أصدرت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة كتابًا جديدًا بعنوان: "الكمأة في التاريخ والطب والأدب" من تأليف الكاتب عبدالله بن سليمان العيد، وذلك ضمن برنامج النشر العلمي بالمكتبة. ويتضمن الكتاب مختلف المعلومات الخاصة بنبات "الكمأة" من جهة التعريف بها، وتاريخ الكمأة، والتصنيف العلمي لها، وأنواعها، وأسمائها، والقيمة الغذائية لها، والكمأة في المعتقدات القديمة، وفي الطب العربي القديم، والطب النبوي، والتراث العلمي العربي، والشعر الفصيح والشعر الشعبي، والأدب القصصي العربي الحديث وفي الأمثال الفصيحة والشعبية. كما يتناول الكتاب الكمأة في تفسير الأحلام وفي كتب الرحالة الغربيين إلى الجزيرة العربية، والعلاقة التكافلية بين الكمأة والنباتات المجاورة لها، وبين ظهور الكمأة والتربة، وبين ظهورها وكمية الأمطار والاستدلال على أمكنة ظهور الكمأة، واستخدام الحيوانات لجمع الكمأة، وطرائق حفظ الكمأة، وأسواق الكمأة ومهرجاناتها حول العالم، ومناطق انتشارها، وتحضير الكمأة للمائدة، وغيرها من الموضوعات التي تغطي موضوع ( الكمأة) من جميع الجوانب. يقع الكتاب في 298 صفحة، وقدم له الباحث والرحالة معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي - رحمه الله - وجاء في المقدمة: "إن هذا الكتاب هو أشبه بالمَعْلمة الواسعة الغنية بالتفصيلات والتعريفات في هذا الميدان المهم الذي هو ميدان معرفة الكمأة" وفيها: "وقد أوغل المؤلف في الحديث عن الكمأة في بلادنا حتى أورد كلام الرحالة الغربيين إلى الجزيرة العربية عما يتعلق بالكمأة". والكمأة أو "الفقع" من النباتات الفطرية الصحراوية التي تظهر أوقات الربيع، وثمار الكمأة اكتنفها الغموض في طريقة ظهورها، وصعوبة زراعتها، ووجودها في أماكن محددة في الصحراء، وتناولها الشعراء والرحالة والعلماء بكثير من الإطراء والإعجاب، ووصفت في المصادر القديمة بالثمرة المعجزة. وقد تناولت مادة الكتاب الكمأة بوصفها أحد عناصر التراث بالمملكة، وهي مثرية لمحتوى الثقافة المحلية، وتخدم مستهدفات رؤية المملكة 2030 من خلال المحافظة على البيئة واستدامتها. والكمأة نبات بري فطري يأخذ شكلًا مكورًا في الغالب وهو بلا ساق ولا أوراق، ينمو تحت الأرض على بعد يتراوح بين 15-20 سم ثم يندفع باتجاه سطح الأرض إلى أن يخرج عند تمام نضجه عن طريق إحداث تشققات في سطح الأرض، ويبدأ ظهوره بعد دخول الوسم مباشرة الذي يبدأ في اليوم 16 أكتوبر ، ويرتبط نموه بهطول الأمطار خلال فصل الوسم. وللكمأة تاريخ عريق، فقد استخدمها الرومان والإغريق للأغراض الطبية، ويعود تاريخها أيضا إلى السومريين والفراعنة وقد تعرف عليها الإنسان منذ 3500 سنة وعدت من منتجات الأرض الغامضة الغريبة، وعرفت كذلك في إيطاليا قبل 2000 سنة، وفي عصر النهضة أخذت موقع الصدارة بين الأطعمة، وانتشرت في أوروبا منذ القرن الرابع الميلادي. وهناك نوعان للكمأة: الكمأة الصحراوية وكمأة الغابات، ومن أهم هذه الأنواع: تيرفيزيا بوديري، ويعرف في دول الخليج باسم ( الخلاسي) ومنها كذلك في الجزيرة العربية : الزبيدي، والجبي، والهوبر، والبلوخ، والأفاتيح، والمغاريد، والعساقل، والعرجون، والفرحانة، والقعموس، والشرياخ ، وتعرف الكمأة في المملكة ودول الخليج ب (الفقع) وفي بعض البلاد العربية: شجرة الأرض، أو بيضة الأرض، أو بيضة البلد، وتدل إحدى الأساطير السومرية على أنها أول من أورد كلمة (كمأة) وتعني ما يُغطى أو يُخفى. ومن أنواعها كذلك: تيرفيزيا كلافيري، تيرفيزيا ليونيس، وتيرفيزيا: جيجانتيا، أوليجوسبيرما، أولبينسيس، أريناريا وغيرها من الأنواع المتعددة المنتشرة في أوروبا والشرق الأوسط واليابان وأمريكا. وللكمأة فوائد طبية كثيرة منها: الاكتحال بماء الكمأة لبعض مشكلات العين، لكنها قد تسبب بعض المتاعب الصحية كالقولنج والفالج وآلام المعدة، ويرى الأطباء العرب القدماء أن الكمأة الرطبة أقل ضررًا من اليابسة. وقد استخدمت الكمأة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة – رضوان الله عليهم – لمداواة العين وعلاجها، فقد أوردها البخاري في كتاب (الطب) تحت باب (الكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعين) وأوردها الإمام مسلم في كتاب (الأشربة) تحت باب (فضل الكمأة). وقد وصفت الكمأة في الشعر الفصيح والشعبي، والأدب بأوصاف كثيرة تدل على أهميتها ومنافعها الكثيرة.
مشاركة :