أفاد مصدر أمني لبناني اليوم (السبت) بأن "قوة كوماندوز إسرائيلية" كانت ترتدي زي عناصر أمن لبنانية "اختطفت" مواطنا من منطقة البترون الساحلية بشمال البلاد، فيما قال الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل ناشطا في حزب الله. وقال المصدر الأمني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الشخص المختطف يدعى عماد أمهز، وهو قبطان بحري كان متواجدا بمفرده داخل شاليه كان قد انتقل للعيش فيه قبل فترة. وتابع "أن القوة وفق ما أظهر مقطع فيديو لإحدى كاميرات المراقبة كانت مؤلفة من نحو 20 شخصا، ووصلت سيرا على الأقدام إلى الشاليه، بعدما وصلت بحرا وأوقفت قاربها على مقربة من الشاطىء ثم دخلت الشاليه، حيث يقيم أمهز وقامت باختطافه". من جهتها، قالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية إن "الأجهزة الأمنية تحقق في حدث وقع في منطقة البترون فجر أمس الجمعة، حيث أفاد أهالي المنطقة أن قوة عسكرية لم تعرف هويتها نفذت عملية إبرار (إنزال بحري) على شاطئ البترون، ثم انتقلت بكامل أسلحتها وعتادها إلى شاليه قريب من الشاطئ، حيث اختطفت لبنانيا كان موجودا هناك، واقتادته إلى الشاطئ، وغادرت بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر". بدوره، أكد وزير الأشغال والنقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي حمية، أن عماد أمهز تلميذ قبطان بحري، وهو بحاجة لمتابعة دورات متتالية وكان يقيم على بعد 100 متر من معهد للعلوم البحرية في المنطقة. وقال علي حمية لقناة (إل بي سي) المحلية إن "الأجهزة الأمنية تعمل على تحديد تفاصيل عملية الاختطاف في البترون، والشاطئ اللبناني مراقب من قبل بحرية قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل)". وكانت وسائل إعلام لبنانية وعربية تداولت مقطع فيديو من كاميرا مراقبة يظهر عملية الاختطاف، وهي الأولى من نوعها التي تسجل في لبنان منذ بدء المواجهة العسكرية بين حزب الله وإسرائيل. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء اليوم اعتقال ناشط في حزب الله خلال عملية خاصة لقوة بحرية في شمال لبنان. وذكر بيان صادر عن المتحدث العسكري الإسرائيلي أنه "خلال عملية خاصة لمغاوير البحرية شايطيت 13 في بلدة البترون شمال لبنان اعتقلت القوات ناشطا في حزب الله يشكل مصدر معلومات في مجاله". وتابع البيان أنه "تم نقله إلى إسرائيل ويتم التحقيق معه من قبل الوحدة 504"، وهي وحدة عسكرية مختصة بالتحقيق مع أسرى العدو. وفي السياق، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية نقلا عن الجيش أن أمهز كان ضالعا بتهريب أسلحة إيرانية لحزب الله عن طريق البحر. ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 23 سبتمبر الماضي هجوما على لبنان أَطلق عليه اسم "سهام الشمال" بدأ بغارات جوية مكثفة قبل أن يطلق في مطلع أكتوبر الجاري عمليات برية محددة ضد أهداف لحزب الله بالقرب من الحدود مع جنوب لبنان. فيما يشن حزب الله هجمات صاروخية على قواعد ومواقع للجيش الإسرائيلي في شمال إسرائيل، وطالت هجماته مواقع في وسط البلاد في تصعيد خطير للقصف المتبادل بينهما منذ 8 أكتوبر 2023 على خلفية الصراع الدائر في قطاع غزة.
مشاركة :