تعد العلاقات الثقافية بين المغرب وفرنسا محورية في تعزيز التواصل الحضاري والتبادل الفني بين الضفتين. فهناك العديد من المبادرات المشتركة التي تعكس هذا التعاون و تهدف هذه المبادرات إلى فتح آفاق التعاون الفني وتبادل الخبرات بين الفنانين المغاربة ونظرائهم الفرنسيين وحتى من دول أخرى في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بما يعزز بناء شبكة ثقافية مشتركة ودائمة، الفاعل الثقافي مهدي أزدام من خلال فقرة ثلاثة أسئلة الأسبوعية ، يتحدث عن أهمية الشراكة الثقافية بين المغرب وفرنسا وسبل تعزيزها. أين تتجلى أهمية المبادرات الثقافية التي تجمع فرنسا و المغرب ؟ تتجلى أهمية المبادرات الثقافية بين فرنسا والمغرب في تعزيز الإبداع الفني وتعميق التفاهم الثقافي. وتبرز في هذا السياق عدة برامج فعّالة. فعلى سبيل المثال، تستضيف مدينة باريس باستمرار فنانين مغاربة شباب لإقامات فنية وبحثية، كان آخرها استضافة الفنانة التشكيلية متعددة المواهب خديجة البيض خلال صيف 2024. ومن البرامج البارزة أيضًا برنامج "Méditerranés" للإقامات الفنية في Friche la Belle de Mai بمارسيليا و يستقبل هذا البرنامج منذ عام 2015 فنانين مغاربة من مختلف التخصصات، منهم الفنانون التشكيليون يسرى راوشي، وفاتن عرفاتي، ولطفي سويدي، بالإضافة إلى الموسيقية هدى عبوز، المعروفة باسم "ختك". ولا تقتصر هذه الإقامات على توفير مساحات إبداعية مؤقتة فحسب، بل تتيح للفنانين فرصًا للتواصل وتبادل الخبرات مع نظرائهم الفرنسيين، بالإضافة إلى فنانين من دول متوسطية أخرى كإيران وفلسطين يمرون بمارسيليا. يهدف البرنامج في نهاية المطاف إلى تبادل أفضل الممارسات وتقوية شبكات الفنانين على الصعيد الدولي. كيف يُنظر لدور المؤسسات الثقافية في تعزيز التعاون الثنائي؟ يتجلى دور المؤسسات الثقافية كجهات فاعلة رئيسية في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. فعلى سبيل المثال، تعمل المعاهد الثقافية الفرنسية الثلاثة عشر المنتشرة في مختلف أنحاء المغرب على ترويج الثقافة واللغة الفرنسية من خلال تنظيم دورات لتعليم اللغة، ووضع برامج ثقافية متنوعة، بالإضافة إلى تقديم الدعم للهياكل الثقافية الفرنسية والمغربية على حد سواء. ويتمثل هذا الدعم في توفير الموارد والمساعدة في تنظيم الفعاليات والمشاريع المشتركة. وهذا يساهم في خلق حوار ثقافي غني وتوطيد العلاقات بين البلدين. ما هي الحالة الراهنة للعلاقات الثقافية بين المغرب وفرنسا؟ وما هي التحديات الرئيسية في التعاون الثقافي بين البلدين؟ العلاقات الثقافية بين المغرب وفرنسا تمر بمرحلة إعادة بناء بعد سلسلة من الأزمات الصحية والدبلوماسية و التي أثرت على العالم بأسره. فالتبادل الثقافي بين البلدين، سواء على مستوى السلع والخدمات أو تبادل الفنانين، شهد ركودًا بسبب جائحة كوفيد-19، ما قلص حركة التنقل نحو فرنسا. علاوة على ذلك، شكلت قيود تأشيرات شنغن عائقًا ملحوظًا أمام استئناف العلاقات الثقافية بين البلدين؛ فعلى سبيل المثال، قبل عامين، حُرم العديد من حملة شهادة البكالوريا، ومن بينهم طلاب الفنون والثقافة، من متابعة دراستهم الجامعية في فرنسا بسبب التأشيرات، مما أسفر عن "سنة بيضاء". بالإضافة إلى ذلك، واجه العديد من الفنانين صعوبات في الحصول على التأشيرة أو مواعيدها في الوقت المناسب، مما منعهم من المشاركة في الفعاليات التي دُعوا إليها. ورغم هذه التحديات، يبقى الأمل و ما زلت مع ذلك متفائلاً في إعادة صياغة هذا الجانب من العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا وتعزيز التعاون الثقافي المشترك.
مشاركة :