غادر الفجيرة أول من أمس رسمياً دوري الأضواء بعد تجربة استمرّت 600 يوم، بدأها في 15 سبتمبر 2014 عندما خسر من الإمارات بهدف دون رد، وبنهاية الدور الأول للموسم الحالي لم يتوقع أحد أن فريق الفجيرة الذي أنهى هذه المرحلة بـ16 نقطة في رصيده من 4 انتصارات و4 تعادلات و5 هزائم سيكون مصيره دوري الدرجة الأولى نهاية السباق، حيث جاءت بدايته جيدة رغم الخسارة الثقيلة من الأهلي في الجولة الأولى بثمانية أهداف مقابل هدف واحد. ومن أبرز الأسباب التي حكمت على ذئاب الفجيرة بمغادرة دوري المحترفين عجزه عن حصد الرصيد نفسه من النقاط الذي حققه في مرحلة الذهاب، حيث لم يتمكن من حصد إلا 10 نقاط فقط منها 7 آخر 5 جولات تحت قيادة المدرب المواطن عيد باروت. نهاية حزينة وشهدت المباراة التي خسرها الفجيرة أمام النصر على استاد آل مكتوم أول من أمس نهاية حزينة، وتأخر باروت أكثر من 20 دقيقة عن المؤتمر الصحافي بسبب اللحظات الصعبة التي عاشها لاعبوه داخل غرفة تبديل الملابس، وقال انه اضطر للبقاء إلى جانب اللاعبين بعض الوقت لمواساتهم والتخفيف عنهم وشكرهم على ما قدموه خلال الموسم. وصرّح باروت أنه بذل كل جهوده من أجل إنقاذ الفريق من الهبوط، ولكن كل ما قدمه لم يكن كافيا لتحقيق المعجزة لأنه لا يملك العصا السحرية لتغيير وضعية الفريق بالكامل. وتحدث باروت خلال المؤتمر الصحافي بنبرة حزينة، مؤكدا أنه بذل كل جهوده في المباريات الخمس التي قاد فيها الفريق وتمكن من تحقيق نتائج جيدة أمام الجزيرة والعين، ولكن النقطة المؤثرة والمنعطف الحاسم في مسيرته مع الفجيرة كانت الخسارة الثقيلة من دبا، وقال: في الحقيقة لم تكن خسارة متوقعة من دبا، وأعتقد أنه لو نجحنا في تحقيق نتيجة ايجابية في تلك المباراة كان وضعنا يكون أفضل من الآن، هذه أحكام كرة القدم وعلينا أن نرضى بمصير الفريق والتفكير في كيفية العودة مجددا إلى دوري الخليج العربي. ورفض باروت تأكيد استمراره مع الفريق من عدمه، مشيرا إلى أنه سيجلس مع الإدارة أولا ثم يحدد مستقبله سواء بالاستمرار معه في دوري الهواة أو المغادرة. وصرح مدرب الفجيرة أن فريقه حاول الخروج بنقاط الفوز لكنه اصطدم بفريق قوي متحفز بعد التأهل إلى الدور 16 لدوري أبطال آسيا، مشيرا إلى أن الهبوط إلى دوري الهواة ليس نهاية المطاف وعلى الفريق إعادة البناء والعمل أكثر حتى يحقق عودة مستمرة في دوري المحترفين وليس لمدة موسم أو موسمين. وتوجه باروت بالشكر إلى إدارة الفجيرة على ثقتهم بي والتعاقد معي في فترة حساسة وإلى اللاعبين لما بذلوه من جهود خلال الموسم وليس فقط في المباريات الخمس التي عمل فيها معهم، وقال: الفجيرة يحتاج إلى القليل من التخطيط ليعود بشكل أقوى إلى دوري المحترفين. أخطاء قاتلة وأكد باروت أن فريقه ارتكب أخطاء قاتلة خلال المباراة كلفته هدفين في 5 دقائق بسبب حالة الضغط التي كان يعاني منها لاعبوه خوفا من الهبوط، وقال: كنا الأقرب للهبوط رسميا منذ 3 جولات عندما كان الفرق بيننا وبين دبا 9 نقاط، لكن آخر جولة وصل الفرق إلى نقطتين فقط، وهذا يدل على حجم الجهود التي قدمها الفريق في الفترة الأخيرة لكنها للأسف لم تكن كافية. وحول ما إذا كان قدومه إلى الفجيرة جاء متأخرا نسبيا في محاولة الإنقاذ، أوضح باروت أنه ليس بإمكانه اختيار الفريق الذي ينوي تدريبه، وقال: عندما اتصل بي الفجيرة قبلت التحدي وبذلت كل جهودي وكنا قريبين من ضمان البقاء خصوصا لو تمكنا من الفوز على النصر، لكن هذه أحكام الكرة، بشكل عام أنا راضٍ عن العمل الذي قمت به والتطور في أداء الفريق كان واضحا رغم أننا نلعب في غياب 5 لاعبين مؤثرين ودون لاعب أجنبي. من جهته عبر وليد حسين لاعب الفجيرة عن حزنه للنهاية المؤلمة لفريقه في دوري الخليج العربي، وقال: حاولنا إنقاذ الفريق وقدمنا كل جهودنا للفوز على النصر لكنه كان الطرف الأفضل في المباراة واستحق النقاط الثلاث، وهاردلك للفجيرة. وحمّل وليد حسين مسؤولية هبوط الفجيرة إلى اللاعبين، وقال: نتحمل جميعا مسؤولية الهبوط، كان بإمكاننا الحصول على 3 نقاط من أحد منافسينا على الهبوط وعدم انتظار الجولة الأخيرة التي وضعتنا في مواجهة فريق يبحث بدوره عن مركز متقدم ويملك الدافع القوي لتحقيق الفوز. ثناء أثنى وليد حسين على الفترة التي عمل فيها المدرب عيد باروت على رأس الفريق، مشيرا إلى أنه لا يملك عصا سحرية لتغيير شكل الفريق 100% في 5 مباريات، وقال: وضعيتنا كانت صعبة لكن لعبنا بتركيز كامل ولم نفكر في بقية النتائج، أردنا الخروج بالنقاط الثلاث ولو نجحنا لتغير الأمور ونجحنا في ضمان البقاء، النصر كان أفضل منا واستحق فوزه. يوفانوفيتش: المدرجات الخالية لا تعكس جهود النصر لم يخف الصربي ايفان يوفانوفيتش مدرب النصر شعوره بالألم لرؤية المدرجات خالية من الجماهير في مباراة الفجيرة أول من أمس التي حسمها العميد لصالحه بثلاثة أهداف مقابل هدف، وأنهى على إثرها موسمه في المركز الرابع بدوري الخليج العربي، مشيراً إلى أنه كان من الصعب على فريقه اللعب أمام مدرجات خالية، وقال: ظهرنا بمستويات جيدة خلال الموسم وبذلنا جهودا كبيرة رغم بعض الظروف الصعبة التي واجهتنا وحققنا تأهلا مستحقا إلى الدور 16 لدوري أبطال آسيا، وأعتقد أن الفريق كان يستحق حضورا جماهيريا محترما أمام الفجيرة لتحفيز اللاعبين، خصوصا أننا نستعد لخوض مباراة مصيرية على أرضنا أمام تراكتور الإيراني الأسبوع المقبل، ومثل هذه التفاصيل التي تبدو بسيطة ولكنها مهمة حتى لا يفقد اللاعبون الحماس. وعبر يوفانوفيتش عن رضاه عن أداء فريقه أمام الفجيرة رغم خوضه 8 مباريات متتالية خلال شهر واحد، وقال: لعبنا مباراة صعبة وقوية أمام فريق كان يبحث عن طوق النجاة ويصارع من اجل البقاء في دوري المحترفين، في المقابل كنا نعلم أنه علينا الوصول إلى المركز الثالث أو الرابع من أجل تعزيز حظوظنا في المشاركة مرة أخرى في دوري أبطال آسيا، وأعتقد أن المركز الرابع من الممكن أن يتيح لنا هذه الفرصة في حال سارت الأمور لصالحنا في مسابقة كأس رئيس الدولة. فوز مستحق وأكد يوفانوفيتش أن فريقه خرج بفوز مستحق لأنه كان الطرف الأفضل في المباراة استحواذا على الكرة وفي خلق الفرص والانتشار على الملعب وعرف كيف يغلق المساحات أمام الفجيرة، وقال: الفوز كان مهما بالنسبة لنا، ونتمنى عودة سريعة إلى الفجيرة المدينة التي تعشق كرة القدم إلى دوري المحترفين. وعبر يوفانوفيتش عن رضاه عن المركز الرابع وهو أقل ما يطمح له العميد، وقال: كنا قادرين إلى الوصول أبعد من ذلك وإنهاء الموسم في المركز الثالث على الأقل، ولكن بعض الظروف الحساسة التي مررنا بها حرمتنا من الحصول على نقاط مهمة خصوصا في المرحلة الثانية من الدوري التي خضنا فيها إلى جانب المسابقات المحلية مباريات دوري المجموعات في دوري أبطال آسيا ولم يكن من السهل الحفاظ على التوازن في الأداء بين المسابقات المحلية والبطولة القارية، وبشكل عام المركز الرابع مؤشر ايجابي على تطور الفريق. وعن النقاش الذي حصل بينه وبين المدافع عصام ضاحي خلال المباراة، أوضح المدرب الصربي أن ما حصل كان بسبب الضغوط التي يعاني منها الفريق، ووارد في كرة القدم، ولكن على اللاعبين أن يكونوا حذرين أكثر خلال تواصلهم مع المدربين. ضياع نقطتين حول ما إذا كان يشعر بالحسرة على ضياع نقطتين في مباراة الشعب الماضية التي تعادل فيها النصر بهدف لمثله، أكد يوفانوفيتش أن النقاط التي اضاعها فريقه من بعض المباريات خلال الموسم كانت أهم من مباراة الشعب باعتبار أن النقاط الضائعة أمامه لا تكفي النصر لاستعادة المركز الثالث من الوحدة المتفوق في المواجهات المباشرة. وكشف المدرب الصربي أن المركز الرابع يعكس مدى التطور الذي يحققه النصر من موسم إلى آخر، وقال: نشعر بمدى التطور الذي يحققه الفرق، لقد حصلنا في الموسم الأول منذ 3 سنوات على كأس الأندية الخليجية، ثم على لقبين في الموسم الثاني كأس الخليج العربي وكأس رئيس الدولة، والآن حققنا إنجازاً جديداً بالتأهل إلى الدور 16 ودخلنا قائمة أفضل 16 فريقاً في آسيا. تصريحات كيمبو: سعيد بالرأسية الأولى أكد الفرنسي كيمبو ايكوكو لاعب النصر أنه مثلما كان متوقعاً جاءت المباراة صعبة بسبب الدافع القوي للفريقين للخروج بنقاط الفوز، وقال: واجهنا فريقا منظما في الشوط الأول وكان يرد على هجماتنا باستمرار، وحاول استغلال كل طاقاته من أجل مفاجأتنا لكن نجحنا في التسجيل في وقت جيد بداية الشوط الثاني، وهو ما منحنا الأفضلية للتحكم في كامل مجريات المباراة بعد ذلك.وأوضح كيمبو أنه سعيد بالهدف الأول من ضربة رأسية مع النصر، وقال: ليس مهما تسجيل ثنائية بالنسبة لي، بل سعادتي أكبر بتحقيق الفوز والتقدم إلى المركز الرابع الذي من الممكن أن يقودنا إلى المشاركة في دوري أبطال آسيا مرة أخرى. الياسي: التأهل آسيوياً عوّض إخفاق الدوري أوضح أحمد الياسي لاعب النصر أن التأهل إلى الدور 16 لدوري أبطال آسيا عوّض للعميد الإخفاق في الدوري والخروج من مسابقة كأس رئيس الدولة، وقال: صحيح المركز الرابع ليس المركز الذي كنا نتطلع إليه ولكننا راضون بما تحقق. خمينيز: لست مهتماً بالعروض التشيلية كشف التشيلي لويس خمينيز لاعب النصر أنه غير مهتم بالعروض التي تلقاها من بلاده، لأنه يركز فقط على عمله مع فريقه الحالي، الذي مازال مرتبطا معه بعقد لمدة عام آخر، وقال: أعشق الإمارات وعائلتي سعيدة هنا، ولم أفكر أبدا في مغادرتها أو مغادرة النصر الذي أكنّ كل الاحترام لإدارته وجماهيره، صحيح تلقيت بعض العروض لكن لم اعرها أي اهتمام رغم انني أدرك تماما أن كرة القدم قد تخفي لنا العديد من المفاجآت. وصرح خمينيز أن العميد قدم موسما مرضيا بشكل عام رغم اكتفائه بالمركز الرابع فقط، وقال: كان هدفنا احتلال المركز الثالث، والـتأهل إلى الدور 16 لدوري أبطال آسيا، حققنا الهدف الثاني ولكن المركز الرابع ليس سيئا بالنظر إلى بعض الظروف التي واجهتنا خلال الموسم. محمد الحمادي: تعاقدنا مع باروت تأخر قليلاً أكد محمد الحمادي المدير التنفيذي لنادي الفجيرة أن فريقه تأخر قليلاً في التعاقد مع عيد باروت الذي نجح في إعادة الفجيرة إلى جواء الانتصارات لكنها لم تكن كافية لإنقاذه من الهبوط، وقال: كان من المفترض أن يأتي باروت عقب مباراة الإمارات وقبل لقاء الشارقة، لقد نجح في إعادة الروح إلى الفريق ولكن لم يكن أمامه الوقت الكافي لإنقاذنا من الهبوط. وأضاف: كرة القدم فوز خسارة، علينا أن نرضى بمصيرنا ونعيد ترتيب أوراقنا ودراسة أخطائنا جيدا، هناك نقاط ايجابية أنجزناها خلال الموسم، ونقاط سلبية أخرى، أمامنا فترة للتقييم وسنبذل كل جهودنا حتى لا يستمر تواجدنا في الهواة أكثر من موسم واحد. وأوضح الحمادي أن الفجيرة دفع ثمن تراجع مستواه في الدور الثاني الذي خسر خلاله الفريق نقاطا مهمة خصوصا أمام منافسيه المباشرين، وقال: لا أعرف الأسباب الحقيقية وراء الهبوط، لقد قمنا بتغيير المدرب وتحسنت النتائج قليلا لكننا افتقدنا فوزا وحيدا للبقاء.
مشاركة :