أكد نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمة له خلال افتتاح أعمال ملتقى الإدارات الانتخابية، في الدول العربية، التي بدأت، أمس الاثنين، بمقر الأمانة العامة للجامعة، حرص الجامعة على تعزيز دور الإدارات الانتخابية في دولها الأعضاء، من أجل تحقيق الديمقراطية، والحكم الرشيد والتعاون والتنسيق في هذا الإطار مع المنظمات الإقليمية والدولية في مراقبة الانتخابات، وتبادل الخبرات الناجحة. وتشارك دولة الإمارات في أعمال الملتقى الذي تنظمه الجامعة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، بحضور ممثلين من المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي والمنظمة العربية للإدارات الانتخابية، ويستمر ثلاثة أيام. مثل الدولة في أعمال الملتقى طارق هلال لوتاه، وكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، عضو اللجنة الوطنية للانتخابات، رئيس لجنة إدارة الانتخابات، والذي قدم ورقة عمل حول انتخابات المجلس الوطني الاتحادي بالدولة، تناولت التجربة البرلمانية وبرنامج التمكين السياسي بالدولة بوجه عام. وأكدت ورقة العمل أن الإقبال المتزايد من جانب المواطنين سواء في داخل الدولة أو في الخارج على المشاركة في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2015، جسد إيمان المواطنين العميق بقيمة المشاركة في انتخابات المجلس، كما أنه يعطي مؤشراً واضحاً على أن المشاركة الشعبية في الاستحقاقات المقبلة ستكون كبيرة. وأشارت الورقة إلى أن انتخابات المجلس الوطني الاتحادي تشكل أهمية كبيرة في نشر الوعي ضمن إطار نشر الثقافة السياسية في مجتمع الدولة من أجل تحقيق الحياة الكريمة للمواطنين، وترسيخ دعائم المشاركة السياسية. وأشادت الورقة ببرنامج التمكين السياسي الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله عام 2005، مشيرة إلى أن هذا البرنامج زاد التجربة البرلمانية تطوراً، وبدأ يجني الإماراتيون جميعاً ثماره، بعد أن آتى أكله في تعزيز الحياة البرلمانية والمشاركة الفاعلة في صنع القرار الوطني. وأوضحت الورقة أن برنامج التمكين اتسم بالتدرج بحيث يتم تطبيقه على مراحل متدرجة ومدروسة تنسجم مع طبيعة المجتمع الإماراتي وخصوصياته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها واتجاهاته وتطلعاته للمستقبل، وظروف العصر الذي نعيشه والتحولات التي يشهدها العالم من حولنا مع التأكيد على ضرورة نشر وتعزيز ثقافة المشاركة السياسية بين المواطنين. وأكدت الورقة أن برنامج التمكين الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كان أساساً لكثير من التطورات الإيجابية في مسيرة الدولة، وأسهم في تعزيز منظومة التنمية الشاملة عبر المسار السياسي المتدرج الذي ينتهجه برنامج التمكين السياسي لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله. وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قد أرسى قواعد برنامج التمكين السياسي في خطابه بمناسبة اليوم الوطني الرابع والثلاثين في ديسمبر/كانون الأول 2005، والذي يهدف إلى تفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي، وتمكينه ليكون سلطة مساندة للسلطة التنفيذية من خلال العمل، على أن يكون مجلساً أكثر قدرة وفاعلية والتصاقاً بقضايا الوطن وهموم المواطنين، وأن تترسخ من خلاله قيم المشاركة، ونهج الشورى من خلال مسار متدرج منتظم عبر مسيرة تكلل بمزيد من المشاركة والتفاعل من أبناء الوطن. وقال العربي، في كلمته، والتي ألقاها نيابة عنه السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة، إن الانتخابات تشكل إحدى أهم طرق التداول السلمي للسلطة، وأحد الأعمدة الأساسية لبناء النظام الديمقراطي والحكم الرشيد ومبدأ الشورى. وأوضح العربي أن الجامعة حرصت منذ بداية التسعينات على مواكبة ومتابعة مختلف الاستحقاقات الانتخابية التي جرت في دولها الأعضاء، حيث أرسلت 65 بعثة لمراقبة الانتخابات على المستوى الرئاسي أو البرلماني أو الاستفتاء في 20 دولة، حتى الآن، لافتاً إلى أن هذه البعثات تضمنت في مجملها مشاركة ما لا يقل عن 1600 مراقب ومراقبة، جميعهم من موظفي الأمانة العامة للجامعة، بعد إعدادهم مهنياً لأداء هذه المهام، وفقاً للمعايير الدولية في هذا المجال، كما توسع مجال مهمة بعثات الجامعة لمراقبة الانتخابات في الدول العربية، ليشمل دولاً غير عربية أيضاً. وأكد العربي أن العقود القليلة الماضية شهدت اهتماماً متزايداً بالمراقبة الدولية على الانتخابات باعتبارها آلية مهمة من آليات ضمان نزاهة الانتخابات نظراً لما توفره من تقييم دقيق ومتجرد عن مجريات العملية الانتخابية. وأكد مدير قسم المساعدات الانتخابية في الأمم المتحدة، كريج جينيس، أهمية الملتقى لتبادل الخبرات بين المنظمات والدول المشاركة، لافتاً إلى دور الجامعة العربية، في دعم العمليات الانتخابية ومراقبتها وخبرتها الكبيرة في توفير المساعدات الفنية. وأشار جينيس في كلمته إلى أهمية الدفع قدماً بمشاركة المرأة في العملية الانتخابية وترسيخ دورها في العملية السياسية، لافتاً إلى وصول نسبة البرلمانيات إلى 18 في المئة، سواء بالتعيين أو الانتخاب وأعرب عن تطلعه إلى زيادة نسبة مشاركتهن خلال الفترة المقبلة.
مشاركة :