يميل الذهب إلى الارتفاع مجدداً صباح اليوم بنسبة 0.2% في حين لا يزال يحاول التماسك أعلى مستوى 2750 دولاراً للأونصة وذلك بعد المكاسب القياسية له هذا الأسبوع مع بلوغه مستوى 2790 دولاراً. مكاسب الذهب تأتي وسط ترقب للمزيد من بيانات سوق العمل الأمريكي اليوم مع التوقعات بتباطؤ ملحوظ للتوظيف غير الزراعي. العوامل الجيوسياسية قد تحفظ للذهب قدرته على مواصلة اتجاهه الصاعد وذلك مع تزايد التقارير حول احتمالية قيام إيران بشن هجوم على إسرائيل في الأيام القادمة. هذا ما قد يؤدي إلى جولة جديد من الهجمات والهجمات المضادة التي قد تطال في النهاية المنشآت الاقتصادية وسلاسل التوريد ويفاقم من عدم اليقين حول الاقتصاد العالمي. حيث يتوقع أن يضيف سوق العمل غير الزراعي 106 ألف وظيفة في أكتوبر الفائت مقارنة مع 254 ألف وظيفة كانت قد أُضيفت في سبتمبر. في حين يتوقع أن يتباطأ نمو متوسط أجر الساعة من 0.4% إلى 0.3% على أساس شهري إضافة إلى تماسك البطالة عند 4.1%. فيما أن المفاجئة السلبية مع نهاية الأسبوع الذي كان حافلاً بالبيانات الأفضل من المتوقع في معظمها من شأنه أن يضعف التفاؤل حول متانة سوق العمل. كما أن الأداء الضعيف لسوق الأسهم كان ليشكل المزيد من الدفع للذهب مع انحسار شهية المخاطر وذلك على ضوء النتائج الربعية المتباينة من كبرى الشركات وبعض التوقعات السلبية منها حول المستقبل. إلا أن تزايد التدفقات الضخمة باتجاه صناديق السندات هذا قد يشكل عائقاً لإبطاء مكاسب الذهب غير المدر للعائد. ذلك أنه كلما ابتعدت عوائد سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام عن مستوى 4% صعوداً، كانت أكثر جاذبية للشراء وهذا ما قد يبرر التدفقات نحو صناديق السندات. حيث سجلت أكبر ثلاثة صناديق للسندات، iShares Core U.S. Aggregate Bond iShares 20+ Year Treasury Bond وVanguard Total Bond Market ، صافي تدفقات موجبة بأكثر من 1.8 مليار دولاراً هذا الأسبوع وذلك في مقابل تدفقات بقرابة 178.2مليون دولاراً لصندوق الذهب المادي الأكبر SPDR Gold Trust. في المقابل، فإن عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية من شأنه أن يعزز من جاذبية المعدن الأصفر وذلك مع التقارب أكثر فأكثر في نتائج استطلاعات الرأي وعدم وجود أفضلية مطلقة لأي من المرشحين. حيث تشير أرقام FiveThirtyEightإلى تراجع أفضلية كاميلا هاريس على دونالد ترامب إلى 1.2 نقطة مؤية الأمس في متوسط الاستطلاعات وذلك بعد أن ثبتت عند 1.4 هذا الأسبوع. بالتزامن مع اقتراب السباق الرئاسي، تتزايد التقارير حول إمكانية تفاقم الصراع في الشرق الأوسط في أسبوع الانتخابات وهذا ما من شأنه أن يضيف إلى المزيد من عدم اليقين إلى المشهد المعقد. حيث أن السدرية السائدة هي تعثر المفاوضات بالتزامن مع تفاقم محتمل للتصعيد. فبعد حديث مسؤول رفيع لشبكة CNNعن هجوم إيران على إسرائيل قد يكون قبل يوم من الانتخابات، شهدنا أيضاً تصريحات من المسؤولين الإيرانيين حول التخطيط لهذا الهجوم. كما نقل موقع آكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين أن الهجوم قد يُشن من الأراضي العراقية قبيل الانتخابات. في حين نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين أنه قد بدأ التحضير بالفعل لهذا الهجوم والذي قد يحدث بعد الانتخابات الأمريكية وذلك لكيلا يشكل عاملاً مرجحة لترامب. إلا أن التصريحات الإيرانية عن الهجوم المرتقب قد تكون من أجل تعزيز الموقف التفاوضي في هذا الوقت الحاسم، وفقاً للتايمز أيضاً. هذا يأتي أيضاً مع الشكوك حول إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة أو لبنان والذي من شأنها أن يأسس إلى تهدئة أوسع في الإقليم ويبعد شبح الحرب الإقليمية. فعلى الرغم من تواجد كبار المسؤولين والمستشارين الأمريكيين في الإقليم لدفع المفاوضات المتعثرة، إلا أنه من غير المرجح أن يتم التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة، وفقاً للتايمز والتي نقلت عن مسؤولين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر معرفة من سيفوز في الانتخابات وبأن حماس ترفض التهدئة المؤقتة. هذا ما أكدته الواشنطن بوست أيضاً نقلاً عن مسؤول في حماس والذي قال بأن الاتفاقات المقترحة لا تشمل على شرط الوقت الدائم للقتال. أما في لبنان، فقد تحدثت وول ستريت جورنال عن مقترح تتم مناقشته لوقف الحرب في لبنان. إلا أن مسؤولين قريبين من نتنياهو قالوا بأنه من غير المرجح أن يتم التوصل إلى اتفاق قبل نهاية الانتخابات علاوة على أن الحكومة اللبنانية وحزب الله قد ترفض الاتفاق المقترح نظراً لسماحه لإسرائيل بشن ضربات خلال فترة انتقالية مدتها 60 يوماً. أخيراً، بالحديث عن آسيا، فقد شهدنا الأمس تقرير الآفاق الاقتصادية الإقليمية لآسيا والمحيط الهادئ من صندوق النقد الدولي. فعلى الرغم من أن الصندوق يرى أن التوقعات على المدى القصير الأن هي أفضل مما كانت عليه في تقرير أبريل الفائت، إلا أن المخاطر في تزايد وذلك على ضوء التوتر الجيوسياسي وعدم اليقين تجاه الطلب العالمي وتقلبات أسواق المال. كما يرى الصندوق أن المخاطر تلك قد تتفاقم في حال تزايد تأثير التشديد النقدي وتصاعد الحروب التجارية والصراعات التي قد يطال تأثيرها سوق السلع وتباطؤ الاقتصاد الصيني أكثر. في حين أن تزايد المخاطر المحيطة بآسيا قد يلعب دوراً محورياً في الطلب العالمي على الذهب. فوفق أرقام مجلس الذهب العالمي عن الربع الثالث التي شهدناها في وقت سابق هذا الأسبوع، فقد استحوذت آسيا باستثناء إقليم الشرق الأوسط على قرابة 67% من الطلب العالمي على السبائك والعملات المعدنية الذهبية في الربع الثالث مع أكثر من 181 طناً.
مشاركة :