الصين تدعو إلى مزيد التعاون المشترك خلال قمة البريكس الـ16

  • 10/29/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

احتضنت مدينة قازان الروسية القمة الـ16 للبريكس على مدار ثلاثة أيام والتي انطلقت في 22 أكتوبر 2024، وذلك تحت عنوان "بريكس والجنوب العالمي لبناء عالم أفضل بشكل مشترك"، وقد شهدت هذه القمة اهتماما كبيرا من قبل المجتمع الدولي، وخاصة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم، فمنذ تأسيسها في عام 2006، تتميز هذه الآلية بدور حيوي في مختلف المجالات، وتزداد أهميتها وخاصة مع توسعها، إذ تضم المجموعة حاليا عشرة دول، وتبدي المزيد من الدول الأخرى اهتمامها بتعميق علاقاتها مع مجموعة البريكس، ليعزز ذلك التعاون الاقتصادي والتجاري بين مختلف الدول. وتساعد البريكس أيضا على تعزيز نظام عالمي متعدد الأقطاب وليس أحادي التوجه، وتعمل أيضا على المزيد من التشاور والتنسيق السياسي بهدف تعزيز التنمية المستدامة والأمن الإقليمي والعالمي، بالإضافة إلى التعاون في مجالات الصحة والتكنولوجيا الفائقة والتعليم، ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية بين مختلف الدول وحتى النامية منها. تناولت قمة البريكس لعام 2024، قضايا متعددة من أهمها الأمن الغذائي والطاقة وقضايا الشرق الأوسط، وقد شاركت في الاجتماعات 36 دولة مثّلها عدد من القادة والمسؤولين البارزين، وتُعتبر هذه القمة أكبر تجمع لزعماء العالم في روسيا منذ عقود، حيث حضر 24 من زعماء العالم افتتاح القمة، من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينغ والذي أكد في كلمة ألقاها في 24 أكتوبر على "مساعي دول البريكس المشتركة المتماشية مع زخم العالم للسلام والتنمية"، وقدّم خمسة مقترحات من أجل توسيع التعاون عالي الجودة في إطار مجموعة "البريكس الكبرى"، حيث أكد شي جين بينغ على أهمية العمل لتحقيق السلام من خلال "مجموعة البريكس المسالمة" التي تحافظ على الأمن المشترك، وإقامة "مجموعة البريكس المبتكرة" لتحقيق المزيد من التنمية العالية الجودة، وقد أوضح شي أن الصين أقامت عدة مراكز وآليات متطورة من أجل تطوير الذكاء الاصطناعي والأبحاث العلمية المتطورة وتعزيز التعاون المتطور بين الصين ودول البريكس لمواكبة العصر الحديث. كما دعا الرئيس الصيني في كلمته أيضا إلى إقامة "مجموعة البريكس الخضراء" لتعزيز التعاون في الصناعة الخضراء والطاقة النظيفة والموارد المعدنية الخضراء والتحول الأخضر والمنخفض الكربون، بالإضافة إلى بناء "مجموعة البريكس العادلة" من أجل تطبيق تعددية الأطراف والتمسك بمفهوم الحوكمة العالمية ذات المنفعة المشتركة، ودعم تطور الجنوب العالمي في ظل حوكمة عادلة للجميع. واقترح شي أيضا إقامة "مجموعة البريكس الإنسانية والثقافية" للتعايش بين الحضارات والاستفادة من التعاون في مختلف القطاعات مثل التعليم الرقمي. تلعب الصين دورا بارزا في مجموعة البريكس نظرا لتميزها على مختلف الأصعدة، حيث تضطلع الصين بالدور الاقتصادي الأهم في المجموعة، فهي الاقتصاد الأكبر بين الدول الأعضاء، لذلك تُعتبر الصين المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي للمجموعة وتوفّر فرصا ضخمة تجارية واستثمارية للدول الأعضاء، وهي أيضا من أبرز الشركاء التجاريين لدول مجموعة البريكس. ويبرز دور الصين الهام ضمن المجموعة من خلال مقترحاتها الرائدة والمهمة والتي تعود بالنفع على مختلف الدول ومن أهمها دعمها الكبير لبنك التنمية الجديد (NDB) التابع للمجموعة، والذي يُعتبر منصة هامة لتمويل مختلف المشاريع التنموية للدول الأعضاء والدول النامية، والعديد من المقترحات التي تسعى من خلالها الصين إلى تعزيز تطوير المجموعة. كما تلعب الصين دورا سياسيا هاما داخل البريكس، من خلال التنسيق السياسي ودعم توجهات البريكس وخاصة تعدد الأقطاب، مما يساهم في تحقيق المزيد من المنفعة المشتركة للدول الأعضاء ويزيد من أهمية البريكس على الساحة الدولية. إن مجموع البريكس ليست مجرد آلية للتعاون السياسي أو الاقتصادي فحسب، بل إنها أيضا منصة تتيح لمختلف الدول العمل من أجل تحقيق الأهداف المشتركة المتمثلة في التنمية والتعاون متعدد الأقطاب. ويجسد توسع البريكس التوافق بين دول الجنوب العالمي بشأن ضرورة إشراك مجموعة أوسع لمواجهة القضايا المعقدة التي نعيشها في عصرنا الحالي، وتلعب الصين دورا أساسيا داخل المجموعة من أجل مزيد نجاح البريكس وتعمل على إقامة المزيد من التعاون المفيد في إطار فتح المزيد من الآفاق الجديدة عالية الجودة داخل البريكس وبناء مجتمع يتشارك مستقبلا أحسن وتعزيز التعاون بين الدول الناشئة لتحقيق المزيد من التوازن الدولي.

مشاركة :