حذر وزير المالية الألماني، كريستيان ليندنر، من أن الاتحاد الأوروبي قد يتخذ إجراءات انتقامية إذا بدأت الولايات المتحدة حرباً تجارية ضده إذا فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة، وإن الأمر لن يكون به تهاون بين أكبر الحلفاء الغربيين، وفق ما أوردته شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية. خاسرين من فوز ترامب بالرئاسة قال ليندنر لشبكة سي إن بي سي على هامش الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي في واشنطن العاصمة: "الجدال التجاري لا يرى أبدًا فائزين بل خاسرين فقط". اقرأ أيضاً: خطة ترامب الاقتصادية "تعتمد بالكامل" على زيادة التعريفات الجمركية وأشار ليندنر إلى أن الشكل الذي قد تبدو عليه سياسة التجارة الأمريكية إذا انتُخب دونالد ترامب رئيساً يشكل قضية أساسية. وقال: "في هذه الحالة نحتاج إلى جهود دبلوماسية لإقناع كل من يدخل البيت الأبيض بأن الدخول في صراع تجاري مع الاتحاد الأوروبي ليس في مصلحة الولايات المتحدة. وسيتعين علينا أن نفكر في الانتقام". وينتمي ليندنر إلى الحزب الديمقراطي الحر المؤيد للأعمال التجارية والذي يتحالف حالياً مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة المستشار أولاف شولتز. حرب تجارية مع أوروبا والصين قال ليندنر إن مشكلة الولايات المتحدة في التجارة تكمن مع الصين وليس الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي "لا ينبغي أن يصبح أثرا جانبياً سلبياً" للصراع بين الولايات المتحدة والصين. اقرأ أيضاً: ترامب يتهم حزب العمال البريطاني بالتدخل في الانتخابات.. ما القصة؟ وأكد ترامب أنه في حال انتخابه قد يفرض تعريفات جمركية شاملة تتراوح بين 10% إلى 20% على جميع الواردات تقريبا، بغض النظر عن مصدرها. خطورة فوز ترامب على أوروبا ذكرت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن دراسة أجراها المعهد الاقتصادي الألماني "آي دبليو" بأن فرض الولايات المتحدة تعريفة جمركية بنسبة 20% من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي وألمانيا في السنوات المقبلة. وتعد التجارة أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الألماني واقتصادات أخرى عدة وهو ما يشير إلى أن التوترات المتزايدة وعدم اليقين والتعريفات الجمركية من شأنها أن تضرب البلاد أكثر من غيرها. حجم شراكة ألمانيا وأمريكا وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال مكتب الإحصاء الألماني "ديستاتيس" :" إن أهمية الولايات المتحدة كشريك تجاري لألمانيا آخذة في الازدياد فمنذ عام 2021 كانت الولايات المتحدة ثاني أهم شريك تجاري لألمانيا بعد الصين ولكن في النصف الأول من عام 2024 كان حجم التجارة الخارجية مع الولايات المتحدة أعلى من نظيره مع الصين وفي عام 2023 ذهب حوالي 9.9٪ من الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة". تصاعد التوترات التجارية تصاعدت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي والصين على مدار العام. وفرضت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تعريفات جمركية أعلى على بعض السلع المستوردة من الصين وفق مزاعم وجود ممارسات تجارية غير عادلة. بدورها، أعلنت الصين أيضًا عن فرض تعريفات جمركية مؤقتة أعلى على بعض الواردات من الاتحاد الأوروبي. كما تجري العديد من التحقيقات حول المنافسة والدعم وغير ذلك من الممارسات بين الجانبين في ظل استمرار التدابير المتبادلة. أوروبا والتوجه ضد الصين بعد أن صوت الاتحاد الأوروبي لصالح فرض رسوم جمركية على المركبات الكهربائية المصنعة في الصي حث ليندنر الاتحاد على عدم بدء حرب تجارية. وكانت ألمانيا قد دعت في السابق إلى عدم الإنجرار لذلك بعدم فرض رسوم جمركية أعلى مما أثار مخاوف بشأن ما قد يعنيه ذلك لشركات صناعة السيارات المتعثرة في البلاد. وقالت جيتا جوبيناث نائبة المدير العام لصندوق النقد الدولي :"إن تصعيد التوترات التجارية والتعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والصين سيكون مكلفًا للجميع".
مشاركة :