عمون - اختار حزب الله اللبناني، اليوم الثلاثاء، نعيم قاسم أمينا عاما له ليخلف حسن نصرالله الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في أيلول الماضي. ونعيم قاسم من مواليد كفرفيلا، 1953، وهو نائب الأمين العام لحزب الله بلبنان منذ عام 1991. درس حتى المراحل العليا من الدراسة الحوزية، التي تتلمذ فيها على يد كبار علماء الشيعة في لبنان. وكان ذلك بالتزامن مع الدراسة الأكاديمية في الجامعة اللبنانية عام 1971، التي حصل منها على الليسانس في الكيمياء باللغة الفرنسية من كلية التربية بالجامعة. وحصل قاسم على شهادة الماجستير في الكيمياء، من الجامعة اللبنانية عام 1977، ثم امتهن التدريس وعمل مُعلماً للصفوف الثانوية الرسمية، لست سنوات، إذ أنه خرِّيج دار المعلمين التابع لوزارة التربية. وتمرَّس على الخطابة وتحضير دروس الدين في مراحل مبكرة من عمره، ثم أقام دروساً في المسجد للأطفال ضمن حلقات أسبوعية وهو لم يتجاوز عمره الثمانية عشر عاماً وقتها. ساهم في تأسيس "الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين" مع مجموعة من الشباب وهو في صفوف الجامعة، بهدف العمل الطلّابي وتبليغ الأفكار الإسلامية داخل الجامعات وفي المدارس، وذلك في أوائل السبعينيات. انضم إلى حركة المحرومين، أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) عند تأسيسها على يد موسى الصدر عام 1974، وحضر الاجتماعات الأولى لإطلاق الحركة في مناطق مختلفة من لبنان، وتسلَّم منصب نائب المسؤول الثقافي المركزي في حركة أمل. ترقى في السلم التنظيمي للحركة ليصبح مسؤول العقيدة والثقافة، حيث كان أحد الأمناء في مجلس قيادة الحركة بعد اختفاء الإمام الصدر في ليبيا، وتسلم حسين الحسيني رئاسة الحركة عام 1978. استقال من الحركة عقب الثورة الإسلامية الإيرانية التي قامت على يد الخميني في 11 شباط 1979، ليتابع دراسته الحوزية ونشاطه الإسلامي التبليغي في إعطاء الدروس والمحاضرات في عدد من المساجد والحسينيات في بيروت والضاحية الجنوبية. اهتم نعيم قاسم لأكثر من 20 سنة "بالتَّبليغ" بشكل مكثف وواسع على امتداد لبنان، مركزاً على الدروس الأسبوعية والإرشاد في مناطق مختلفة من بيروت. وساهم في تأسيس جمعية التعليم الديني الإسلامي "الشيعية" عام 1977، والتي تهتم بتعليم الدِّين الإسلامي في المدارس الرسمية والخاصة، إذ تُرسل مدرسين ومدرسات إلى كلِّ مدرسة لإعطاء دروس في الدّين لكل الصفوف الدراسية. كما شغل منصب مسؤول المدير العام لمدارس المصطفى الست في ضاحية بيروت الجنوبية وصور والنبطية وقصرنبا، التي تدرّس المنهج اللبناني الرسمي ولها طابع ديني تربوي إسلامي، حتى عام 1990، ثم تابع العمل في الجمعية. شارك قاسم في اللجان الإسلامية المساندة للثورة الإسلامية في إيران، التي ضمت كل الجهات الإسلامية العاملة على الساحة حينها، والتي قامت بأنشطة إعلامية ومسيرات ومحاضرات حول الثورة. في عام 2006، نشر قاسم كتاباً بعنوان حزب الله: القصة من الداخل. في آب 2011، حضر قاسم حفل إصدار الطبعة الثامنة من كتابه، حيث أدلى بتصريح قال فيه: «عُرضت علينا مليارات الدولارات لإعادة إعمار جنوب لبنان المحروم مقابل تسليم أسلحتنا ووقف عمل المقاومة. لكننا قلنا لهم إننا لسنا بحاجة إلى أموالهم، وستستمر المقاومة بغض النظر عن العواقب".
مشاركة :