تجددت الاشتباكات، أمس، بين قوات الحكومة السورية والقوات الموالية لها، مع الفصائل المعارضة قرب حلب، أمس، كما شنت طائرات حربية مزيداً من الغارات حول بلدة خان طومان الاستراتيجية التي سيطرت عليها قبل أيام، فيما قصفت القوات النظامية مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في الريف الشرقي لدمشق واشتبكت مع فصائل معارضة بالمنطقة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين تم التوصل لاتفاق مبدئي لإنهاء إضراب نحو 800 سجين معظمهم من المعتقلين السياسيين في سجن حماة من شأنه أن يؤدي في نهاية الأمر إلى العفو والإفراج عن المحتجزين، وفق جماعات حقوقية وناشطون على اتصال بالسجناء. وذكر المرصد أن الطائرات الحربية واصلت قصف المنطقة المحيطة بخان طومان أمس كما ارتفع إلى أكثر من 90 عدد الضربات الجوية التي نفذتها طائرات حربية ومروحية منذ صباح الأحد وحتى اللحظة على مناطق في بلدة خان طومان ومحيطها، ومحاور قربها بريف حلب الجنوبي. وتقع خان طومان جنوب غربي مدينة حلب مباشرة وهي إحدى المناطق الاستراتيجية الأساسية التي يحتدم حولها القتال في الحرب التي دخلت عامها السادس. وقال المرصد إن الطائرات قصفت مناطق تسيطر عليها المعارضة في المدينة في وقت مبكر من صباح، امس، بينما أطلق مقاتلو الفصائل قذائف على الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة على الرغم من تمديد نظام التهدئة ليشمل مدينة حلب. من جهة أخرى، ذكر المرصد أن قذيفة مورتر أصابت نحو 20 شخصاً بعضهم بإصابات خطرة حول مدينة عربين في الغوطة الشرقية، وأن قصفاً قرب دوما المجاورة قتل شخصاً واحداً على الأقل. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد إن الاشتباكات الأخيرة تمثل تصعيداً كبيراً في القتال بالغوطة الشرقية، حيث أعلن الجيش الأسبوع الماضي تهدئة مؤقتة لم تعد سارية الآن. على صعيد متصل، قال ناشطون إن الاتفاق الذي تم التوسط فيه في ساعة متأخرة من مساء الأحد سينهي تمرداً بدأ الأسبوع الماضي في سجن حماة بعد أن تقرر نقل خمسة نزلاء إلى سجن صيدنايا لتنفيذ أحكام بالإعدام أصدرتها محكمة عسكرية. وقال ناشط حقوقي طلب عدم نشر اسمه إن النظام وافق على معظم طلباتنا بالإفراج عن المعتقلين السياسيين المحتجزين من دون اتهام. وكان السجناء سيطروا على السجن واحتجزوا حراساً رهائن. وأدى هذا إلى فرض حصار حاولت خلاله السلطات اقتحام السجن المدني يوم الجمعة باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية في محاولة لإنهاء التمرد. وقال الناشط الحقوقي السوري البارز مازن درويش، وهو معتقل سابق في السجن وعلى اتصال بالسجناء، إنه تم التوصل لاتفاق شفهي ولكنه لم يعط تفاصيل. وقال ناشط حقوقي آخر على اتصال بالسجناء إنه تم التوصل للاتفاق بعد تدخل شخصيات قبلية مع السلطات التي أعطت ضمانات للنزلاء المحتجزين من دون اتهامات بأنه سيتم الإفراج عنهم إذا أنهوا التمرد. ونفت وزارة الداخلية السورية التقارير المتعلقة بسجن حماة المركزي ولكنها لم تعقب على هذه القضية. (وكالات)
مشاركة :