أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم (الأحد) أن سلاح الجو الإسرائيلي ألحق "أضرارا بقدرة إيران الدفاعية وقدرتها على إنتاج الصواريخ"، وذلك خلال ضرباته الأخيرة في إيران. وقال نتنياهو في مراسم تأبين قتلى هجوم السابع من أكتوبر 2023، إن "إيران هاجمت إسرائيل بمئات الصواريخ الباليستية وفشل الهجوم، وقد وعدنا بالرد بحزم وفعلنا ذلك". وأضاف "لقد هاجم سلاح الجو جميع أنحاء إيران، وألحقنا الضرر بقدرة إيران الدفاعية وقدرتها على إنتاج الصواريخ الموجهة نحونا". والسبت، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم "بشكل موجه بدقة" أهدافا عسكرية في إيران "ردا على الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل على مدار الأشهر الأخيرة". وقال الجيش في بيان "هاجمنا بشكل موجه بدقة عدة أهداف في مناطق مختلفة في إيران، ومن بينها وسائل إنتاج صواريخ قامت إيران بإطلاقها نحو إسرائيل في هجماتها". كما أعلن الجيش "مهاجمة منظومة الصواريخ أرض-جو والقدرات الجوية لإيران التي تهدف إلى تقييد حرية العمل الجوية لإسرائيل في إيران". في المقابل، قالت إيران إن خسائر الضربات كانت "محدودة"، مؤكدة أنها تحتفظ بحق الرد "بشكل قانوني ومشروع" على الهجوم الإسرائيلي. وفي مطلع أكتوبر الجاري، أعلنت إيران إطلاق 200 صاروخ على إسرائيل في ثاني هجوم مباشر تشنه طهران على إسرائيل خلال ستة أشهر. وسيطرت حالة ترقب على المنطقة خلال الأسابيع الماضية بانتظار رد إسرائيل التي تخوض حربا منذ أكثر من عام ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة وحزب الله في لبنان وسط مخاوف من اتساع نطاق الصراع. إلى ذلك، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي مجددا بإعادة الرهائن المحتجزين في غزة في الوقت الذي تتجدد فيه مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في العاصمة القطرية الدوحة. وقال نتنياهو "في هذا اليوم لا ننسى المختطفين ونحن ملتزمون بإعادتهم جميعهم". من جهته، رأى وزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف غالانت أن على إسرائيل تقديم "تنازلات مؤلمة" لإعادة المختطفين من غزة. وقال غالانت في مراسم تأبين قتلى حرب "السيوف الحديدية" التي أقيمت على جبل هرتسل في القدس، "ليس كل هدف يمكن تحقيقه بالعمل العسكري، فالقوة ليست كل شيء ونهاية كل شيء". وتابع أنه "عندما ندرك واجبنا الأخلاقي المتمثل في إعادة الأسرى إلى ديارهم، فإن الأمر يتطلب تنازلات مؤلمة". وأضاف أن هذه هي مسؤوليته كوزير للدفاع، كما هي الحال بالنسبة للإنجازات المهمة وكذلك الإخفاقات، فالأثمان تكون حينها "باهظة". وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان) أن رئيس الموساد ديفيد برنياع سيعقد اليوم اجتماعا في الدوحة مع رئيس المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بهدف بدء مفاوضات صفقة تبادل أسرى في محاولة لتمكين إجراء محادثات أوسع في الأيام المقبلة. ووفقا لهيئة البث، فإن المباحثات ستركز على وقف إطلاق النار في غزة لأقل من شهر وتبادل بعض الأسرى. وتوقفت جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس منذ شهر أغسطس الماضي. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة، أدت إلى مقتل أكثر من 42 ألف فلسطيني وخلفت دمارا كبيرا في المنازل والبنية التحتية وأزمة إنسانية. وجاءت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، إضافة إلى احتجاز رهائن. وفي منتصف سبتمبر الماضي أعلنت إسرائيل توسيع أهداف الحرب وفتح جبهة مواجهة واسعة النطاق مع حزب الله في لبنان المساند الأساسي لحركة حماس في غزة منذ الثامن من أكتوبر 2023. وأطلق الجيش الإسرائيلي في 23 سبتمبر الماضي عملية عسكرية ضد حزب الله تحت اسم "سهام الشمال"، بدأت بغارات جوية مكثفة قبل أن يعلن في مطلع أكتوبر الجاري تنفيذ عمليات برية محددة ضد أهداف للحزب بالقرب من الحدود مع جنوب لبنان. فيما يشن حزب الله في المقابل هجمات صاروخية على قواعد ومواقع للجيش الإسرائيلي في شمال إسرائيل، وطالت هجماته في الآونة الأخيرة مواقع في وسط البلاد.
مشاركة :