وقبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية، تهدف زيارة الموفدين آموس هوكستين وبريت ماكغورك إلى إسرائيل خصوصا إلى إيجاد حل للحرب المفتوحة المستمرة منذ أكثر من شهر بين الدولة العبرية وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران. وسجلت فجر الجمعة غارات إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية التي استهدفت بانتظام خلال الأسابيع الأخيرة، بعد صدور إنذارات بإخلاء مبان في المنطقة. وأظهرت لقطات بثتها وكالة فرانس برس وقوع انفجارات عدة تبعها تصاعد سحب الدخان في معقل حزب الله. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية إن الطيران الإسرائيلي "نفذ 10 غارات عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت"، مشيرة إلى أن الغارات خلفت "دمارا هائلا في المناطق المستهدفة، حيث سويت عشرات المباني بالأرض بالإضافة إلى اندلاع حرائق". والخميس، قتل ستة مسعفين من هيئتين صحيتين تابعتين لحزب الله وحركة أمل في غارات اسرائيلية على جنوب لبنان، على ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية ليرتفع بذلك عدد المسعفين القتلى منذ بدء التصعيد في لبنان قبل أكثر من عام إلى 178. واستهدفت غارات خصوصا محيط مدينة صور في الجنوب وبعلبك في الشرق. وبعد إضعافها حركة حماس في غزة، نقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها العسكرية في 23 أيلول/سبتمبر إلى لبنان حيث تشن غارات مكثفة تستهدف بشكل أساسي حزب الله في معاقله في ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب البلاد وشرقها. وفي 30 أيلول/سبتمبر باشرت عمليات برية محدودة في الجنوب. ومنذ ذلك الحين، قتل أكثر من 1829 شخصا في لبنان، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس بناء على بيانات وزارة الصحة، لكن من المرجح أن الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير. خطة أميركية وتؤكد إسرائيل أنها تريد تحييد حزب الله في المناطق الحدودية للسماح بعودة نحو 60 ألفا من سكان الشمال إلى ديارهم بعدما نزحوا مع بدء تبادل القصف اليومي مع حزب الله غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. في شمال إسرائيل، أوقع قصف صاروخي من لبنان، سبعة قتلى وفق السلطات المحلية من بينهم أربعة أجانب يعملون في الزراعة في بلدة المطلة. وفي وقت لاحق قالت تايلاند إن الأجانب الأربعة مواطنون تايلانديون. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر حكومية قولها إن الخطة التي أعدها الموفدان الأميركيان تنص على انسحاب حزب الله من المناطق الحدودية مع شمال إسرائيل في جنوب لبنان فضلا عن انسحاب الجيش الإسرائيلي من هذه المنطقة التي ينبغي أن ينتشر فيها الجيش اللبناني والقوة الدولية. وجاء في هذه الخطة أيضا أن الجيش اللبناني سيكون مسؤولا عن منع حزب الله من إعادة تسليح نفسه على أن تحتفظ إسرائيل بحق الدفاع عن نفسها ضمن احترام القانون الدولي. وقال مسؤولون إسرائيليون إن الجنود المشاركين في الهجوم البري الإسرائيلي منذ نهاية أيلول/سبتمبر لن ينسحبوا قبل التوصل إلى اتفاق يلبي مطالب إسرائيل الأمنية. "التفكيك الكامل" وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي استقبل الخميس الموفدين الأميركيين إنه "يقدر" دعم واشنطن رافضا في الوقت ذاته الخضوع لضغوط حليفته الكبرى. وأكد "الجيوش الإرهابية لن تكون بعد الآن عند حدودنا. حماس لن تسيطر بعد الآن على غزة وحزب الله لن ينتشر على حدودنا الشمالية في مواقع تسمح له بغزو (إسرائيل) على بعد أمتار من حدودنا". لكن وسائل إعلام إسرائيلية أشارت إلى أن التوصل إلى وقف إطلاق النار بات مرجحا أكثر بعدما أكد رئيس هيئة اركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي "التفكيك الكامل لقيادة" حزب الله. والأربعاء قال نعيم قاسم الأمين العام الجديد لحزب الله إنه مستعد لوقف لإطلاق النار لكن بشروط يراها "مناسبة" من دون أن يحدد هذه الشروط. وتهدف زيارة الموفدين الأميركيين أيضا بحسب واشنطن إلى تحقيق تقدم من أجل إنهاء النزاع في قطاع غزة حيث يركز الجيش الإسرائيلي عملياته منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر على شمال القطاع. واستهدفت سبع غارات الخميس جباليا وبيت لاهيا ومدينة غزة على ما أفاد شهود. وتوعدت إسرائيل حماس بـ"القضاء" عليها بعد هجومها على الدولة العبرية الذي تسبب بمقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند لمعطيات رسمية. كذلك خطف خلال الهجوم 251 شخصا لا يزال 97 منهم محتجزين في غزة، ويقول الجيش إن 34 منهم ماتوا. وتشن إسرائيل منذ ذلك الحين حملة قصف مركز وعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبب بمقتل ما لا يقل عن 43163 فلسطينيا، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
مشاركة :