها أول اتصال ثنائي الاتجاه بين شخصين أثناء الأحلام الواضحة، وذلك باستخدام معدات مصممة على نحو خاص لهذا الغرض، وهو ما يعد تطورًا مثيرًا في مجال العلم والتكنولوجيا، يشبه القصص الخيالية التي كانت تُستخدم لوصف كثرة التفكير في المحبوب. بحسب وسائل إعلام غربية، فقد جرى تبادل رسالة بسيطة بين الشخصين في أثناء النوم، ما يعزز إمكانية التواصل في الأحلام. وفي التفاصيل، أوضحت الوسائل الإعلامية أن هذا الابتكار قد يكون نقلة نوعية في مجال أبحاث الأحلام، إذ يتضمن تطبيقات محتملة تتراوح بين استخدامه في العلاجات العقلية إلى تدريب وتطوير المهارات. تعتمد التقنية على تكنولوجيا عصبية متخصصة في تحسين جودة النوم وتعزيز الأحلام الواضحة، حيث تمكن المشاركون من تحفيز أحلامهم وتبادل رسالة قصيرة بينهم. وأشارت الشركة إلى أنها طورت شريحة تُزرع في الجمجمة لتحفيز القشرة الحركية في الدماغ خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة، وهي المرحلة التي تكون فيها الأحلام أكثر وضوحًا وتفصيلًا. ورغم أن فكرة التواصل خلال هذه المرحلة لا تزال في مراحلها الأولى من البحث، فإن النتائج الأولية تُظهر إمكانية تطويرها لتصبح أداة فعالة للتواصل. وأكدت الشركة أن الأحلام الواضحة، خاصة خلال مرحلة حركة العين السريعة، تحمل آفاقًا واسعة في مجالات متعددة مثل تحسين الصحة العقلية وتعلم مهارات جديدة. هذه الأحلام قد تساعد على مواجهة مشكلات نفسية بطرق مبتكرة وتسهم في تعزيز القدرات التعليمية للأفراد. وبالرغم من أن هذه التكنولوجيا لا تزال حديثة العهد، فإن هناك توقعات بأن تصبح شائعة الاستخدام في غضون سنوات قليلة فقط، مما قد يفتح أبوابًا جديدة في عالم التواصل البشري. من ناحية أخرى، تثير هذه التكنولوجيا تساؤلات حول الخصوصية والتحكم في الوعي، خاصة بعد التطور الكبير الذي شهده هذا المجال في السنوات الأخيرة، كما حدث مع تجارب شركات أخرى مثل تجارب إيلون ماسك في مجال الشرائح الدماغية. تزايد المخاوف من تحول الإنسان إلى "نصف آلي" مع تطور هذه التقنيات التي تتداخل بشكل مباشر مع الدماغ البشري، ما يجعل البعض ينظرون بحذر لهذه التطورات ويتساءلون عن الآثار الاجتماعية والنفسية المحتملة لها. وتأتي هذه التطورات في سياق سعي الشركات لتقديم حلول تكنولوجية تحسن جودة الحياة من خلال التحكم في أحلام الأفراد وتوجيهها بطرق تساعد على معالجة المشكلات الصحية العقلية أو تطوير المهارات الشخصية. وبينما تسعى هذه الشركات لتوسيع آفاق البحث العلمي وتطوير تقنيات جديدة، يبقى السؤال حول إمكانية تحقيق التوازن بين التطور التكنولوجي والحفاظ على حرية الأفراد وخصوصيتهم في المستقبل.
مشاركة :