لام علينا البعض لما طرحناه في المقال السابق حول حاجتنا في الكويت إلى أندية جديدة، ووصل الأمر إلى أن أحدهم، خلال نقاشه العاتب بشأن هذا الموضوع، قال بنبرة تهكمية: «يا معود شدعوة عندنا لاعبين ولّا من زين كرتنا علشان يحطون أندية ويصرفون عليها فلوس»، لذلك كان لا بد لي من الرد عليه والآخرين لتوضيح وجهة النظر للحاجة وضرورة إنشاء وإشهار أندية جديدة في الكويت. ولكي تكون الصورة واضحة لا لبس فيها يجب أن أؤكد أنني عندما طالبت أو ناشدت أو اقترحت، ولكلٍّ أن يسمي ما كتبت كيفما شاء، لم تكن تعنيني كرة القدم فقط، لأن الرياضة أكبر وأشمل من أن تنصب على لعبة بعينها أو فريق أو لاعب، لذلك أعتقد أن التركيز على أن ما يعنينا في تطور الرياضة يتعلق بكرة القدم فقط هو ظلم وإجحاف لبقية الألعاب التي متى ما وجدت اهتماماً كافياً وقاعدة أوسع للتنافس بين الأندية لضم وصقل المواهب والاستفادة منها فستكون قادرة على أن تعود بالرياضة الكويتية إلى ما يشبه سابق عهدها، فنحن لم نكن متقدمين في كرة القدم فقط حتى نتحسر عليها ونذرف الدموع من أجلها دون سواها، بل كنا ننافس ونقود في الكثير من الألعاب، ولدينا من النجوم في رياضاتهم وألعابهم ما يوازي ويفوق أحياناً كرة القدم، لكن بحكم الشعبية الجماهيرية والإعلامية فقد طوى النسيان الكثير من الإنجازات والنجوم، وأصبح لا همّ لنا سوى كرة القدم التي نقيس عليها كل شيء، سواء كان نجاحاً أو فشلاً. أما الاحتجاج على الصرف المالي في كل مناسبة يأتي ذكر الرياضة فيها فهو أمر يجب أن نتوقف عنده ألف مرة، لأن من يحتج على ذلك عليه ألا يقارن إذن بين الكويت ونظيراتها في المنطقة، وألا يتحسر على التأخر الواضح عن الأشقاء في الجانب الرياضي تجديداً، ولن أقول الجوانب الأخرى، لأن المقارنة هنا ستكون ظالمة بالنظر إلى ما يتم صرفه عندنا وعند الآخرين، فالواحد المصروف في ميزانيتنا يعادله 100 في ميزانياتهم، وبالتالي علينا أن ندرك أنه لا رياضة ولا تطور يأتي «ببلاش» ودون صرف، ففي الرياضة من طلب العلا «صرف المال» قبل أن يسهر الليالي. وبناءً على ذلك أعيد أن إنشاء أندية جديدة والصرف عليها وعلى غيرها بشكل جيد ومدروس لتواكب الزيادة في عدد السكان والتوسع العمراني من شأنها أن تكون الحاضنة المثلى للمواهب المهملة، أو غير المكتشفة، كما أنها ستكون عنصراً مساعداً لتوسيع القاعدة التي يمكن أن تمنح الفرصة للطاقات سواء الفنية «لاعبين ومدربين»، وحتى الإدارية في بعض الأحيان، والتي تتسرب من الأندية الحالية سواء بشكل متعمد أو غيره، لتضيع بسبب عدم الحصول على الفرص أو غياب الحافز، وهو ما يعد خسارة في المحصلة النهائية للرياضة الكويتية، ولنا أن نتصور فقط لو كان هناك لدينا على الأقل 3 أو 4 أندية جديدة، فكم لاعباً وموهبة ستجد طريقها إلى الملاعب في كل المراحل السنية، وفي أكثر من لعبة، أو ليس هذا فيه فائدة للرياضة بصفة خاصة وللمجتمع بشكل أعم؟ بنلتي قبل أيام عاد منتخب الكويت للدراجات المائية من بطولة العالم محمّلاً بعدة ميداليات، ولم يكلف أي مسؤول في الهيئة العامة للرياضة أو وزارة الشباب نفسه عناء استقبال هؤلاء الأبطال في المطار، وأوكلت المهمة إلى موظفة محترمة من العلاقات العامة تحمل «باقة ورد وسلام وتحيات من المسؤولين»، ثم يخرج علينا مَنْ يتساءل ويستنكر سبب تراجع وإحباط رياضيينا... «شوفوا تصرفات المسؤولين تعرفون السبب».
مشاركة :