تجاوز مؤتمر يتعلق بالطاقة وناقش استراتيجية قطاع الطاقة لتحقيق الحياد الكربوني وتسريع جهود إزالة الكربون من خلال التعاون والابتكار العالمي، وتحسين الشبكة الإقليمية لتمكين مستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية وموثوق به وبأسعار معقولة، وتسليط الضوء على دور البنية التحتية القوية للشبكة الإقليمية في تحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية، واستعراض تقنيات تحسين الشبكة، ومناقشة التقنيات الحديثة والتخطيط المتطور والكفاءات التشغيلية اللازمة لتعزيز مرونة الشبكة والقدرة على تحمل التكاليف والتحولات السوقية اللازمة لدعم تحول الطاقة، ومناقشة وعرض التقنيات الناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي وعمليات الشبكة والتخطيط، الى دراسة توقيع اتفاقية بحثية مع الجامعات و المعاهد، بهدف التركيز على تطوير التقنيات المستقبلية في مجال الحياد الصفري.واكد جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي خلال ملتقى أعمال المنتدى الدولي “تعزيز مستقبل الطاقة نحو الحياد الصفري”، الذي تنظمه هيئة الربط الكهربائي الخليجي بالتعاون مع معهد بحوث الطاقة الكهربائية الأمريكي (إبري)، والذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، امس (الأحد) بمدينة الظهران وبمشاركة كبار صناع الطاقة حول العالم وعدد من المسئولين، أن المنتدى الدولي لتحول الطاقة الصفري حدث عالمي تنظمه هيئة الربط الكهربائي الخليجي بمشاركة العديد من الدول والمؤسسات الدولية والإقليمية المعنية بالطاقة والطاقة النظيفة والمتجددة، وسينطرق الى بحث الحلول والتحديات التي تواجه منطقة الخليج والمجتمع الدولي للوصول الى الحياد الصفري. وأوضح المهندس يعقوب الكيومي، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة الربط الكهربائي الخليجي، أن المنتدى يأتي استكمالا لمنتديات سابقة نظمتها الهيئة بالتعاون مع مؤسسات دولية وإقليمية، بهدف مساعدة دول التعاون في التغلب على التحديات التي تواجهها للوصول الى الحياد الصفري، مضيفا، أن المنتدى حريص على ابتكار حلول لمساعدة دول التعاون للتفكير في الغد، حيث باتت مشاريع الطاقة الشمسية والرياح امرا واقعا في دول التعاون، فهاك العديد من الاستثمارات في هذه المجال.واكد، أن دول مجلس التعاون بدأت في استخدام وسائل تخزين الطاقة، لافتا إلى ان الطموح ان توطن دول التعاون تلك التقنيات من اجل تصديرها في المستقبل، مشيرا إلى أن المنتدى يكتسب كذلك العديد من الأهداف الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، مشددا على أن الهيئة داعم كبير لجهود مجلس التعاون في تحقيق مستهدفات الحياد الصفري، حيث تعمل على تمكين شبكتها في مساعدة الدول الأعضاء في تحقيق الأهداف والاستراتيجيات، من اجل تعزيز امن الطاقة وكذلك المساعدة في ادخال الطاقة المتجددة في شبكاتها.وذكر، أن الهيئة وضعت تعرفة على عمليات نقل الطاقة داخل الشبكة، حيث اوجدت منظومة تساعد على التبادل التجاري ومساعدة الدول في عمليات النقل داخل المنظومة، مبينا، أن الربط الكهربائي مع العراق سيكون بوابة للربط مع دول خارج دول مجلس التعاون.وقال ارشاد منصور رئيس معهد بحوث الطاقة الكهربائية العالمي ” ابري”، إن العالم ينظر إلى منطقة الخليج في المقام الأول على أنها مركز للنفط والغاز، مما يؤدي إلى تصورات غير مهتمة في العمل المناخي وتبني الحلول منخفضة الكربون، مؤكدا، أننا نشهد الآن إجراءات ملموسة، مثل تركيب مئات الجيجاوات من تخزين الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات في المنطقة، وتحول هذه المبادرات والتعهدات إلى واقع، حيث تتحدث البيانات الحقيقية عن نفسها وهذا التقدم الحاصل في دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية لخفض الانبعاثات والوصول للحياد الصفري. ودعا دول العالم الى خفض الكربون، مضيفا، أن المنطقة الخليجية حققت أهدافها لعام 2030 في مجال خفض الكربون مما يعزز بشكل كبير مكانتها العالمية في الوقت الحالي، لافتا إلى أن منطقة الخليج تحقق أهدافها لخفض الانبعاثات من خلال استيراد ونشر تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات على نطاق واسع، مشددا على أهمية تخصيص 5 إلى 10% من استثمارات الطاقة النظيفة هذا العقد للتكنولوجيات الناشئة مثل تخزين الطاقة طويلة الأجل، وCCUS الغازية، والهيدروجين، والمعادن الحرجة، ومراكز إعادة التدوير المتجددة، والمفاعلات المعيارية الصغيرة.وذكر ارشاد، أن الاستثمار في هذه التقنيات المبتكرة حاليا سيضع منطقة الخليج في وضع يمكنها من تصدير تكنولوجيات الطاقة النظيفة في العقد المقبل، بدلا من استيرادها، مما يسهم في تغيير التصور بأن الخليج يتعلق فقط بالنفط والغازولفت، أن دول التعاون الخليجي تتحول مسؤولياتها بشكل كبير في عملية الحياد الصفري، مؤكداً مرة أخرى حرص دول مجلس التعاون الخليجي على التعاون الإقليمي والدولي للوصول الى الحياد الصفري.وأوضح المهندس احمد الابراهيم، الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي الخليجي، ان المنتدى في نسخته الثانية يعالج الكثير من القضايا، حيث يطرح مسألة تطوير التقنيات المطلوبة في عمليات التحول الصفري، معتبرا، أن التعاون مع المعاهد العالمية مثل “ابري” و مجموعة Go 15 امر بالغ الأهمية للوصول الى حلول مهمة لعملية التحول الصفري و كيفية تطبيق التقنيات المستقبلية في التحول الطاقي، لافتا إلى أن مخرجات المنتدى تتمثل في اتفاقيات تعاون بحثية مع الجامعات و المعاهد، بهدف التركيز على تطوير التقنيات المستقبلية في مجال الحياد الصفري.واكد، أن دول مجلس التعاون تملك فرصة فريدة لتصبح رائدة في التحول الصفري، حيث تمتلك مواد كثيرة تمكنها للبدء في صناعات للتحول الطاقي وكذلك صناعات لتقنيات لتخزين الطاقة، مما يجعلها مصدرا لتصدير هذه التقنيات في المستقبل، مضيفا، أن نسبة الطاقة المتجددة في الشبكة الخليجية سجلت زيادة لتصل الى 15% – 17% حاليا، متوقعا وصولها الى 50% بحلول 2050.وأوضح الدكتور صالح اليحيى، مختص في التقنية، ان الاتفاقيات التي وقعت على هامش منتدى تعزيز مستقبل الطاقة بين هيئة الربط الكهربائي الخليجي و الكليات تستهدف التعاون وتعزيز الشراكه في مجالات التدريبية والبحث الأكاديمية والتقني، حيث اتفق الأطراف على تبادل الخبرات البحثية و التخصصية و التقنية، بالاستفادة للاستفادة من الخبرات التطوير وتأهيل بعض المقررات بما يتوافق مع سوق العمل، لافتا إلى أن الاتفاقيات تتضمن تفهمات مستقبلية للمشاركة في اللقاءات والمؤتمرات والدورات التدريبية وكذلك التعاون في ما يخص الشهادات الاحترافية ، مبينا، أن ان الاتفاقيات تشمل كذلك التعاون في التقنيات الحديثة كالذكاء الصناعي والأمن السيبراني والطاقة المتجددة بما يتوافق مع رؤية الكليات وأهداف و رسالة هيئة الربط الخليجي.
مشاركة :