ينتظر العالم بفارغ الصبر اللقاء الحاسم والنهائي الذي سيجمع الديربي الجمهوري الديمقراطي في الخامس من نوفمبر القادم بين كامالا هارس دونالد ترامب. الجميع هنا يتباهى بقدراته وعناصره ومستشاريه لكن القضاة هنا وأصحاب الكلمة الفصل هم ثلاثمئة مليون أمريكي. حملة دونالد ترامب الانتخابية لعام 2024 أصبحت نقطة جذب للعديد من الشخصيات البارزة، التي ترى في ترشحه فرصة لإعادة تشكيل المشهد السياسي الأمريكي. ومن بين هذه الشخصيات المؤثرة نجد الإعلامي تاكر كارلسون، والملياردير إيلون ماسك، والسياسي روبرت كينيدي جونيور، الذين يلعبون أدوارا مختلفة ولكن حيوية في دعم حملة ترامب. تبرز هذه الشخصيات كنماذج لأصوات قوية في السياسة والإعلام والأعمال، ما يزيد من ثقل وتأثير حملة ترامب على الساحة الوطنية. تاكر كارلسون، الإعلامي الأكثر شهرة في أوساط المحافظين، أصبح جزءا لا يتجزأ من التيار الذي يدعم ترامب. بعد مغادرته قناة Fox News في عام 2023، استمر كارلسون في تقديم تحليلاته السياسية عبر منصات الإعلام البديلة، وهو ما زاد من شعبيته بين القاعدة المؤيدة لترامب. يعتمد كارلسون في خطابه على نقد النخب السياسية والإعلامية الليبرالية، ويتبنى موقفا معاديا للعولمة والهجرة، وهي القضايا نفسها التي تشكل عمودا فقريا في خطاب ترامب. كارلسون ليس فقط مؤيدا لترامب، بل يعد من الأصوات المؤثرة التي تلهم وتعبئ قاعدته الانتخابية. من خلال منصات التواصل الاجتماعي والبرامج الرقمية، يعزز كارلسون صورة ترامب كقائد يمثل صوت الشعب ضد النخب الحاكمة، ويعمل على نشر رسائل الحملة بأسلوب مبسط يجذب جمهور المحافظين والشعبويين. إيلون ماسك، الملياردير ورائد الأعمال الذي يقف وراء شركات عملاقة مثل Tesla وSpaceX، أصبح من الشخصيات المثيرة للجدل التي تتابع عن كثب تطورات السياسة الأمريكية. على الرغم من عدم إعلانه رسميا عن دعم مباشر لحملة ترامب، إلا أن ماسك تبنى العديد من المواقف السياسية التي تتوافق مع خطاب ترامب، خاصة فيما يتعلق بحرية التعبير على الإنترنت والعداء للتنظيمات الحكومية. منذ استحواذه على Twitter (الذي أصبح لاحقا X)، أظهر ماسك دعمه لمبادئ "حرية التعبير" التي يعتبرها جزءا من معركة أوسع ضد ما يسميه "الإلغاء الثقافي" والتضييق على الأصوات المحافظة. ماسك انتقد أيضا دور الحكومة في تنظيم الاقتصاد والتكنولوجيا، وهو موضوع يتوافق مع خطاب ترامب حول "الدولة العميقة". دوره قد يكون محوريا في دعم منصة إعلامية بديلة أو توجيه التفاعل السياسي على منصات التواصل الاجتماعي، مما يعزز تأثير الحملة في الفضاء الرقمي. روبرت كينيدي جونيور، عضو عائلة كينيدي الشهيرة وابن شقيق الرئيس الراحل جون كينيدي، يشكل إضافة غير متوقعة لتحالف ترامب الانتخابي. كينيدي، الذي دخل السباق الرئاسي كمرشح ديمقراطي، لكنه يعتنق العديد من الأفكار التي تتناقض مع التيار الرئيسي في حزبه، يُعرف بمواقفه المناهضة للقاحات والنقد الشديد للمؤسسات الحكومية الكبرى مثل FDA وCDC. دعم كينيدي لحملة ترامب لا يأتي بشكل مباشر، لكن تقارب المواقف حول القضايا المناهضة للبيروقراطية والانتقادات الموجهة للسيطرة الحكومية على الصحة والاقتصاد يجعله حليفا غير تقليدي. العديد من مؤيدي كينيدي من الديمقراطيين الغاضبين من سياسات الحزب قد ينضمون إلى حملة ترامب، مما يوسع قاعدة الدعم الانتخابي له ويضيف لمسة شعبوية غير متوقعة. التحالف الذي يجمع شخصيات مثل تاكر كارلسون، إيلون ماسك، وروبرت كينيدي جونيور، يعكس توجها واضحا نحو دعم خطاب ترامب المناهض للنخب. هؤلاء الأفراد يشاركون ترامب في رؤيته لأمريكا التي تحارب "الدولة العميقة" وتحارب الهيمنة الفكرية للنخب الليبرالية. بينما يعبر كارلسون عن ذلك عبر منصات الإعلام، فإن ماسك يستخدم منصات التواصل الاجتماعي الكبرى للترويج لحرية التعبير والتأكيد على دور التكنولوجيا في إعادة تشكيل الساحة السياسية. أما كينيدي، فيمثّل الصوت المتمرد من داخل المؤسسة الديمقراطية، مما يجذب المزيد من الأصوات من خارج الدوائر التقليدية. وجود شخصيات مثل تاكر كارلسون، إيلون ماسك، وروبرت كينيدي جونيور في المدار السياسي لترامب يعزز من قوة حملته الانتخابية لعام 2024. كل واحد منهم يجلب معه مجموعة من المؤيدين والقدرات التي تساعد على توسيع نفوذ ترامب وتأثيره. سواء كان من خلال الإعلام، التكنولوجيا، أو السياسة التقليدية، هذا التحالف يشكل قوة كبيرة قد تساهم في إعادة صياغة المشهد السياسي الأمريكي في الانتخابات المقبلة. كامالا هاريس، رغم كونها المرشحة الوحيدة من الحزب الديمقراطي ذات الخلفية السياسية القوية كنائبة للرئيس، تواجه تحديات متعددة فيما يتعلق ببناء تحالفات مؤثرة وقوية ضمن حملتها. تعتمد هاريس بشكل كبير على الدعم التقليدي من داخل الحزب الديمقراطي، مثل تحالفات مع القيادات السياسية والناخبين التقدميين والليبراليين. ومع ذلك، فإن بعض عناصر الحزب، خاصة الجناح التقدمي الذي يمثله شخصيات مثل بيرني ساندرز أو ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، قد تكون أقل حماسا لدعم هاريس بشكل مطلق، خاصة إذا شعروا أن توجهاتها السياسية لا تتناسب بشكل كافٍ مع طموحاتهم. على عكس ترامب، الذي يحظى بدعم رجال أعمال كبار مثل إيلون ماسك وشخصيات إعلامية مثل تاكر كارلسون، لا يتواجد في معسكر هاريس حاليا مليارديرات أو شخصيات إعلامية كبيرة بالقوة نفسها. الدعم الإعلامي الذي تحصل عليه هاريس عادة يأتي من وسائل الإعلام الليبرالية التقليدية مثل CNN وMSNBC، ولكن هذه الوسائل لا تقدم التأثير الشخصي أو الاستقطاب القوي الذي يوفره وجود شخصيات شعبوية مثل كارلسون. عدم وجود شخصيات مماثلة لماسك الذي يؤثر على الملايين من خلال منصات التواصل الاجتماعي، يعد نقطة ضعف كبيرة لحملة هاريس مقارنة بحملة ترامب. أحد الفروق الواضحة بين الحملتين هو الخطاب الذي يتبناه كل منهما. كامالا هاريس تميل إلى التركيز على القضايا التقليدية التي تمثل القاعدة الديمقراطية، مثل حقوق المرأة، والمساواة العرقية، والتغير المناخي، والعدالة الاجتماعية. ومع أن هذه القضايا تظل ذات أهمية كبرى لجماهيرها، إلا أنها لا تثير الحماس الكبير نفسه الذي يولده خطاب ترامب الذي يعتمد على الانتقاد الحاد للنخب السياسية والإعلامية والترويج لقضايا مثيرة للجدل مثل الهجرة والسياسات الحمائية. علاوة على ذلك، فإن حملة هاريس تواجه تحديا في توحيد الديمقراطيين بشكل كامل، حيث إن بعض عناصر الحزب تشعر بأن سياساتها لا تتماشى مع الأجنحة التقدمية التي تدفع نحو تغييرات راديكالية في مجالات مثل الصحة العامة والتعليم والعدالة الاقتصادية. من حيث الجاذبية الشخصية، تبدو كامالا هاريس أقل إثارة للرأي العام مقارنة بترامب وشخصياته المتحالفة. هاريس تعتمد على أسلوب قيادة تقليدي ودبلوماسي، بينما يعتمد ترامب على جذب الانتباه من خلال تصريحاته الجريئة وأفعاله غير المتوقعة. هذه الفوارق تجعل من الصعب على حملة هاريس الوصول إلى مستوى الحماس الشعبي نفسه الذي يجمعه ترامب حول شخصيات مثل كارلسون وماسك. في المقارنة بين معسكري ترامب وهاريس، من الواضح أن حملة ترامب تتمتع بميزة كبيرة في استقطاب الشخصيات المؤثرة ودفع خطاب شعبوي يمكنه التأثير على قاعدة جماهيرية واسعة. بالمقابل، تعتمد حملة هاريس على البنية التقليدية للدعم الحزبي والسياسي، مع تحديات في توحيد جميع أطياف الحزب الديمقراطي حولها وفي خلق حماس جماهيري جديد. المعركة بين الحملتين ليست فقط معركة بين شخصيات سياسية، بل هي أيضا معركة بين أساليب مختلفة للتواصل مع الناخبين، حيث يمثل ترامب ومؤيدوه قوة تعتمد على الشخصيات الكاريزمية والوسائل الرقمية، بينما تواجه هاريس تحديا في تقديم نفسها كقائدة قادرة على إلهام وتحفيز قاعدة واسعة من الناخبين بالطريقة نفسها. في حين أن حملة دونالد ترامب لعام 2024 تجذب شخصيات قوية مثل تاكر كارلسون، إيلون ماسك، وروبرت كينيدي جونيور، نجد أن معسكر المرشحة كامالا هاريس يواجه تحديات مختلفة تماما، على الرغم من كونها نائبة رئيس الولايات المتحدة وواحدة من أبرز الوجوه السياسية في الحزب الديمقراطي، إلا أن حملتها الانتخابية لا تحظى بالقدر نفسه من الدعم الإعلامي والشخصيات العامة ذات التأثير الواسع التي تحيط بترامب. هذه المقارنة تبرز الفرق الكبير في التركيبة والتحالفات التي يعتمد عليها كل معسكر. MBNwaiser@
مشاركة :