دعت الرئاسة السعودية لمؤتمر الأطراف "كوب 16" القادم في الرياض، المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات قوية بشأن التصدي لتهديدات الجفاف، والعمل على استصلاح الأراضي واستعادة خصوبتها. جاءت الدعوة قبل أقل من شهر واحد على انطلاق مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر "كوب 16" الرياض، حيث تشير البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أن العالم يواجه أزمة قاسية، كما تشير التوقعات فقدان مزيد من الأراضي الصالحة بما يعادل مساحة بعض الدول. "كوب 16" سيعقد خلال الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر 2024 في العاصمة السعودية الرياض، وسيحتفل تحت شعار "أرضنا. مستقبلنا." بالذكرى الثلاثين للإعلان عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ويهدف إلى تحفيز العمل متعدد الأطراف بشأن القضايا المهمة، مثل التصدي للجفاف وحقوق ملكية الأراضي والعواصف الرملية والترابية. وأكدت رئاسة المؤتمر على أن الفعاليات التي تنظمها السعودية في المؤتمر خلال الثاني من شهر ديسمبر المقبل، ستمنح الفرصة للخبراء والقطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية للمشاركة في هذا المؤتمر للخروج بحلول علمية وعملية للحد من تدهور الأراضي، إضافة إلى إمكانية الاستفادة من الفرص الاقتصادية التي تقدر بنحو ترليون دولار لاستصلاح الأراضي في العالم. في هذا السياق قال وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة ومستشار رئاسة "كوب 16" الدكتور أسامة فقيها: "يمثّل هذا المؤتمر لحظة حاسمة للمجتمع الدولي، إذ يهدف إلى معالجة تدهور الأراضي من خلال العمل بشكل جماعي من أجل تحقيق هدف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والمتمثل في استصلاح 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول العام 2030". تتبنى الدول الأهداف الطوعية لتحييد أثر تدهور الأراضي منذ 2015، لعدم إسهامها في زيادة مساحات الأراضي المتدهور عالميا، بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وتشارك حاليا أكثر من 130 دولة في هذا البرنامج، حيث اختارت أكثر من 100 دولة أهدافها بالفعل. وستسعى رئاسة السعودية للنسخة السادسة عشرة القادمة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى زيادة عدد البلدان الموقّعة على الأهداف الطوعية لتحييد أثر تدهور الأراضي، وحثّها على تعزيز طموحاتها والسعي الحثيث لتنفيذها. يشار إلى أن مبادرة السعودية الخضراء تتبنى زيادة الغطاء النباتي والمساعدة في مكافحة التصحر من خلال مبادرات تشجير مدروسة بعناية في جميع أنحاء المملكة. وتتضمن زراعة 10 مليارات شجرة في السعودية، أي ما يعادل إعادة تأهيل 74 مليون هكتار من الأراضي. وستساهم هذه المبادرة التي تشمل جميع فئات المجتمع في استعادة الوظائف البيئية الحيوية، وتحسين جودة الهواء، والحد من العواصف الغبارية والرملية، وغير ذلك. في المقابل تقدر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بـ 44 تريليون دولار من الناتج الاقتصادي، بما يزيد على نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي السنوي، الذي يعتمد بشكل معتدل أو إلى حد كبير على رأس المال الطبيعي. رئاسة المؤتمر أشارت إلى توفير كافة الإمكانات اللوجستية للمساعدة في التغلب على هذه التحديات، حيث سيكون "كوب 16" الرياض أول نسخة من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر تُقيم منطقة خضراء، وسيوفر هذا المفهوم المبتكر منصة للشركات والعلماء والمؤسسات المالية والمنظمات غير الحكومية والجمهور والمجتمعات المتأثرة للتعاون في إيجاد حلول دائمة.
مشاركة :