مع دخول العدوان على غزة يومه الـ386، أقرّ وزير الدفاع الإسرائيلي بأن التصعيد الدامي في غزة لم يحقق أهدافه، داعياً الحكومة لتقديم تنازلات مؤلمة لاستعادة الرهائن المحتجزين لدى حركة «حماس». مع انضمام رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع إلى مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز للاجتماع مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن في الدوحة لبدء مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق جديد مع حركة «حماس»، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس، أنه يجب تقديم «تنازلات مؤلمة» لضمان استعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية وحدها لن تحقق أهداف الحرب. وأكد غالانت، خلال إحياء الذكرى السنوية وفق التقويم العبري، لهجوم 7 أكتوبر، «لا يمكن تحقيق جميع الأهداف من خلال العمليات العسكرية وحدها. للقيام بواجبنا الأخلاقي بإعادة رهائننا إلى منازلهم، سيتعين علينا تقديم تنازلات مؤلمة، سنطالب بها، فليست القوة الهدف في كل شيء». وتابع أن «على الدولة الموافقة على التسويات المطلوبة من أجل المخطوفين وأفراد عائلاتهم، ومن أجل الجنود الذين قُتلوا من أجل هذا الهدف، ومن أجل تراث الجيش الإسرائيلي وباسم الروح اليهودية والقومية، وهذا واجبنا». وحرص غالانت في خطابه على ذكر ما حققه الجيش خلال أكثر من عام من الحرب. وقال: «في الجنوب توقفت حماس عن العمل كمنظمة عسكرية وفي الشمال، لا يزال حزب الله يتكبد ضربات وتم القضاء على قيادته كما تم تدمير غالبية ترسانته الصاروخية وتراجعت قواته عن خط الحدود». وأضاف: «مرّ عام منذ أن قمنا بشن حرب اللا خيار، حرب السبع جبهات، وهي حرب معقدة وتضع تحديات بشكل لا مثيل له. وحماس وحزب الله، اللذان تم إعدادهما طوال سنين كذراع طويلة ضد دولة إسرائيل، لم يعودا يشكلان أداة فعالة كذراع لإيران في المنطقة». وغداة تظاهرات حاشدة في تل أبيب نددت بتأخير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمفاوضات غير المباشرة لإنهاء الصراع مع «حماس» وإعادة الرهائن المتبقين، اجتمع مدير المخابرات المركزية الأميركية ورئيس جهاز الموساد مع ورئيس الوزراء القطري في الدوحة لإجراء محادثات تسمح لفرق التفاوض ببحث إطار الاتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن لدى حركة حماس والاسرى الفلسطينيين. من جانبه، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني محمد مصطفى المساعي المصرية القطرية الأميركية لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والأسرى. غالانت يقرّ بأن العمليات العسكرية وحدها لا يمكنها تحقيق جميع الأهداف في غزة عدوان ومجازر وبحث عبدالعاطي مع مصطفى تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية، مؤكداً أهمية اضطلاع كل أطراف المجتمع الدولي بدور فاعل في دعم أنشطة وكالة الأونروا. ودان عبدالعاطي الإجراءات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة، مشيراً إلى الجهود المصرية لتكثيف وتيرة وحجم نفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع، واضطلاع مصر بالدور الرئيسي في هذا الإطار، وتقديمها أكثر من ثلثي المساعدات الإنسانية المقدمة لغزة. واستنكر العراقيل التي يضعها الجيش الإسرائيلي أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وسيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، فضلاً عن تقويض عمل منظمات الإغاثة الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة، بل واستهداف عدد كبير من موظفي الأمم المتحدة وأجهزتها الرسمية وعلى رأسها الأونروا. ميدانياً، كثف الجيش الإسرائيلي هجماته على مراكز الإيواء وأماكن تجمع النازحين، وارتكب مجزرتين جديدتين بحق النازحين في بيت لاهيا ومخيم جباليا، ما أوقع عشرات الشهداء ومئات الجرحى. وفيما واصل الاحتلال الإسرائيلي حملة الإبادة والتهجير القسري في شمال غزة لليوم الـ23، فقد نسف مربعاً سكنياً في بيت لاهيا شمال ما أسفر عن استشهاد 40 فلسطينياً وإصابة 80 آخرين. وأقر جيش الاحتلال بأنه نفذ «ضربة دقيقة باستخدام ذخائر دقيقة على عناصر حماس داخل مبنى في منطقة بيت لاهيا بقطاع غزة. وتم استهداف عدد منهم». ولاحقاً، شنت قوات الاحتلال أمس، ضربة جوية أسفرت عن مقتل عدة أشخاص وإصابة آخرين في جباليا، التي تضم أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي، إنه «تمكن من القضاء على أكثر من 40» في منطقة جباليا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وتفكيك بنية تحتية وضبط «كميات كبيرة من المعدات العسكرية»، وإضافة إلى ذلك، أعلن عن القضاء على «خلية» خلال اشتباك عن قرب في وسط غزة. وافادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن «حصيلة الشهداء منذ بدء حصار الاحتلال شمال القطاع ارتفعت إلى نحو ألف شهيد، مع اخراج المنظومة الصحية عن العمل». وقالت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة جويس مسويا، إنه لا يمكن السماح باستمرار ما تفعله قوات الاحتلال في شمال قطاع غزة المحاصر. وأضافت مسويا، أن المستشفيات قصفت، والعاملين في المجال الطبي احتجزوا، وأماكن الإيواء أخليت، وأحرقت، والمسعفين منعوا من إنقاذ الناس من تحت الأنقاض. ونبهت إلى أن «كل سكان شمال غزة معرضون لخطر الموت» مشيرة إلى تقارير تفيد بمقتل مئات الفلسطينيين فيما أجبر عشرات الآلاف على الفرار مرة أخرى. دهس إسرائيليين وفي تطور مواز، قتل إسرائيلي وأصيب العشرات إثر اصطدام شاحنة بمسافرين في محطة للحافلات في مفترق غليلوت قرب بوابة قاعدة عسكرية بتل أبيب، واكدة الشرطة أنها عملية «تخريبية عدائية» وتم إطلاق النار على سائق الشاحنة و«تحييده». وقالت سلطة الإسعاف إنها «قدمت العلاج الطبي ونقلت للمستشفيات المختلفة 35 مصاباً بينهم 6 في حالة خطرة و5 في حالة متوسطة و20 حالتهم طفيفة و4 مصابين بذعر». وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحادث أثناء إحياء ذكرى قتلى هجوم السابع من أكتوبر بقوله «ما زلنا بانتظار توضيح نهائي حول ظروف الحادث الذي وقع في منطقة غليلوت، ونصلي من أجل سلامة المصابين». وفي حادث منفصل، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن مركبة يقودها فلسطيني حاولت دهس عدد من الجنود بالقرب من قرية حزما الفلسطينية شمال شرق القدس، فيما قام الجنود بإطلاق النار على المهاجم. وقالت الشرطة في بيان «قبل قليل ورد بلاغ عن قيام مركبة فلسطينية بمحاولة دهس جنود بالقرب من قرية حزما الفلسطينية على شارع 437».
مشاركة :