أثار اختفاء «عبوة اللبن» المسمومة والتي كان ينتظر أن تحدد طبيعة السم الذي تحتوى عليه مسار القضية الكثير من علامات الاستفهام، ففيما كان ذوو الطالب المتوفى وزملاؤه المصابون يترقبون إعلان نتائج الفحص المخبري لعينة اللبن والذي قيل إن العبوة المتسببة جرى التحفظ عليها فوجئوا باختفائها عن مسرح مجريات التحقيقات. ويرى هؤلاء أنه بات من الأهمية بمكان تشريح الجثة للتعرف على طبيعة التسمم، معربين عن استغرابهم الشديد لاختفاء العبوة (عبوة مياه صحية صغيرة) التي كان بها (اللبن) وجاء بها الطالب الموقوف حاليًا بدار الملاحظة إلى المدرسة حيث لم يعثر عليها رغم تكثيف عمليات البحث والتمشيط في محيط المدرسة حيث كان الطالب (المتهم) قد سارع للتخلص منها بعد أن شاهد تساقط زملائه واحدًا تلو الآخر في حادثة تثير الشكوك حول ما تحتويه هذه العبوة والتي حرص فور مشاهدته سوء وضع زملائه بإلقائها بعيدا عبر نافذة الفصل حسب شهادات موثقة أدلى بها زملاؤه لجهات التحقيق. عبوة غامضة وكانت الجهات الأمنية وأهالي القرية قد بحثوا عنها في محيط المدرسة ولكنهم لم يعثروا على أثر لها ولا تزال التساؤلات الحائرة مطروحة بحثًا عن إجابات شافية.. من عمد إلى إخفاء تلك العبوة؟ وهل أخفاها شخص عقب تخلص الطالب منها؟ وهل وجدها الطالب قبل أن تجدها الجهات الأمنية ومن ثم أخفاها؟ ورغم مضي نحو أسبوع على الحادثة لم يتسن العثور على هذه العبوة «الغامضة». فحص عبوة بديلة وتشير المعلومات إلى أن التحاليل التي سربت نتائجها هي للعبوة البديلة التي أحضرها والد الطالب المتهم لمستوصف القرية من ثم تحفظت عليها الجهات الأمنية والطبية وتم فحصها حيث تشير النتائج إلى خلوها من أي تسمم دوائي أو كيميائي أو غذائي. ولا تزال الفحوصات التي خضع لها الطالب المتوفى والمصابون والعينات التي تم رفعها لم تظهر نتائجها بعد ومع هذه الضبابية حول القضية يظل احتمال تشريح جثة الطالب أمرًا ملحا لمعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاة الطالب. تشريح الجثة من جانبه أكد سعد موسى خال الطالب المتوفى لـ«المدينة» أنه وقع على طلب لتشريح الجثة. وقال إن التحقيقات لا تزال مستمرة في القضية لكننا لم نحصل على أي معلومات جديدة تخص وفاة ابننا من قبل الجهات الأمنية التي زارتنا يوم أمس، مشيرًا إلى أنه طلب منه المواقفة على تشريح جثمان الطالب من قبل الشؤون الصحية وبالفعل سجل موافقته خطيًا، مشيرًا إلى أن عبوة اللبن التي جاء بها الطالب الموقوف إلى المدرسة لا تزال مختفية ولم يتم العثور عليها نهائيًا وأن التحاليل التي ظهرت قد تكون لعبوة اللبن البديلة التي كانت في ثلاجة منزل الطالب والتي تم إحضارها للجهات المختصة. وأضاف موسى: إننا في انتظار نتائج التحقيقات وما يهمنا هو ظهور الحقائق ونتائج التحقيقات ومن ثم تسليمنا جثمان ولدنا لدفنه. أما الطالب الخامس الذي أحضره ذووه إلى المستشفى بعد ظهور أعراض التسمم عليه عقب عودته من المدرسة فقد بيَّنت نتائج الفحوصات الأولية أنه تعرض لحالة تسمم مشابهة لحالة زملائه الأربعة الذين سبقوه في الحضور إلى المستشفى غير أنه ومن خلال إفادته أوضح أنه لم يشرب من (اللبن) المجلوب لداخل المدرسة من أحد الطلاب وقد غادر المستشفى بعد تلقيه العلاج بصحبة زملائه الذين غادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاج اللازم. عينات من مياه القرية إلى ذلك قامت اللجان المشكلة للوقوف على القضية بأخذ عينات من المياه الموجودة بالمدرسة بالإضافة إلى الوجبات الغذائية وذلك لفحصها والتأكد من سلامتها خصوصًا بعد حالة الطالب الخامس الذي تعرض للتسمم ولم يشرب من اللبن. مفتاح القضية وحسب متابعين فإن الطالب (جالب اللبن في عبوة المياه للمدرسة) والموقوف على ذمة القضية في دار الملاحظة هو مفتاح القضية وقد تفصح التحقيقات معه من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام عن تفاصيل دقيقة في القضية خصوصًا بعد اختفاء عبوة اللبن التي أحضرها والتي بقي فيها نحو نصفها من اللبن والذي سارع في التخلص منها فور مشاهدته لتدهور وضع زملائه الصحي بعد شرب رشفات منها، لاسيما أنه رفض أن يشرب منها رغم محاولات زملائه إقناعه بتناول اللبن الذي قال لمعلمه إنه أحضره ليتناوله أثناء الفسحة المدرسية. يذكر أن الحادثة وقعت يوم الثلاثاء الماضي داخل مدرسة كعب الأسدي بقطاع تهامة (مركز مربة) التابع لمحافظة محايل حيث تسمم أربعة طلاب بعد تناولهم لوجبة من (اللبن) أحضرها أحد زملائهم للمدرسة داخل عبوة مياه صحية صغيرة الحجم وبعد تناولهم لها أغمي على أحد الطلاب والذي توفي لاحقًا وأصيب 3 طلاب تم تنويمهم وخروجهم من المستشفى بعد تلقي العلاج اللازم. المزيد من الصور :
مشاركة :