قال النجم الإنجليزي جيمي فاردي (29 عاماً) مهاجم ليستر سيتي إن الاسترخاء في مدينة دبي وتحت شمسها في فبراير/شباط الماضي كان منعطف الفوز باللقب، لأن الإجازة التي منحها المدرب الإيطالي رانييري للاعبيه بعد الهزيمة من أرسنال حفزتهم لتقديم موسم استثنائي. خسر ليستر سيتي مباراته أمام أرسنال بهدف ويلبيك في الوقت القاتل لذا طلب رانييري من لاعبيه الهروب من الضغط وشحن بطاريتهم، وبعد العودة فاز ليستر ب8 مباريات من 11 وعلق فاردي: المدرب شاهد بعينه كم كافحنا في المباراة أمام أرسنال لذا قال لنا بعدها أنسوا كل شيء واذهبوا في عطلة أسبوعا. وتابع: الجميع رحل في إجازة، لكن القليل منا ذهب إلى دبي وأتذكر أنني جلست تحت الشمس في نفس الفندق الذي عسكر فيه سندرلاند، أعتقد أن رانييري أظهر بقراره ذاك أحساسه الكبير بلاعبيه وبالجهد الذي يبذلونه. وتابع المهاجم الذي سيشارك مع 52 لاعباً هاوياً في دورة تمرينات طويلة في مجمع الاتحاد معقل مانشستر سيتي بهدف العثور على جوهرة جديدة في دوري الهواة مثله: الإجازة كان لها مفعول السحر خصوصاً مع العائلة والتحرر من الضغوط، لم نتمرن لأسبوع حتى عدنا للنادي. وأكد فاردي أن الفوز على مانشستر سيتي 3-1 كان أيضاً منعطفاً مهما في مسيرة الفوز باللقب، كما أكد بقاءه في الفريق وقال: سنلعب في أوروبا الموسم المقبل وأنا سعيد هنا، أعتقد أننا نأمل في الفوز مجددا باللقب وسنبقي كل اللاعبين، نحن مثل الأشقاء، نتحدث على الدوام مع بعضنا بعضا ونخرج لتناول الطعام معا وجميعنا متعطشون للفوز ومحظوظون لأن الأمور كلها سارت لمصلحتنا وحققنا الانتصارات، لم نحرز اللقب بالحظ فقد عدنا بالنقاط الثلاث من ملاعب لم نتوقع الخروج منها بهدف. وانتقد فاردي تصريحات بوكتينيو مدرب توتنهام الذي قال إن خصوم فريقه ساعدوا ليستر سيتي على الفوز باللقب فهازار وزميله في تشيلسي فابريغاس أعلنا بوضوح رغبتهما بفوز ليستر باللقب لا توتنهام، وتوني بوليس مدرب وست بروميتش قال: نحب أن يفوز ليستر باللقب قبل أن يفسد مشوار توتنهام بنقطة التعادل في وايت هارت لين وقال فاردي: لا أعتقد أن الفرق يروق لها أن تدخل الملعب لتذوق مهانة الهزيمة من أجل أن يفوز فريق آخر باللقب، لا أعتقد أن هذا الشعور موجود في داخل أي شخص ولن يكون منصفا لأنديتهم التي يلعبون فيها ولا لمشجعيهم، لذا لا أرى أي شيء من الحقيقة في تصريحات بوكتينيو. ويطلق فاردي مشروع أكاديمية في 9 لاكتشاف جواهر موهوبة مثله، وهو يسعى إلى التأكيد أن أحداً لا يعلم ما يخبئ له المستقبل وأن على الجميع القتال من أجل تحقيق الحلم مهما كانت الحواجز التي تواجهه، مستنداً في ذلك إلى ما اختبره شخصياً خلال مشواره الخرافي. وما زال فاردي يتحسر على تسريح شيفيلد وينزدي له عندما كان صبياً لأنه كان قصيراً (4 أقدام و11 إنشا ) وقال: لا أعتقد أن من الجائز أن تقول لصبي في ال15 أو ال16 أنه ليس لاعباً ماهراً، أمامه سنوات كثيرة لينمو ويتطور وأنا بعد شهرين من تسريحي من شيفيلد شب عودي، لقد سلب مني تسريحي من نادي طفولتي الثقة بنفسي وصدمت كثيراً وربما هناك المئات من الأولاد قيل لهم نفس الشيء لذا آمل عبر أكاديميتي في9 العثور عليهم ومساعدتهم. يريد فاردي أن يمنح الفرصة للاعبين الهواة الذين لا يملكون الإمكانية أو العلاقات التي تخولهم تلقي التمارين المناسبة لكي يصبحوا نجوماً. وواصل: نأمل بأن نجدهم وندخلهم إلى الأكاديمية من أجل مساعدتهم على التقدم. أنا نجحت في تحقيق هذا الأمر، الأكاديمية موجودة هناك من أجل أن يرى الناس أنه بالإمكان تحقيق هذا الأمر، إن اللاعبين الذين سينضمون، وإذا عملوا بجهد كبير سيحصلون على فرصة التمرن بقيادة مدربين بحسب مقاييس الدوري الممتاز، بإمكاننا أن نمنحهم فرصة تحقيق الخطورة الانتقالية من الهواية إلى الاحتراف. وتبدأ الأكاديمية التي ستكون مجانية ودون رسوم اشتراك، باستقبال الطلبات هذا الشهر على أن يحتضن مركز التمارين الخاص بمانشستر سيتي الحصص التدريبية خلال توقف الموسم. ويمول فاردي جزءاً من المشروع وهو يطمح لأن تحقق أكاديمية في 9 الاكتفاء الذاتي مستقبلاً. ومن المؤكد أن الخطوة التي قام بها فاردي تظهر أنه شخص لا ينسى ماضيه، فقصة هذا اللاعب فريدة من نوعها، وذلك لأنه في عصر يتم فيه التعاقد مع اليافعين قبل أن يتمكنوا حتى من اتقان فن ربط شريط الحذاء، نجح لاعب ليستر سيتي في فرض نفسه على كبار الدوري الممتاز رغم سلوكه درباً مختلفاً تماماً. فقبل خمسة أعوام، كان فاردي لاعباً هاوياً يدافع عن ألوان ستوكسبريدج بارك ستيلز في الدرجة السادسة (السابعة فعلياً) إلى جانب عمله بدوام جزئي في مصنع للجبائر الطبية. ومن المؤكد أن فاردي لم يكن يحلم حتى بأن يصل به الأمر لأن يدافع عن ألوان المنتخب الإنجليزي، لكن هذا الأمر تحقق هذا الموسم بعدما وضع ليستر على صدارة الدوري للمرة الأولى منذ أوائل موسم 2000-2001 . ولم يكن فاردي الذي تخلى عنه شفيليد ونزداي حين كان في الخامسة عشرة من عمره بسبب صغر قامته حينها، يتصور أنه سيصل إلى هنا وأن تتم مقارنته من قبل مدربه الإيطالي كلاوديو رانييري بالهداف الأرجنتيني غابرييل باتيستوتا، ومن قبل هداف ارسنال السابق ايان رايت بالإيطالي سلفاتوري سكيلاتشي الذي أحرز لقب هداف مونديال 1990 بعدما كان بديلا. وبعد أن ترك شيفيلد ونزداي، بقي فاردي بعيدا عن كرة القدم لفترة متفرغا لدراسة علوم الرياضة في جامعة محلية قبل أن يجد نفسه مع ستوكسبريدج، حيث شق طريقه في الصفوف العمرية للنادي. ولم يكن فاردي في بداياته بالشخص الرصين، بل عرف بطباعه النارية إذ طرد في 4 مناسبات خلال موسمه الأخير مع الفريق، ما دفع بشيفيلد يونايتد إلى العدول عن فكرة ضمه. ولم تنحصر مشاكل فاردي بالمباريات وحسب، بل اضطر لوضع سوار إلكتروني بعد الساعة السادسة والنصف مساء من أجل تحديد مكان تواجده، وذلك بعد أن اعتدى على شخص في وقت متأخر من الليل. وحظر التجول هذا، أجبره على عدم أكمال المباريات لأنه مضطر للعودة إلى منزله قبل هذا التوقيت. وترك فاردي ستوكسبريدج وانضم إلى هاليفاكس تاون عام 2010 ومن الأخير إلى فليتوود تاون عام 2011 قبل أن يحط في ليستر عام 2012 مقابل مبلغ قياسي للاعب قادم من فريق هاو وقدره 1.4 مليون يورو. ومنذ ذلك الحين، بدأت المسيرة التصاعدية لهذا اللاعب الذي سجل 16 هدفاً في الموسم الذي عاد فيه ليستر إلى دوري الأضواء،ثم أضاف 6 في موسمه الأول بين الكبار، بينها هدف في المباراة التي فاز فيها ليستر على مانشستر يونايتد 5-3، وتواصل تصاعده هذا الموسم (24 هدفاً).
مشاركة :