من المنتظر أن تصدر شركة أرامكو السعودية للمرة الأولى في الشهر الجاري شحنة من الديزل من مصفاة الجبيل الجديدة إلى أوروبا مما يزيد الضغط على المصافي الأوروبية التي تعاني بسبب تضخم الواردات وضعف هوامش الربح. وبحسب "رويترز"، فقد أفادت مصادر تجارية وبيانات ملاحية أن شركة أرامكو السعودية سترسل أول شحنة من الديزل من المصفاة التي تبلغ طاقتها 400 ألف برميل يوميا وهي مشروع مشترك مع توتال الفرنسية إلى منطقة البحر المتوسط وسيجري تحميلها في 23 كانون الثاني (يناير). وذكر تجار أنه من المرجح أن تتجه الشحنة التي يبلغ حجمها 80 ألف طن إلى فرنسا على متن الناقلة باسيفيك سكاي، في الوقت الذي تتعرض فيه مصافي النفط الأوروبية لضغوط شديدة في الأشهر الأخيرة بسبب ضعف الطلب المحلي وارتفاع واردات الديزل منخفضة التكلفة من الولايات المتحدة وروسيا وآسيا إلى مستويات قياسية منذ أيلول (سبتمبر). بدأت المصافي الجديدة الحديثة وكبريات الشركات التجارية في تحويل أنظارها إلى الناقلات القادرة على قطع مسافات طويلة والمرافئ ذات سعة التخزين الكبيرة في مراكز رئيسة في وقت تغير فيه المصافي والتجار، نهجا قائما منذ عشرات السنين في إطار كفاحها للفوز بأسواق جديدة. وتستفيد أحدث المصافي في آسيا والشرق الأوسط والولايات المتحدة من انخفاض تكلفة المواد الأولية والطاقة والضرائب وقلة اللوائح، ويسمح لها ذلك بالتنافس مع المصافي المحلية في أوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا على بيع منتجات مثل البنزين والديزل وزيت الغاز ووقود الطائرات. وتتطلع شركات التكرير إلى زيادة المبيعات ومن ثم تستخدم ناقلات المسافات الطويلة التي تبلغ حمولتها 75 ألف طن بما يعادل مثلي حمولة الناقلات التقليدية للمنتجات البترولية. ومن أبرز المصافي التي تصدر منتجاتها مصفاة جامناجار التابعة لشركة ريليانس إندستريز الهندية التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 660 ألف برميل يوميا ومصفاة الجبيل الجديدة في السعودية التي تبلغ طاقتها 400 ألف برميل يوميا وهي مشروع مشترك مع توتال. وتستهدف بعض المصافي الكبرى على ساحل خليج المكسيك في الولايات المتحدة أيضا الأسواق العالمية في الوقت الذي تزيد فيه إنتاج البنزين والديزل بفضل وفرة النفط الصخري المحلي الخفيف منخفض الكبريت، ومن بين هذه المصافي مصفاة موتيفا التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 600 ألف برميل يوميا في بورت آرثر والمملوكة لشركتي رويال داتش شل و"أرامكو السعودية". وبدأت شركات من بينها شل وتوتال وفيتول أيضا في استخدام المزيد من سفن المسافات الطويلة خلال الأشهر الماضية لنقل الديزل من ساحل خليج المكسيك في الولايات المتحدة إلى أوروبا وهو خط تجاري يزداد ازدحاما. وأشار روب نيجست الرئيس التنفيذي لشركة فيتول تانك ترمينال التابعة لمجموعة فيتول النفطية، إلى أن المصافي الأوروبية تتأثر سلبا بالاستثمارات الكبيرة في الهند ومنطقة الخليج.