أفادت مصادر محلية فلسطينية اليوم (السبت) بأن الجيش الإسرائيلي انسحب من مستشفى (كمال عدوان) شمال قطاع غزة مخلفا قتلى فلسطينيين ودمارا واسعا في مرافقه. وقالت المصادر وشهود عيان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن قوات الجيش الإسرائيلي انسحبت من المستشفى بعد يوم من اقتحامه مسببة دمارا واسعا داخله وخارجه. وأضافت أن القوات الإسرائيلية جرفت أسوار المستشفى وخيام النازحين "ودمرت وحرقت" منازل سكنية لفلسطينيين بمحيط المستشفى قبل انسحابها. وذكر مسعفون أن الطواقم الطبية انتشلت جثامين 8 قتلى فلسطينيين من باحات المستشفى بعد انسحاب القوات الإسرائيلية. وأعلنت وزارة الصحة في غزة صباح اليوم اعتقال الجيش الإسرائيلي الكادر الطبي من الرجال، بالإضافة لجرحى ومرضى من المستشفى الذي اقتحمه الجمعة قبل أن يقوم بإطلاق سراح عددهم منهم. واعتبر وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان في بيان استهداف الجيش الإسرائيلي للمستشفى واعتقال كوادر صحية عاملة فيه ومنع وصول الدعم الصحي إليه "جريمة حرب وانتهاكاً كبيراً بحق الإنسانية". وقال أبو رمضان إن قوات الجيش الإسرائيلي مارست منذ أكثر من عام كافة أشكال "العنف والانتهاك والتدمير والقتل والاعتقال بحق كافة مكونات المنظومة الصحية في غزة وأعادت الوضع الصحي عشرات السنين للوراء". وطالب الوزير الفلسطيني المجتمع الدولي بالعمل جديا لوقف "العدوان على شعبنا ومنظومتنا الصحية المنهارة"، محذرا من أن حياة الآلاف من المرضى والجرحى في "خطر كبير جداً ومنظومتنا الصحية بحاجة للدعم والإسناد والحماية". ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليته البرية في مخيم جباليا، الذي بات من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، لليوم الـ22 على التوالي. ويقول الجيش الإسرائيلي إن عمليته في جباليا ومحيطها تهدف إلى منع مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من إعادة تنظيم صفوفهم لشن المزيد من الهجمات. يأتي ذلك، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم ارتفاع أعداد القتلى جراء الحرب في القطاع إلى 42924 شخصا. وقالت الوزارة في بيان إن الجيش الإسرائيلي قتل خلال الـ 48 ساعة الماضية 77 فلسطينيا وأصاب 289 آخرين بجروح متفاوتة وصلوا جميعهم إلى المستشفيات. وتابعت أنه بذلك ارتفعت حصيلة القتلى منذ السابع من أكتوبر إلى 42924 شخصا والجرحى إلى 100833 شخصا. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة خلفت أزمة إنسانية ودمارا كبيرا في المنازل والبنية التحتية، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، إضافة إلى احتجاز رهائن.